"قتلت أبيها."

1K 64 10
                                    

زغاريدٌ عالية خرجت من فاهِ زوجة عم ياقوت، فاكتسى الضيق والغضب والحقد ملامح نوارة، بينما هبة ألقت على ياقوت _الجالسة بخجلٍ فطري مسببًا احمرار وجهها_ نظراتًا حاقدة ونافرة، وكأنّها تقول لها: هذا مكاني أنا، أنا الأحق بالجلوس جاره، وإصبعي الأحق بخاتم الخُطبة، وليس أنتِ!
كانت جميلة تُطلق هي الأخرى الزغاريد عنادًا في الحاقدين، ابتسمت أم جميلة وهي تُربّت على كتف ياقوت مردفةً ببهجة _وكأنَّ ابنتها هي مَن تُعقد خطبتها الآن_:

_ ألف مبروك يا حبيبتي، اللّٰه يتممها ليكِ على خير يارب.

_ اللّٰه يبارك فيكِ يا خالتي.

أقبلت عليها المباركات والتهاني ولكن نوارة لم تُبارك لهما على الإطلاق وكانت بالفعلِ تتمنى أن يلحق السوء هذه الزيجة، وتخرب قبل اتمامها، أردفت جميلة باستفزازٍ شديد وهي تنظُر لـ نوارة:

_ إي يا طنط نوارة هو إنتِ مش بتزغرطي ليه؟!

لوت الأخرى فمّها من كلمة "طنط" التي وقعت على سمعِها، ولم تُجبها بل عقدت ذراعيها أمام صدرها بخمول، فأردفت ثانيةً وهي تنظُر إلى هبة:

_ وإنتِ يا حلوة إي مش بتعرفي تزغرطي؟!

_ لا.

قالتها هبة ببرود وهي تنظُر إلى ملامح عامر المكسوّة بمعالمِ السعادة وكأنّه حصل على الجنةِ بعد عناء، لم يكُن الأمر برمّته خطأ هبة على الإطلاق، بل خطأ خالتها، هي مَن بثّت بعقلها أفكارًا سامة بامتلاكها
لـ عامر وأحقيّتها بالزواج منه حتّى لو أبى هو ذلك، شعورٌ بالغيظ امتلك قلب نوارة وهي ترى نظرات عامر الهائمة للأخرى، فأردفت وهي تضغط على أسنانها بغيظ:

_دبّور وزَن على خراب عِشّه، وأنا اللي هخربهولك.

______________________

_ إزاي! مش ده حمزة علوان اللي قتلناه من خمس سنين، إنتَ روح وإلا واحد شبهه وإلا إي أنا مش فاهم حاجة!

قالها بعجز وهو يضع رأسه بين راحتيه وعقله توقّف من كثرة التفكير، منحه بكر كوب الماء ثم ألقى بجسده على المقعد وأردف بهدوء:

_ إهدى واقطم عشان أقولك الحقيقة.

_ قول.

_ حمزه وهمنا الكُل إننا قتلناه عشان نتمكّن من حمايته، بعد ما قال على مسؤولين كتير متورطين
فـ أعمال غير شرعيّة.. بدلنا اسمه من حمزة علوان لـ آدم العيسوي تمويه يعني.

" ادخل، ادخل يا ابن الـ... ده أنا هطلع عينك إنتَ وأبوك"

استمع المدعو حمزة للضجةِ المُقبلة من الخارج، فتحنح بحرج مردفًا وهو يهب من موضعه:

_ عن إذنكم ثواني.

صوتٌ عالٍ، وشجارٌ حاد بين طفلٍ صغير في الثانية عشر من عُمره وسيدة ناضجة، أمسكت السيدة بخصلات الآخر مردفةً بغضب:

ميثاقًا غليظًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن