مرت الثلاثة ايام بعد انتهاء مراسم الحفل بسلام ,استعدت الاميرة ليايلي برفقة اخيها الاكبر الامير آزر للسفر الى والدهم .
ليالي :"اه كم انا مشتاقة لم يبقى الكثير و اصل اليك يا والدي الحبيب "
ناظرها آزر بانزعاج قائلا :" اقسم لو لم ارى حزنك و ذبولك المبالغ فيه منذ رحيله لما اخذتك معي , افسدك والدي بدلاله, انتظري فقط حين نصل سيكون لي حديثا مغايرا معك "
لم تهتم لتذمره فقد اعتادت على اسلوبه ,اخذت حقيبتها الصغيرة لتركب العربة و هي تتأفف من فستانها الذي قد اتسخ ببركة الوحل, كان يناظرها من بعيد مبتسما ، أميرته الجميلة سترحل عنه لمرتها الاولى ,اعتاد ان يكون هو المسافر دائما تاركا اياها بصحبة يد امينة دون ان يقلق , اما هذه المرة فهو غير واثق من سلامتها رغم ان اخاها الامير برفقتها , و لكن الضيق الذي ينتاب قلبه يجعل خوفه عليها يتفاقم اكثر .
شد بيده اليمنى على قلبه قائلا برجاء :" استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه" , سائلا و داعيا الله ان يحفظها بحفظه الكريم.تستغرق الرحلة الى هناك اثني عشرة يوما , مرت سبعة ايام على سفرهم , توقفت العربة في مدينة مأهولة بالسكان معروفة بتجارة افخم و اجود انواع الحرير , هي مدينة من المدن القليلة التي لم تعلن اسلامها بعد الا انها تدفع الضرائب و الجزيات المنصوص عليها في ميثاق ابرمته مع مملكة الشفق , فلا اكراه في الدين..
نزلت من العربة بحماس لطالما تمنت زيارة اسواق هذه البلدة , ذهبت بصحبة خادمتها فردوس لتشتري ما يلزمها و ما لا يلزمها من حاجيات , فهكذا هو اسلوب الانثى في التسوق..
ابتعدت كثيرا عن العربة و خادمتها تنهرها و توبخها على ذلك، ترجتها بان يرجعن ادراجهن فقد انتهوا فعلا من تسوقهن، الا ان ليالي كانت مأسورة بالحلي و المجوهرات التي لم ترى لها مثيلا من قبل ,قامت بالبحث في محفظتها عن مال كاف لتاخذ لها طقما معينا , و على حين غرة انزلقت نقوذها من بين يديها لتتدحرج على الارض اثر الدهشة التي تملكتها.
مجموعة من الاحصنة قادمة اتجاههم بدون توقف، يركبها رجال للوهلة الاولى تحسبهم عصابة من عصابات قطاع الطرق ، ملثمين بأوشحة سوداء لا يرى منهم الى عيون صقلت بالغضب و القسوة، حطموا ، كسروا و سلبوا البضاعات ، ضربوا العجائز و قتلوا الصبيان و الرجال، انتهكوا الحرمات بأخذهم النساء الشابات لسبيهم ، لم تستوعب ليالي ما يحدث بعد ، قامت بالركض مسرعة و هي تبحث عن عربتها و الخادمة ، و لكن هيهات فقد قطع رجل ضخم الجثة طريقها، ليصفعها بصفعة مدوية أفقدتها الوعي حالا ، حملها بإهمال آخذا اياها الى طريق مجهول و مكان مبهم غير معروف..
كان الأمير آزر قد ذهب لقصر حاكم المدينة ليأخذ الضرائب و الايجازات المتفق عليها، تاركا جميع حراسه عند العربة و أبقى على الخادمة فقط برفقة الاميرة دون حرس، كان سوء تخطيط من قبل الامير فقد بالغ في ثقته بهذه البلد بالاخص أنها قرية منتدبة لمملكته.
أنت تقرأ
جارية حرة!
Historical Fictionالاميرة ليالي ستسرد عليكم رحلتها من السعادة و النعيم الى جحيم مسعر تآكلت فيه زهرة شبابها اليافعة. تابعوا تفاصيل الرواية لتفهمن ما تحمل في جعبة طياتها من حكاية.. قراءة ممتعة.. بدأت 14/09/2022 ...... قيد الكتابة الكاتبة/ sofia