أيادي زَانية وصَرخات آنية

299 38 23
                                    

 { سُبحان الله وبحمده , سُبحان الله العَظيم }

.....

يَطرق على الخشب الذي يُحيطه بقوةٍ وُرعبَ ..خائف وقلق يبكي بِهستريا 
يريد لخروجَ من ذلكَ التابوت الضيق  مُحاولاً

نادى بأِسم أُمهِ وأبيهِ..أخيهِ وكُل شخصٍ عرفه يَوماً 
يُريد الخروج من ذلكَ المكان فقط..ذلك الطفل المَرعوب ذو العاشرِة عُمراً

حَتى أحَس بحركةٍ من فوقهِ..وشعرَ بكمية التُراب التي سَدت وغطت 
تابوته وجَميع المخارج إليهِ ليتنفسَ قَد أُزيِلت وباتت أقلَ ثِقلاً!

فرحَ وشعرَ بالراحة والأمان أخيراً حينما زُحرحَ غطاء التابوت العُلوي
وتبينَ أكثر لهُ وجه ذلك الرجل الذي أحبهُ وكان صاحباً يَوماً

"ج جونغكوك..أنتَ بخير؟" تحدثَ تايهيونغ بقلقٍ ليقفزَ الأصغر بين 
ذِراعيه مُحتضناً

بَكى جُونغكوك عند مَسامعهِ وشَهق وشكى عِند صَدرهِ " أ أجاشي
م ماما وب بابا تَركوني هُنا ..لقد كُنت خائفاً"

قالَ جُونغكوك وشعرَ تايهيونغ بتفتت وتَمزيق قلبهِ لقِطعَ وأشلاء
أنى لهم أن يقدروا على فعل شيءٍ كهذا..ترك صغيرهم بضيقة القبر ووَحشة الليل

" ل لقد إستيقظت..و و جدتني محبوساً بذلك الشيء الخشبي
المُخيف الذي وضعوا بهِ جدتي حينما قالت أمي لي بأنها ذهبت للجنة

"و ولكني لم أذهب لها..لم أرها أ أجاشي ..ك كُنت مُختنقاًَ
هناك فقط وأصرخ بإسمِهما أن يأتيا لي..ولكن لم يفعلا"

أكملَ حديثهُ الباكيّ وهو مازال يرتجف وسطَ ذراعي تايهيونغ
ليحتضه ويقربه إليه أكثرَ..ومع برودة الليل ورَعشة جسده الهَش والخائف

نَزع تايهيونغ مِعطفهُ وألبسه للصغيرِ ثُم نهضَ يحملهُ بين ذراعيهِ
يمشي به وسطَ المقابر..يَود الخروج من تلكَ الأرضِ الميتة التي يهابها الناسُ جَميعاً إلا هُوَ

"ه هل ستُعيدني إلى ماما وبابا ..؟ ل لا أُريدهما لقد تركاني هُنا وحَدي"
أعقبَ بالكلامِ ليبتسمَ إليهِ تايهيونغ بحِنية ولُطِفٍ 

"لن اُعيدكَ إليهِما..ولكنِ على النقيض ستأتي وتَعيش مَعي "

أجابهُ وشعرَ بيدِه الصغيرة تتعلق بقميصهِ الحريريِ الخفيفِ
الذي يِتراقصُ مع نَسمات هواء الشتاءِ وكأنها في تراقصها أزهارٍ معَ النسيم

أو عاهرة شَديدة الهَوى مع جُلوسها وسطَ مُعتقلِ السِكارى 

شَعر بأنتظام أنفاسِ الأصغر بعد مضي عشر دقائقَ ليُبانَ
غضبه على ملامحهِ المرسومة بدقهِ ويُخرجَ ذلكَ الشرَ المُنطلقَ بأعينهِ الحادة

غَوائلُ المكامِعة || DeluluWhere stories live. Discover now