village girl

part 1

" السلام علي الضاحكين وفي قلوبهم سنين بكاء، أولئك الذين قرروا العيش ولم تحالفهم الحياة بعد. "

✨🧡💚💙❤️💜🖤🧡✨
رأيكم

Vote + comment please 🙏🏻 🥺

عنْدما تقْسُو عليْك الْحَيَاة وتَجعَل مٍنْك قطعَة منْسِيَة بَالية في حدُود هَذا الْعَـالم ، الحياة هي كمعركة عَليْك الفَوز بِها كَفارس شجَـاع يُحارب منِ أَجْل وَطنِه ، كأُمّ عطوفة تُخاف علَـى صِغارِها ، كَأبٍ حَـنون يِحمِي أَبنَائِه مِن بطْش إبنَ أَدَم ، كَقسيسٍ يَدافع علَى دينِه ، وَهكذا هي الحيَاة مستمرة  عَليك المُحاربة فَقط لعَيش هنيئ وتُجزى بمـا تَستَحقُه وماتَتمَنّاه في الأخير  ،

لكِن مِينا لطَالَما كانَـت تُحَارب مُنْذ نعُـومَة أظَافرِها وللآن لم تجزى على ذلك ، مينَا لم تفقد الأمَـل  تؤمِن أن الرب لن يخيب ظنها ، رغم أنها حرمت من كل شيء تحبه  ،
حرمت من والديها ، ثم أخوها ثم طفُولتها ومراهقتها التي لم تكتمل بعد من كل شيء  ،
لكنها لازلت تمتَلك ذلك الْقلب النقِي والبريِئ الّذي لم تشوهه قساوة الحيَاة وضغوطاتها التي تسْتمِر بِجَعل رُوحهَا هشّة و قلبِها ينْزف دمًا على جدّها الّذي يُجَاهد فِي جـَلب قُوتِ يومهِم بٍعرَقٍ يتصَبّب على وجْهِه المنكمش والتجاعيد المنتشرة على ملامِحِه ، ذَلِك يَجعَل مِن قَلب الصّغيرة يَنْكسر إلى أَشلاء ،
وذلِك من أحد الأسباب الذي يجعلها تكره نفسها وتحقد عليها كونها لا منفعة منها كما تضن وتكره هذه البلدة اكثر لأنعا لا تتوفر على فرص عمل تسَاعد بِه هذا العَجُوز المنْهك لكِن ما باليَد حيلة ، ها هو قدرها وهي متقَبّلة لَه بالْكَامِل ،

تجْلِس أمَام عَتبَت منْزلهَا الصّغيـر تحتضن أقدامها النحيفة إلى صدرها بَينما تتدَلّى خُصُلات شَعرها الطّويلة الكَسْتنائِية المَائِلة إلى الإشْقِرار علَى كتفِها ،
تعْبَث بعصَى صَغيرة على تَربة الأرْضِ وتِكتب رموز عَشوائِية بِشُرود ، لَكنها إِنتفَضت بِفَزع مِن مكانِها عِندما سَمعت صوتَ جَدّها الذي همَس بنبْرة مُخيفة في أذُنها
" مَاذا تَفعَلين هنَا أيّتها الصّغيرة ؟" قهقه بنبرة خَشِنة حنونَة طغَت علَيْها السّنين ،
لتَضع مِينا يَدها الشّاحبَة علَى قَلبها لتتََدمّر بنبْرتها الٌطّفولية " لمَاذا تفْعَل ذَلِك دَائِمًا جَدّي أنْت تُخيفُني"
وَضع الجَد يدَه المُرتعِشة دو التّجاعِيد والعُروق البارِزة على شَعرها ليقول بِنبرته الخَشنة
" حسَنا أسفْ ياحُلوتي لنْ أُعيدها " عَبست الأخْرى بدلال علَى جدّها لتقول بينما تنْهض من مَكانها وتحمل ذلك الكيس الذي يحتوي على عشائهم الليلة من يد الأكبر
" أنت دائما تقول ذلك وأسامحك في كل مرة " إبتسَم الجَد على طُفوليَة حفِيدتِه الوَحِيدة ليُسايرها في حَديثها بينما يدخلون نحو الدّاخل
" وهَكذا يَكون الشّخص دو القَلب طيّب يُسامِح إذَا ٱعتذر منه أحَدا ما ياحلوَتي وأنا سعيد أنك كذلك "