"تباً لهم جميعاً"..
قالها (تيد) وهو يلقي بالجريدة أمامه .. ثم رفع رأسه و نظر إلي زميليه قائلاً :
"دائماً التقصير من عندنا.. هؤلاء لا يقدرون ما نفعله"..قال (توم) بدوره:
"لا تنفعل هكذا .. هذا هو دورهم .. لديهم مساحات بيضاء كثيرة يجب ملأها .. هذا ما يجعل الناس تبتاع الجريدة .." ..ساد الصمت قليلاً ثم وجه (تيد) كلامه إلي (ريك) قائلاً :
"لماذا لا تقول شيئاً !؟"..نظر له (ريك) وهتف بهدوء :
"نحن نفعل ما باستطاعتنا .. لم يدخر أحدنا جهداً لمعرفة القاتل .. فقدان أعصابنا لن يفيدنا بشئ في العثور عليه "..رد (تيد) بعصبية :
"بالفعل نحن نفعل ما باستطاعتنا .. لذلك سيأتون لنا بأحد رجال سكوتلانديارد ليقود التحقيقات .. هذه إهانة لا أقبلها ".."أتدري؟ أعتقد أن تلك القضية تحتاج لهم فعلاً "..
***
اتجه (تيد) إلي الرجل ليصافحه .. كان فارع الطول وسيماً يرتدي معطفاً أسود و نظارات سوداء .. الصورة النمطية لضباط سكوتلانديارد كما يتخيلهم (تيد) دائماً..
"المحقق (جارفيلد) .. أعتقد أن لديك خبراً بقدومي"..
حاول (تيد) أن يضع تحيزاته المسبقة جانباً فقال:
"أهلاً بك .. نتمني أن نكون ذاعون لك"..قال (جارفيلد) وهو يجلس :
"أشكرك .. أُفضل أن نبدأ الآن .. أخبرني بتفاصيل القضية ".."أعتقد أن رؤسائي قد أعطوك تصوراً كاملاً للقضية "..
"هذا صحيح .. لكني أريد أن أسمع منك .. أنت من كنت تقود التحقيقات .. وجهة نظرك ستفيدني كثيراً "..
"حسناً"..
***
"بدأت سلسلة الجرائم منذ أقل من شهر .. شارع (استون) .. جثة ممزقة بجانب سيارة .. السيارة زجاجها محطم ويبدو أن قطعة من الزجاج المحطم قد استخدمت لتمزيق الجثة .. لا بصمات .. لا شهود .. الطب الشرعي حدد وقت الوفاة في الحادية عشر مساءاً تقريباً " ..
"ماذا عن الضحية ؟"..
"موظفاً في أحد الشركات يدعي (بيتر لانسر) .. لا أعداء له إن كنت ستسأل"..
"حسناً .. ماذا عن الجريمة الثانية ؟"
"وقعت بعد الجريمة الأولي بثلاثة أيام .. الضحية هذه المرة متشرد لا هوية له .. وجدنا جثته في حديقة تقع بين شارعي (استون) و(بارنز) .. رأسه محطم تماماً .. سلاح الجريمة قطعة من القرميد وُجدت بجانب الجثة، يبدو أن القاتل ضربه عدة مرات علي رأسه حتي تحطم تماماً .. حدد الطبيب الشرعي وقت الوفاة ما بين الحادية عشر و الثانية عشر مساءاً "..
قطب (جارفيلد) جبينه وقال كأنما يحدث نفسه:
"شارع (استون) مرة أخري .. مممم"..أكمل (تيد) حديثه وهو يقلب في بعض الأوراق أمامه :
"بعد أربعة أيام وقعت الجريمة الثالثة .. المنزل رقم (٨) في شارع (ماتلوك) .. السيد (روبرت براون) مالك المنزل وُجد مقتولاً في الفناء الخلفي لمنزله .. فأس اخترق رأسه.. البصمات علي الفأس تدل علي أنه كان يخص الضحية .. يبدو أنه كان يستعمله للعناية بالحديقة .. لا داعي لقول ان لا بصمات للقاتل بالطبع.. وقت الوفاة بين العاشرة والحادية عشر مساءاً "..