الجزء الأول
يحكيه: الحاج (بيومي)نظرت حولي أتفحص كل شئ ثم قلت موجهاً كلامي ل(صلاح):
"كله تمام يا (صلاح)؟"..بثقة رد (صلاح) وهو يمسح علي جبينه بمنديل:
"كله تمام يا معلم .. البضاعة مظبوطة .. ٢ طن".."الساعة ٩ هييجي المعلم (رضا) يشيل البضاعة.. مش عايز أي عَطَلة"..
"متقلقش يا معلم"..
قالها (صلاح) ثم التفت ووجّه ركلة -لذلك الكلب الذي كان يتشمم أحد الصناديق- وهو يصيح:
"يالّا يابن الكلب من هنا".. ثم نظر لي وقال:
"قلتلك يا معلم نسد أم الفتحة اللي في الحيطة دي .. هنيجي مرة نلاقي الكلاب أكلت البضاعة"..أشرت بيدي بلا مبالاة وهتفت:
"سيبك دلوقتي من الكلاب .. قل لي! الواد (دسوقي) لسة مظهرش!"..مر أسبوع الآن منذ آخر مرة ظهر فيها (دسوقي) .. هذا شئ غريب حقاً ..
"لسة يا معلم .. معرفش عنه حاجة من ساعتها"..
قلت مستنكراً :
"هيكون راح فين دا!!".."سيبك منه يا معلم .. المهم بكرة يعدي علي خير .. دي آخر كمية من المحصول .. عايزين نقفل السنة ربحانين"..
"عندك حق "..
***
الثامنة صباحاً يتصل بي (صلاح) ليطلب مني القدوم سريعاً .. لم يضف أي تفاصيل ولكني لست بحاجة لتفاصيل لأستشعر الكارثة في صوته..ركنت سيارتي في الباحة أمام المخزن ثم اتجت مسرعاً إلي الباب..
كان المشهد بالداخل كما يلي .. (صلاح) واقفاً بجانب صندوقين، هذين الذين تبعثر محتواهما علي الأرض، وبجانبه الحاج (رضا) ، بينما هناك ست جثث لكلاب بجانب الصندوقين !! وفي الخلفية يقف ثلاثة رجال يبدو أنهم يعملون لدي (رضا) ..
"ماذا يحدث هنا"!!
قلتها منفعلاً موجهاً كلامي للجميع.."كارثة يا معلم".. قالها (صلاح) بعصبية ثم اتجه إليّ حيث كنت وأكمل بصوت حاول جعله خفيضاً:
"قفلت المخزن وغفِّلت شوية صحيت لقيت المنظر دا!!"..تدخل الحاج (رضا) قائلاً:
"ربنا يعوض عليك يا معلم (بيومي) .. قول الحمدلله انها جت في ٢ طن بس، يلا يا رجالة"..
قالها واتجه للباب يتبعه رجاله تاركاً إياي و(صلاح) نواجه الحقيقة.. لقد تسمم الكلاب بعد أن أكلوا من المحصول..الآن هناك طنان من المحصول قد ذهبوا مع الريح .. كيف حدث هذا!!
علي أقرب مقعد ارتميت وقلت بإرهاق:
"ازاي دا حصل يا (صلاح) !؟""مش عارف يا معلم .. احنا مش بنسيب المخزن خالص.. الصبح الرجالة بتخزن البضاعة وبليل أنا سهران هنا .. مين ممكن يعمل كدة!!"..
كلامه صحيح .. لا يوجد من يستطيع دخول المخزن دون أن نراه.. ناهيك أنه يحتاج للتواجد في المخزن لفترة طويلة كي يستطيع تسميم تلك الكمية من المحصول .. لكن ...