٠٤|خَلَلٌ بِالفِهم الذِهني.

19 6 0
                                    

-إذكروا الله يَذكُركم-

-إستمتِعوا-

__

-تَايهيُونغ-

”سَاخبركِ الأمرُ مُنذ البِداية، دُون مُقاطَعةٍ رَجاءً، لا تَجعليني أندَم.“

كُنتُ أتَابِع رَدةِ فِعلها، أهِي صدمةٌ أم قَلق؟
لَاشيء
كَان وَجهها خَاليًا تُحاول فِهم ما أرمِي أنا إليهِ،
لَا تَعبير بِوجهها
وَ إن كَان فَهُو جُمودٌ غَير مُنصفٍ.

”أنا تَايهيُونغ كِيم،
مِن أصولٍ كُورِية،
تِسعٌ وَ عِشرون عَامًا،
أمتَلك شَقيقتَان إحداهُما تَصغُرني بِعامٍ تُدعىٰ نَايت
وَ الأخرىٰ تَصغرني بِعامان وَ هي وِينتر
وَ رابِعنا يَكُون جُونغِكوك، لِمعلُوماتِكِ هُو أصغَرنا أيضًا وَيصغُرني بِثلاثة أعوامٍ.
حِين كُنتُ أينعَ ذُو خَيالٍ أشسَعْ بِالسَادِسة عَشر مِن عُمُري، كُنتُ مُراهِقٍ غَير مُرتّبٍ أو مُبالٍ، ذُو لِسانٍ بذيء وَ تصرُّفاتٍ شَبابيّة مُذرية،
إجتِماعيٌّ لِدرجةِ خَلق عِلاقَة صَداقَة بَيني وَ بين أيّ أحدٍ أُلاقِيه.
كَان هُو مَاثيُو آڤيري الَّذي قَابلتهُ فِي يَومٍ كَان وَقتًا مَا عَظيمًا فِي نَظري، فَهُو كَان نُسخةً طِبق الأصل مِن شَكلي، كَأنَّنا تَوأم،
وَجدتُ أحد الشَباب يُحاوِل الإعتِداء بِالسَرِقة عَليهِ، فَدَافعتُ عَنهُ حينَها، فَابيت مُنقِذه!،
كَان مَاثيُو عَلىٰ عَكسِي تَمامًا،
أنَا إجتِماعِي لِدرجةِ الثَرثرة الدَائمَة، هُو إنطِوائي أقرَب لِلتَوحُّد.
أنَا أُحِب النُزهات وَ المُناسَبات الَّتي تَجمعني بَأفرادِ العَائلَة وَ أُحدّثهُ عنها كَثيرًا، بَينما هُو لَا يَذكُر أيّ أفرَاد عَائلتهُ بِنقاشٍ لَنا.
أنَا أعشِق التَنزُّه بِالحدائقِ أو بِزيارةِ البُحيرة القَريبة أو بِالمَشي أعلىٰ جِسر بُوو، بَينما هُو مُتيّمٌ بِغُرفته البَعيدة عَن ضَجيج العَالمِ.“

إلتَقطتُ أنفَاسِي مُسترسِلًا:

”لَطالَما سألتهُ لِما يأبىٰ تَقبُّل المُناسَبات الإجتِماعيّة، فَيَكفهر وَجهه قَائلًا: كَيف أتحمّل ضَجيجٌ خَارجيّ بَينما عَقلِي يَتناول ألفَ ضَجيجٍ دَاخِليّ؟،
لَم أفهمهُ مُسبقًا،
تَوالَت الأيّام،
وَ لٰكنَّهُ كَان يَتغيّر كُلّما وَلّىٰ الدَهر تَلاهُ دَهرًا.“

”إكتَشفتُ بَعدها أنَّ سَبب عَدم ذِكر مَاثيُو لِعائلتِه هُو مَشاكِل بَينهُم،
كَان أباهُ يُعنّفهُ، كَونهُ دائمًا مُبتعِدًا عَن العَالم الخَارِجيّ،
حِين عَلمتُ هٰذا عَلمتهُ مِن تَطفُّلِي، فَلقد زُرتُ مَاثيُو بِالبَيتِ فِي وَقتٍ غَير مُناسِب.
هُو لَم يُحدّثني لِيَومان بَعدما كُنتُ أكثَر مَن يَتحدّث مَعهُ، زُرتهُ ثانيةً لِإطفَاء نِيرَان قَلقي، حِينها أبَاه كَان قَرّر أن يَنفصل عَن أمّهُ، حَدث بَين الأب و الإبن إشتِباكًا فَخرج مَاثيُو مِن المَنزل عَازِمًا ألّا يَعُود،
وَ حِين قَابلتهُ إذا بِه يُخرِج كَافّة غَضبهُ بِي،
حِينها أنا كُنتُ غَير فَاقِهًا لِما يُخرج غَضبه بِي،
لَم أكُن الخَير صَديق الَّذي أرَادهُ هُو،
فَتشابَكنا بِالحديثِ، وَ تفرّق كُلٌ مِنّا لِذاك السَبب التَافِه.“

𝓛𝓸𝓵𝓪𝓽𝓲ꨄ︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن