القدر

بداخلي عِتَّابٌ ..

"لا أَحْد لَديِه القُّدرة في تَوقُع هَذه الحَيَّاة، بماذا سّتأتي بِه لك وبما سّتأخُذَهُ منك، من المُمكّن ان يستطيع البعض فِعْل ذلك، ولكِّنْ يبقي القدر واحد، وللقدر معجزاتٍ لا يُمكن تَوقُعها" ...

.
.
.

أرى انكي تحسنتي كثيراً، يمكنها الخروج اليوم
شكرا لك
_غادر الطبيب الغرفة ومازالت امي بجانبي، تنظر لي من الحين للآخر بنظرات مليئة بالعتب اعرف عندما نصل إلي المنزل لن تدعني وشأني ولن اسلم من توبيخها لي، ولكن مازلت في حيرة من أمري بل دهشةً كيف حدث كل هذا، بل كيف ولما هذه النادلة تحديداً ان تنقذني، يالا سخرية القدر كدت اموت بسببها لتأتي هي وتُحييني، ولكن لا يمنع ذلك من أنها هي السبب الرئيسي ف كل شئ يحدث
صوفي: بما انتي شارده؟
سيرا: اشعر فقط بالصداع
صوفي: هل احضر الممرضة لتتفحصكي
سيرا: لا امي انا بخير فقط أريد ان اخرج الأن
صوفي: حسنا
انتهينا من إجراءات المشفي ووصلنا اخيرا للمنزل تساعدني امي ف الأستحمام انتهيت وذهبت لأستلقي علي السرير أشعر أني لم انم منذ زمن
صوفي: سأحضر لكي حساء يجب أن تتناوليه
سيرا: لا احبه
صوفي: حسناً سأجلبه لكي
لما تتجاهلني هكذا، تفعل مثل هذه النادلة كانت تتجاهلني طوال الوقت، لما أتذكرها هكذا ف كل شئ يكفيني ما حصل منها..
اتفحص الهاتف، الكثير من الرسائل والمكالمات الفائتة
كنت سأعاود الاتصال بصديقتي ولكن قاطعتني امي قائلة_ الحساء صار جاهزاً، هيا سأطعمكي
سيرا: حسناً
صار هدوء تام بيننا علي غير المعتاد إلا أن قاطعته هي
صوفيا: ألفت نظري انكي شاردة طوال الوقت هل هناك ما تريدين قوله لي؟
سيرا: انتي تتوهمين فقط امي، فقط الحادث لم يكن سهلاً علي
صوفيا: بالمناسبة اتصلت هذه صديقتكي مريم وقلت لها ما حدث ستأتي لزيارتكي غداً
سيرا: لا بأس
صوفيا: أيضا اباكي سوف يصل بعد أسبوعين أريد أن أخبره بما حدث لأنه لا يعلم
سيرا: لا تقلقيه انا بخير الان لو اخبرتيه سيترك كل شئ ويأتي، فقط لا تخبريه
صوفيا: نامي الأن وغدا لي حديثٌ آخر معكي
غادرت الغرفه دون أن أرد عليها واغلقت الباب خلفها
.
.
.
.
ليان استيقظي هيا انتهيت من تجهيز الأفطار ، يالها من كسولة، لكنها تبقي في نظري طفلة عنيدة، ولكن لا افهم لما كانت قلقة هكذا علي هذه الفتاة، أعني انها لابد أن تقلق بالتأكيد ولكن كانت هكذا بطريقة غريبه، يبدو ان لها معرفة بهذه الفتاه، س نرى..
إلينا: اخيراً استيقظتي، صباح الخير علي ليان الصغيرة
ليان: يبدو أن علي اعادة تفكيري ف مكوثك معي هنا
ضحكنا انا وهي يبدو انها ف مزاج جيد
إلينا: لمَ لا تذهبين للعمل، هل اخذتي اجازة؟
ليان: لقد تركته
إلينا: ماذا حدث
ليان: شئ متعلق بهذه الفتاة التي ذهبنا بها للمشفي
إلينا: إذاً هل هو هكذا أنتظري سأقوم بأعداد القهوة وستخبريني بكل شئ
.
.
ليانPOV
انتهيت من تناول افطارى، آرى إلينا تتجه نحوى وبيدها اكواب القهوة
إلينا: تفضلي، ها ماذا حدث!
ليان: عندما كنت ف العمل اتت هي لتتناول القهوة وكانت فظه في كلامها معي تجاهلتها ف البداية ولكنها تمادت
إلينا: لماذا صمتي اكملي وماذا حدث بعد!!
ليان: ذكرت امي ف حديثها الفظ و
إلينا: ماذا!!، وكيف تصمتي لها
ليان: لقد صفعتها امام الجميع، ورأيت الدموع تغزو عينيها كادت ان تبكي ثم ذهبت راكضة
إلينا: ما كنتي لتنقذيها أول امس
ليان: اصمتي إلينا كيف لي أن لا انقذها، ثم اني شعرت بالذنب حين صفعتها لم يكن علي فعل هذا
إلينا: من الذي يجب أن يصمت بيننا ها ليان، لقد كنتي تُحَّاربي لتنسي ما حصل وتركتي كل شئ وذهبتي لتأتي هي وتفتعل عاصفة كادت أن تُخْمد بداخلكي
لابد انكي كنتي تتألمين كثيرا، أتسائل كيف لشخص ان يكتم كل هذا ولا زال علي قيد الحياة
ليان: نعم إلينا مازلت علي قيد الحياة إلي الأن
إلينا: انتي حتي تستهزئين بكلامي، نعم ليان ما زلتي علي قيد الحياة ولكن بجسدٍ فارغ خالي من الحياة
عم الصمت بيننا للحظات
انها محقة حتى الروبوتات تحيا عني،
إلينا: انا اسفة حقا ليان لم أقصد ولكن لابد م ان تغيري حياتك هذه
ليان: لقد تكلمنا بما يكفي الان أراكي لاحقاً
إلينا: إلي اين لم ننتهي بعد
ليان: احتاج إلي بعض الاشياء سأقوم بتبديل ملابسي
إلينا: حسنا اعلمي اني لن اترككي هكذا بعد الأن
.
.
.
قد مر اسبوعين إلي الان وعندما اتحدث معكي بشأن الفتاة كي نشكرها تتهربي م سؤالي وهي أيضا اختفت بطريقة غريبه من المشفي ماذا يحدث سيرا
سيرا: لا شئ امي، انتي تتحدثين كثيرا حول الأمر لماذا
صوفي: يجب أن اشكرها بنفسي
سيرا: حسنا، سأذهب لتناول قهوتي ف المقهي الذي تعمل به وعندما أجدها سأتي بكي إليها كي تشكريها كما تريدي
صوفي: لا بأس بذلك
سيرا: إلي اللقاء احبك
اخيرا نفد من هذا التحقيق، ولكن لديها الحق ف ذلك يجب أن نشكرها علي ما فعلت ..
وصلت المقهي واخترت الطاولة المعتاده بعد خمس دقائق اتي نادل واخذ طلبي، منذ وصولي لم المحها
النادل: تفضلي سيدتي القهوة
سيرا: كان يوجد فتاة اخري تعمل هنا لم اراها؟
النادل: ما اسمها
سيرا: لا اعلم، ولكن شعرها قصير يصل لحد كتفيها
النادل: ليان، نعم هل أنتي الفتاة التي تشاجرت معها
نظرت إلي الأسفل لم استطع الرد عليه
النادل: تركت العمل بسببك كم انتي وقحه كيف تجرؤي علي ذكر والدتها بالسوء كم انتم راهفيين لا تشعرون بشئ
سيرا: لماذا تقول لي هذا كانت هي الوقحة معي واهانتني امام الجميع
النادل: لا تعرفين ما عانته ليان وكيف تحارب لتتخطيهُ لتأتي انتي كالنيزك الحارق تدمري كل شئ، وتقولي لي اهانتك
سيرا: اسمع لم اكن اقصد ان افعل كل هذا فقط اتيت كي اشكرها
هل لك أن تُعطيني عنوانها أريد حقا الاعتذار منها
النادل: حسنا، ولكن اعتذارك هذا لن يخفد النيران التي اشعلتيها
غادرت المقهي وانا أشعر بالذنب اتجاه ما فعلته هل انا وقحه وبلا مشاعر لهذه الدرجه ..
وصلت الان للعنوان الذي أعطاني إياه
.
.
.

ليان ألم تسمعي الباب اذهبي هيا تفقدي من هناك
ليان: حسنا كم انتي مزعجه
سيرا: مرحبا
ليان: اهلاً
إلينا: من هناك ليان، اوه انتي فتاة الحادث تفضلي، لماذا توقفينها علي الباب كم انتي فظة ليان
سيرا: أشكرك
ليان: سأحضر القهوة
ذهبت لتحضيرها لماذا اتت وكيف عرفت عنواني، لا يهم
انتهيت من تحضير القهوة ورأيت إلينا تتجه إلي وتقول لي هامسة_ ما الذي اتي بها
ليان: كم انتي غبية كيف لي بأن اعلم ذلك
إلينا: وقحه
اعطيتها القهوة
سيرا: شكرا لكي
ليان: إذا هل أنتي علي مايرام
سيرا: نعم ااامم اعتذر عن ماجيئي فجأةً، في الواقع ذهبت للمقهي كي أشكرك علي ما فعلت ثم عرفت انكي تركتيه منذ ذلك اليوم، وقد حكي لي النادل بعض الأشياء تقريبا، فأتيت لأعتذر منكي حقا كنت وقحة
ليان: اعرف
إلينا: احم لا بأس كل شئ سيكون علي مايرام
سيرا: حسنا، يجب أن اغادر الان، لكن امي تريد أن تشكركما
إلينا: حسنا فلتجلبيها معك غدا، نرحب بكم ف اي وقت
سيرا: لا، لكن اود ان اعزمكم علي الغداء غدا اذا لم تمانعوا ذلك
كنت سأرفض لكن قبل أن أتحدث قاطعتني إلينا
إلينا: لا بأس سنأتي
سيرا: اشكرك إلي اللقاء
.
.
.