Ep1

882 35 7
                                    

بسم الله الرحمان الرحيم

يحكى أنه في زمن مضى ، في بلاد غير بلادنا و زمان غير زماننا و تحديدا في مملكة ذاع صيتها و كثر ذكر اسمها بين الممالك المجاورة ، المملكة التي باتت حلم كل تاجر في ذاك الزمان ، إستطاع ملكها بعد الخمسين سنة من حكمه أن يجعل منها أسطورة الاعاجيب بعصره في شتى المجالات: الزراعية ، الصناعية ، التجارية و هندستها المعمارية التي تجعل كل زائر مبهورا و حائرا من مدى براعة و روعة مهندسي هذه الابنية العظيمة.

مملكة الشفق ،هكذا كان إسمها، الاقوى عسكريا و اقتصاديا بين المماليك، حاكمها الملك شفق الذي سيكمل السبعين ربيعا من عمره في هذه الليلة ، حيث سيقام حفل كبير على مستوى القصر يدعى فيه أصحاب المراتب النبيلة و الطبقات الارستقراطية و سيقيم العامة مهراجانا ضخما للاحتفال بمرور نصف القرن من حكم ملكهم للمملكة التي قام بتغيير اسمها الى اسمه الخاص "شفق " تخليدا لما قام به من انجازات مشرفة .

لم يكن للملك سوى ابن واحد يدعى الامير"شمس" و هو الوريث الوحيد للعرش و أبنة وحيدة تدعى بالاميرة "جواهر".

في حديقة القصر ، ذهبت تتختل بين الشجيرات حاملة معها كتيبها الصغير لتكمل أحداث روايتها المفضلة ، حاملة في اليد الاخرى فانوسا يضيء عتمتها ، فضوء القمر كان باهتا تلك الليلة ، لم تنتبه للذي كان يتتبعها بملل اتباعا لطلب عمته التي الحت عليه باحضار ابنتها الاميرة ، حتى يتسنى لها تقديمها للمعازيم، علّها تجد نبيلا وسيما يناسب فتاتها المدللة.

"الن تتوبي عن هذه الافعال الصبيانية بعد؟"قالها واضعا كفه على فمه متثائبا
شهقت بفزع واقفة بسرعة كردة فعل تلقائية

ليالي: سمو الامير؟ ماذا تفعل هنا ؟ سيغضب الحاضرين ان غبت عنهم في هذا الوقت، ثم و مع احتراماتي لسموك فأنا لست بطفلة لتتبعني و تملي علي ما أفعل و ما لا أفعل .

قال مازحا مدعيا الجدية: "و هذا ما أردت أن اذكرك به ، انت لم تعودي طفلة بعد الان ، أتممت العشرين ربيعا من عمرك و لازلت في قصر والدك بدون زواج، ماذا سيقول النبلاء عنك؟ أميرة بهذا السن و لم تستقر في عش الزوجية بعد ؟ هل تريدين جلب العار لعائلتنا الحاكمة يا ليالي؟ " -قال جملته الاخيرة كاتما ضحكته.

نظرت اليه بتمعن، لا تريد ان تقع في حيلة إستفزازه لها : "أعلم بأنها من بعثتك، يبدو أن والدتي لن تمل أبدا من هذه السيرة ، آه يا أبي متى ستأتي من سفرتك الطويلة لتنقذ و ترأف بحال إبنتك المسكينة هذه."

شمس مغيرا موضوع الحديث: "هل قمت بتجهيز أغراض السفر حقا؟ تعلمين أن الرحلة الى هناك طويلة و مرهقة ، انتظري شهرين آخرين و سيكون والدك أمامك ، لا داعي لان تتعبي نفسك فوالدك سيأتي للمملكة لا محالة بإذن الله ، ففي الاخير هو وزير خارجية البلاد كما تعلمين."

جارية حرة!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن