-الفصل الثلاثون، ولي أمرها-
عائد إلى شقته التي جمعتهما سويًا بعد قضاءِ يومان شاقين في العمل، وقد زُيّن ثغره بابتسامة جميلة دليلًا على فرحته بإنجازه، ألق بجسده على الفراش بتعب مُتذكرًا أحداث طفولته مع جميلة.
كانت الصغيرة تبكي بقوة بعد أخذ أمها عنوة؛ نظير جريمتها والتي تنص على قتلها للرجل الذي حاول اغتيالها، احتضنت عباءة أمها ببكاء لم تكُف عنه الصغيرة منذ يومان، نظرت خالتها إليها بتعب وحزن، اقتربت منها واضعةً الطعام فوق الفراش، ربتت على رأس الصغيرة بشفقة وتعب مردفةً أثناء رفعها الغطاء عن وجه الأخرى:
_يلا يا جميلة، يلا يا حبيبتي عشان تاكلي.
_ل.. لا، أ.. أ.. أنا ع.. عايزة ماما.
قالتها الصغيرة بشهقاتٍ ابتلعت نِصف حروفها، ربتت الأخرى على شعرها قائلة بحنان رغم الغصة المعترية فمها:
_ماما هتيجي يا حبيبتي، ده أنا حتى روحت ليها وقالت إن جميلة لو مكالتش مش هتيجي تاني!
_ل.. لا خلاص هاكل بس خديني معاكِ.
_حاضر.
وشرعت جميلة في تناولِ الطعام بنفسٍ وشهيّة مُغلقة وغفت بعدما طلبت من بكر أن يظل بجارها.
رأها في لحظاتٍ ضعفها عند رحيل أمها عنها.
وخوفها وذُعرها من جنسِ آدم بعد حادثة اغتصابها، ورغم ذلك الحادث ألا أن بكر كان الوحيد الذي لا تخاف منه، رأها في كل حالاتِها، أرته ضعفها رغم كونها أُنثى تأبى إظهاره، ورُغم ذلك خذلها.كان بإمكانه حل القضية بغيرِ اللجوء لقرار زواجه من شروق لكنه طمع في جمالِ شروق وبكونها لم تُمس من أي رجل من قبل.
قضى ليلته قبل إعلانه قرار الرحيل عن جميلة يفكر، أيّهما أصلح، ورغم ما بشروق من سوء ألا أنه أحب هيئتها ونبذ هيئة جميلة الطبيعية وحادث جميلة المؤثر.
ورغم ما حدث ألا أنه لم يقدر على نسيان جميلة، وفكرة زواجها من آخر تُشعل النار داخل قلبه، تململ بفراشه لا يقدر على النوم ثانيةً، أمسك هاتفه من على الطاولة المجاورة للفراش ثم نظر للساعة التي تعدت الثانية بعد منتصف الليل مردفًا بضيق:
_لسه بدري بس مش قادر أتحمل وحشتيني يا جميلة، وحشتني يا جميل.
أنهى جملته وهو يقف من مكانه مقررًا السير قليلًا لا يهم الوقت المتأخر لكن كي لا يترك نفسه لتلك الأفكار السوداوية.
________________________
أربعة أيام مروا عليها وهي في ذلك السجن، لا تعلم ما سيحدُث لها، لا تفعل شيئًا سوى ذرف الدموع، أغمضت عينيها بقوة متذكرةً والدتها التي أتت برفقة شقيقتها مع محامٍ للدفاع عنها...
دخلت الغرفة بهدوء لا يقطعه سوى بكاء زوجة أبيها التي اندفعت نحوها بقوة محتضتةً جسدها، تحدثت السيدة ببكاء:
![](https://img.wattpad.com/cover/275076838-288-k244212.jpg)
أنت تقرأ
ميثاقًا غليظًا
عشوائيأنا المُطلّقة، نذيرُ الشؤمِ على الجميع، مَن تنظر لها المرأة الأخرى وكأنّها ساقطة داعرة تسعى لأخذِ زوجها، ويراها الرجل سهلةُ المنال، ولا تملك ما تخسره فلا حرج من العبثِ معها قليلًا وكأنّها بائعة هوىٰ، أنا النحس، مَن لا يجب عليها حضور حفلاتِ الزفاف أو...