٠١| الإخوَة آڤيرِي.

51 9 118
                                    

-لُولَا-

إرتَأيتُ فِي وَقتٍ مُتأخرٍ مِن خَريف سَنتي الثَانية وَ العِشرُون أنِّي مُصَابَة بِالأبُولُومانِيَـا¹،

رُبّما لِأنِّي أقضِي مُعظَم وَقتِي فِي مُحَاولَة إختِيَار كُوبًا مِن الشَاي أم قَهْوَة و فِي آخِرهِ أصدِقائي يُحضرون لِي حَلِيب الشُوكولَاه.

وَ أحيَانًا أُخرىٰ أَقضِي وَقتِي بِمُحَاولَة إختِيَار مَكانًا لِأخرُج بِه رِفقَة صَدِيقَاتِي وَ يَنتَهي بِي الأمر فِي المَنزِل، أُحَاول إختِيَار فِيلمًا لِأُشَاهِدهُ وَ لَا أفلَح.

أنا حَرفيًّا مِثَالًا رَائعًا لِمُصَابُو الأبُولومَانيَا!

أزعَج خُلوَتِي صدْح رَنينُ هَاتِفي مُنِيرًا بِاسمِ
“Annie”

آنِستازِيَا ثَانِيًا؟، أتَذكّر أنِّي كُنتُ أمكُث مَعها صَباح اليَوم!،

”هِمـمـم أونِي؟“

غَمغَمَت آنِستَازيَا بِحَديثٍ سَريعٍ غَير مَفهُومٍ مُذرٍ،

فَأقُول أنَا حَانِقَة:
-”تَمهّلِي، أيُمكنكِ أن تَكُوني أكثَر هُدوءًا؟“

صَرَخت آنِستَازِيَا بِخفةٍ صَرخةً طَفيفةً يَليهَا صَوتُها الصَارخ:

-”لَقَد قَابلتُ المَدعوّ مَاثِيو ثَانِيةً صُدفةً وَ قَام بِدَعوتِي علىٰ العَشاءِ اللَيلَة فِي مَطعَمٌ يُدعىٰ لَيالِ الشِتَاء. أتُصدّقين يَا لُولَا!“

هَا هِي تَبدأ!
لِمَاذا تَهتم هٰكذا؟
أنَا لَا أُحبّذ أن يَكُون حَديثنَا عَن أحدًا غَيري أو هِي!
الشَيء الوَحِيد الَّذِي لَفت إنتِبَاهِي هُو أنَّ ذَاكَ المَطعم هُو المُفضَّل لَديّ بِسيؤول.

”هِمـمـم، أكمِلي أونِي، أنَا أسمَعُكِ“

إنخَفض صَوتها تَدريجيًّا، وَ قَالت بَينمَا دُمِجت الخَيبَة فِي نَبرتُها الأنثَوية:

-”تَعلمِين أنَّ أَبِي لا يَجعلني أخرُج سِوىٰ مَع أقَارِبي و رُوزمَاريتَّا وَ كِلير وَ أنتِ، و أنَا أخجَل مِن طَلب إحداهُنّ أن تُرافِقني مَع مَاثيُو، أيُمكِنُكِ؟“.

صَوتُها كَان حَزينًا، يَحمِل مَا يَكفِي مِن الخَزىٰ، فَأنا أكثَرهُنّ عِلمًا كَمّ تُعانِي هِي مَع أبَاهَا المُتشدِّد، فَقلتُ فِي إستِياءٍ:

-”لَا تَأبَهِي، سَأرافِقكُما لَا بَأسَ أبدًا!“.

تَستَطيع أُذنَاي إلتِقاط صَوت ضَحِكَتها الطَفيفة الصَغيرَة، يَتبَعهَا صَوتُها المُتحمِّس:

𝓛𝓸𝓵𝓪𝓽𝓲ꨄ︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن