من عقوبات المعصية سلب الإِيمان ونسيان القرآن وإهمال الاستغفار.
-إبن الجوزي ..
صلى علي رسول الله ♥
نبدأ
كان يسير بملل وهو يستمع لذلك الثرثار الذي يلتصق به منذ اخبره والده بالتقرب منه... يسير خلفه كمن يتبع والدته فى الزحام وهو يتحدث باستمرار..، توقف فجاة ليصتدم به الآخر وهو ينظر له بعبوس قائلا: لؤي لما توقفت
لؤي بهدوء صاحبه بعض البرود أو الملل:وصلنا
ابتسم الآخر وهو ينظر لباب المنزل الذي يقفان أمامه بطفولية ليرن لؤي الجرس.. ثوان وفتح الباب ويطل منه وجه دانا الذي ابتسمت بعفوية قائلة:مرحبا مجددا سيد لؤي... وجهت نظرها للواقف بجانبه قائلة بتعجب: ومن السيد؟
ابتسم لؤي بهدوء قائلا: هذا يزن ابن خالي
ابتسمت دانا بهدوء وهي تحييه ثم قالت بتذكر: أ. آسفة ضياء بالداخل يتجهز تفضل بالدخول
أوما لؤي بابتسامة لطيفة وهو يدلف للداخل وتبعه يزن بهدوء جلسا ينتظران ضياء الذي لبث دقائق ودلف للغرفة التي يجلسان بها وهو يقول مبتسما: آسف لتأخري هيا لؤي لنذهب لل...
توقف عن الحديث وهو ينظر ليزن بتساؤل قائلا: لؤي من هذا؟!
أجابه يزن معرفا عن نفسه بابتسامة صغيرة: أنا يزن ابن خال لؤي
ضياء بتعجب: لم يخبرني لؤي بأن لديه خال من قبل!
يزن يعفوية: هو لم يكن يعرف هذا فنحن نعيش خارح البلاد
أومأ ضياء بتفهم ثم وجه حديثه للؤي متسائلا: هل سيأتى معنا؟
أومأ لؤي قائلا بقلة حيلة وهو ينظر ليزن الذي كان ينظر لمجموعة الكتب الضخمة الموجودة فى الغرفة: إنه يتبعني أينما ذهبت منذ الأمس وقد أخبرني خالى بأن أحاول الإنسجام معه وقد أصر يزن على القدوم معى
صاح يزن وهو ينادي ضياء: يا ذا النظارات واضح بأنك تحب القراءة
نظر ضياء له يرفع حاجبه الأيسر باستنكار قائلا: ذا النظارت؟! حقا؟ لما لا تقول صاحب الأربعة أعين ألن يكون أفضل؟
أنهى كلماته بسخرية؛ ليحمحم يزن بحرج قائلا بخجل: لم أقصد فقط لم أكن أعلم بما أناديك
غض ضياء النظر عن الأمر وهو يقول بهدوء: اسمي هو ضياء
ابتسم يزن بطفولية قائلا: منذ متى وأنت صديق لؤي؟
كان ضياء يعد السنوات ليقول لؤي مباشرة:اثنتا عشرة سنة
نظر لهما يزن بدهشة قائلا: أصدقاء قدامي إذن!
اومأ لؤي ليقول ضياء بضحك: فى أول لقاء لنا تلقيت قصف جبهة مباشرا
ضحك لؤي بتذكر مبررا: أنت الأحمق فقد عرفت نفسك أمام كل الفصل فلم تخبرني باسمك مجددا
ابتسم ضياء بحنين وهو يتذكر أوقاتهم فى الماضي..
قطع لؤي سيل ذكراياته وهو يقول بهدوء: ألن نذهب للتقديم فى البطولة العالمية
حقا لقد نسي الأمر تماما قال بابتسامة حماسية: نعم هيا لنذهب أنا متحمس جدا
يزن بعدم فهم: ماذا أي بطولة لم افهم شيئا
لؤي بحماس جعل يزن يظن لوهلة ان الحماس سيطيح به قتيلا: أنا وضياء سنشارك فى البطولة العالمية للموسيقي
يزن بدهشة: لم أكن أعرف انك تعزف
ابتسم لؤي قائلا: بلى أعزف بالكمان
يزن بإعجاب: حقا لطالما أحببت الكمان لكن.... انقلبت تعابير وجهه للحزن متمتما بصوت وصل لهما: أبى يريها تفاهات وكل شئ عنده الدراسة والعمل وأني لا يجب أن أضيع وقتي بهذا
نظر له ضياء بعجب قائلا: من قال هذا.... ممارسة الهوايات مهم أيضا
يزن بحزن: والدي شخص عملي جدا انه دائماً يجعلنى أدرس لأكون مدير شركاته من بعده يغضب بشدة اذا لم أحصل على درجة كاملة وحتي اذا حصلت على درجة كاملة إنه لا يرضي ابدا هو يجعلنى كأداة بيده لا أكثر
هل هي لحظة ضعف هل هو أيضا يضع قناع الابتسامة واللامبالاه هذا ما فكر به لؤي ليقول بهدوء: كم عمرك يزن؟
يزن بخفوت: تسعة عشر
ابتسم لؤي قائلا: اسمع لا أحرضك على شئ لكن العمل والدراسة ليس كل شئ يجب أن تخصص ولو بعض الوقت لنفسك
وافقه ضياء قائلا ببسمة حنونة وهو يضع يده على كتفه: يزن ما رأيك بالقدوم معنا
يزن بدهشة: ماذا ولكن...
ضياء بهدوء: اشش لا ترفض على الأقل سوف تتمشي معنا اخرج من هذا الجو وامرح قليلا
ابتسم يزن بهدوء وهو يومئ له ثم قال بفضول: وبم تعزف أنت ضياء؟
ضياء بعفوية: بالبيانو
نظر له بانبهار وهو يقول: البيانو مميز لا أدي كيف تستطيعون العزف على كل تلك الأزرار
ضياء بمرح: هي سهلة للغاية لكن تحتاج التدريب وحفظ السلم الموسيقى فقط
يزن بتعجب: هذا فقط؟!
أومأ ضياء بابتسامة ليقول لؤي بغيرة مكبوتة: هيا لنذهب الآن كيلا نتأخر
ابتسم ضياء قائلا وهو يشد يزن خلفه: هيا لنذهب سأوصلكم بسيارة أبى
اتجه ضياء يسير بجانب لؤي ويزن يسير خلفهما ليقول ضياء بتذكر: لؤي لقد اتصل بي مايك مساء أمس
لؤي بلهفة: هل وصل لبلاده.. لمَ لمْ يتصل بى
ضياء بهدوء: اتصل بي الساعة الواحدة بعد نصف الليل كلانا يعرف بأنك ستكون نائما فى هذا الموقت
لوى لؤي شفتيه بعبوس قائلا: لا أومنع بأن يوقظني
ضحك ضياء بخفة قائلا: لا تعبس هكذا سوف نتحدث مساءً
أومأ لؤي بانزعاج ليقول يزن بخفوت:من مايك هذا
لؤي بعفوية: ماهر هو رفيقنا الثالث
يزن بتعجب: مايك! وماهر؟!
ضياء بضحك: إنه نفس الشخص ولكنه أميريكي اسمه فى أميريكا مايك لكن عندما أتي إلى هنا غيره لماهر ولكننا تربينا معا فى صغرنا لأننا كنا نعيش معا فى أميريكا لذا أنا معتاد بأن أناديه مايك
أوما يزن بتفهم ليركب ضياء سيارة والده وهو يجلس على مقعد السائق بينما لؤي جلس بجانبه ويزن جلس بالخلف وبدأ ضياء يقود السيارة بهدوء وهو يتجه نحو المكان الذي يتم فيه التسجيل للبطولة العالمية.....
أنت تقرأ
أعماق
Non-Fiction«قطرات المطر لا تشق الصخور من اول محاولة، والعواصف لا تقتلع الاشجار في ثانية، لكن..... البشر يطحنون الصخور ويحرقون الغابات في دقائق، البشر كائنات مخيفة في النهاية» ~خواطر متوحد رواية تحكي عن الظلم والمعاناة التي يتعرض لها الاشخاص المصابون بمرض التو...