انا خائف

36 0 0
                                    

أنا خائف .. أعترف بذلك .. يمكنك أن تري ذلك في عيني .. في رعشة يدي .. في توتري .. و لكني لا ذنب لي في ذلك .. لقد فعلت ذلك من أجل زوجتي .. و الأهم من ذلك ، لا أستطيع أن أمارس حياتي كإنسان طبيعي بعد الآن .. ألا ليت ما حدث لم يحدث !!

أنا رجل أعمال إن لم تكن تعلم .. بإمكاني تحويل التراب إلي ذهب كما يقولون .. لدي تأمين علي حياتي ضد الحوادث و القتل بمبلغ عشرة ملايين جنيه .. متزوج و ليس لدي أبناء .. ثم أتي ذلك اليوم .. يوم أراه كثيرا في حياة الآخرين و لكن ككل البشر لم اكن اتخيل ان اعيشه .. السرطان ..

كانت الصدمة قوية .. أولاً أنا لست مستعدا للموت .. ثانيا ما مصير زوجتي التي ستصير ارملة؟ .. أياما سود عشتها في الفترة التالية .. لم اخبر زوجتي بالطبع .. تلك الحالة السيئة التي كنت فيها جعلت حاستي الاقتصادية أقل رهافة .. ارتكبت اخطاء كثيرة في عملي حتي جاء الخطأ الكبير الذي قضي علي كل شئ .. تلك الأسهم التي صممت أن أبتاعها رغم تحذير الكثيرين .. لكني صممت .. و خسرت جميع أموالي .. كانت تلك القشة التي كسرت ظهر البعير كما يقولون .. الآن انا لن أموت فقط ، بل سأترك زوجتي بلا أموال أيضا ..

هنا تذكرت شيئا .. التأمين .. ماذا إن حصلت زوجتي علي مبلغ التأمين .. اعتقد حينها لن تحتاج شيئا حتي يأتي اليوم الذي ستزاملني فيه في القبر .. لكن التأمين ضد الحوادث و القتل ! هل أدبر حادثة لكي أموت فيها ؟؟ لقد شاهدت افلاما كثيرة و هذه الحوادث غالبا ما تكتشف الشرطة ان الضحية هو من دبرها لكي يقبض أهله مبلغ التأمين .. كما انني لست بهذا الحس البوليسي الذي يجعلني ادبر حادثة تبدو كمجرد حادثة .. القتل ؟ و لكن كيف أفعل ذلك !!!

***

(عطوة) ، ذلك النشال الذي سرق محفظتي منذ عام . و الذي قبض عليه و عرفت من التحقيقات مكان سكنه .. هذا هو طريقي الوحيد لعالم المجرمين .. في اليوم التالي كنت في منزله .. فوجئ برؤيتي و لكنني طمأنته انني أريده في عمل ..

دعاني للدخول فجلست علي مقعد يحتاج إلي خمسة دقائق فقط كي ينكسر .. و بدون مقدمات دخلت فيما جئت لأجله : "أريد شخصاً من هؤلاء الذين يتلقون المال من أجل خدمات يقومون بها .. أنت تفهم ما أعنيه طبعاً "

"أفهم يا (بيه) ، أنا (رقبتي سدادة) "
"لا أريدك أنت .. الموضوع ليس شخصي .. أنا أريد شخصا لا أعلم عنه شيئا .. لا اعلم اسمه ولا اين يسكن و لا اعلم رقم هاتفه ايضا "
"و لكن لماذا كل هذا؟"
"هذا هو شرطي .. هل تستطيع تدبر ذلك ؟"
"بالطبع "
"حسنا ، اريدك ان تحدد لي ميعاد معه ثم تخبرني .. وهذا المبلغ لك"
وضعت النقود علي المنضدة ثم غادرت...

***

في الموعد المحدد كنت هناك .. ذلك المكان المهجور الذي اخترته لمقابلة الرجل .. عندما وصلت وجدته ينتظر .. كيف عرفته ؟ لا يوجد شخص يأتي ملثماً الي هذا المكان سوي الرجل الذي سأقابله علي ما أظن ..
عندما رآني اقترب في حذر .. هتفت مطمئناً:
"لا تقلق ، انا الرجل الذي جئت لتقابله .. يسعدني انك التزمت بالتعليمات .. "

قصص قصيرة .. جداًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن