"الفصل السابع عشر."
"مسخ."لم تكُن محاولاته في تهدئتِها جيدة على الإطلاق، فمِن الوهلةِ الأولى التي عَلِمَت بها بحملِها نطفة صغيرة، ستُشرق شمس حياتِها بقدومها، وزُرِعَ حبها لنطفتِها الصغيرة وتغلغل بين ثنايا قلبها، وكأنَّ تِلكَ النطفة قطعة من الجنة أُرسلت داخلها، تنفّس بحزن مربّتًا على كَتِفها أكثر، شعر بدموعها تُغرّق قميصه، وشهاتها المكتومة فزاد حزنه أكثر، بلي هي سيئة، سرقته من حبيبته، تُساهم في قتلِ الآلاف واستباحة أجساد فتياتٍ في عُمرِ الزهور، ولكن رغم ذلك هي في النهايةِ أم، أردف بحزن وهو يسير بيده ببطءٍ على رأسها:
_ خلاص بقى يا شروق، بكره ربنا يرزقنا بغيرُه.
لم تُجيبه، فقد كانت مشغولة بأحزانها، أثقالٌ هائلة جاسمةٌ على قلبها، نطفتها رحلت، أحبّتها، وظنّتها السبيل الوحيد لملئ فؤاده بحبها؛ هيهات أيها القلب، ها هي النُطفة رحلت، فكيف للمُحبِ أن يذعن للحب،(الجميلة والجزار بقلم حَـبيبة حاتِم) تنفّست بصعوبة نتيجة لبُكاءها الحاد، ولفّت يديها حول جسده مُعانقة جسده بقوة، ومع كُل شهقة تصدر منه يزداد اشتداد يدها حول جسده.
_______________________
_يلا يا جميلة، يلا يا حبيبتي واسمعي الكلام، مينفعش متجيش معايا.
نفخت الأخرى بضيق مردفةً وهي تلوك لقمة من العيش في فمها:
_ ماما أنا قلتلك مش عايزة، وبعدين أنا لا بطيقها ولا هي بتطيقني أصلًا، فلو روحت هتفتكر إني شمتانة فيها.
_ لا متقلقيش هي مش هتبقى فاضية يا عيني تفكر إنتِ شمتانة وإلا لا، هي فيها اللي مكفيها.. قومي بقى اسمعي الكلام ومتتعبيش قلبي.
هبت من موضعها وهي تنفُخ بضيق مردفةً وهي تسير نحو غرفتها:
_ لو اتكلمت مش هسكت لا هيهمني حزينة وإلا لا.
قالتها بضيق وهي على يقينٍ تام أن شروق لن تصمُت، ظنًا منها أن الأخرى سعيدة بما حدث لها،(الجميلة والجزار بقلم حَـبيبة حاتِم) ارتدت ثوبًا أسود اللون مع حجابٍ يمتلئ بوردٍ وردية، ارتدت حذائها وخرجت لوالدتها، سارا سويًّا نحو منزل الآخر..
صمتٌ حاد مر عليهم وهم جالسون بصمت، أردفت فتحيّة بشفقة وأمل محادثة شروق:
_ بإذن اللّٰه ربنا هيعوّض عليكِ ويرزقك بالذُرية الصالحة.
_يارب.
قالها بكر وهو ينظُر للصامتةِ جاره، خرج من الغُرفة لدقائق وظلت النساء بالداخل، خرجت أم بكر خلف ابنها عقبها فتحيّة لتُجيب على رنينِ هاتفها، نظرة امتعاض وكُره وجهتها شروق لـ جميلة لاحظتها الأخرى، أردفت جميلة بهدوء مُتغاضية عن نظراتها:
_ ربنا يعوض عليكِ.
_شمتانة مش كده! فرحانة إني خسرت ابني، وخسرت أول خيط كان هيربطنا ببعض، صدقيني مش هسيبهولِك، واليوم اللي هتفكري فيه تقربي منه هقتلك.

أنت تقرأ
ميثاقًا غليظًا
De Todoأنا المُطلّقة، نذيرُ الشؤمِ على الجميع، مَن تنظر لها المرأة الأخرى وكأنّها ساقطة داعرة تسعى لأخذِ زوجها، ويراها الرجل سهلةُ المنال، ولا تملك ما تخسره فلا حرج من العبثِ معها قليلًا وكأنّها بائعة هوىٰ، أنا النحس، مَن لا يجب عليها حضور حفلاتِ الزفاف أو...