الفصل الرابع

8 0 0
                                    

الفصل الرابع
__________
شعرت مسك بخجل شديد وارتبكت بعض الشيء قبل أن تجيب على علي، وتخبره بأن أدهم هو نفس الشخص الذي أنقذها من يد زوجها.
كان أدهم مصدوما بنفس القدر الذي شعرت به مسك، لم يكن يتخيل أن القدر سيجمعهما بتلك الطريقة في مكتب صديقه علي.
ساد الصمت لثوان قليلة، فكسرت أسماء هذا الهدوء بقولها يا له من أمر غريب حقا فعقب علي على حديثها يؤكده، ثم أردف قائلا: حسنا أيتها الطبيبة أظن أن هناك سابق معرفة بصديقي المقرب أدهم وهو بالفعل ماهر للغاية في تلك القضايا، وبما أنه عاصر معك تلك الحادثة فسيستطيع توظيفها في قضيتك، وإثبات الضرر الذي وقع عليك ومن ثم تطليقك من زوجك بمنتهى السهولة، وأنتما جيران أيضا مكتبه في مقابل عيادتك، فلن تتكلفي عناء المجيء كل تلك المسافة إليَّ.
كان الحرج قد بلغ من مسك مبلغه حتى أفقدها القدرة على التفوه بكلمة واحدة، تعلم جيدا أنها قامت بإحراجه حين طرق باب عيادتها قاصدة ذلك الأمر والآن هي ستكون موكلة عنده وسيكون هو محاميها، ظلت تحرك أصابع يديها على مكتب علي كعادتها حين تتوتر، ثم نظرت ناحية أدهم الذي جلس بعيدا بعض الشيء على الأريكة الملاصقة للحائط، وقالت له: حسنا أخبرني بالمطلوب مني حتى أقوم بعمل التوكيل لك.

فتح حقيبته وأخرج منها بطاقة ورقية تحمل اسمه وعنوان مكتبه وكتب خلفها رقم بطاقته الشخصية لتقوم بعمل التوكيل، وقال لها اسمي موجود بالكامل في البطاقة
مرر إليها تلك البطاقة الخاصة به، فأخذتها ووضعتها في حقيبة يدها ثم قالت له: حين انتهي من عمل التوكيل سأرسله لمكتبك.
قال لها: حسنا سأنتظره وأبدأ فورا في اتخاذ الإجراءات اللازمة.

شكرتهم ثم استأذنت ورحلت مع صديقتها أسماء، وبقى أدهم مع علي في المكتب وهو لا يزال تحت وقع المفاجأة من تلك الصدفة الغريبة.
بادره على قائلا: أعلم أنها حقا صدفة غريبة ولكن كل شيء يحدث لسبب ما، أعتقد تلك فرصة مناسبة لتصحيح وجهة نظرها عنك.
قال أدهم: لا أكترث لهذا الأمر حقا، أنا انزعجت في باديء الأمر ولكن بعد أن فكرت زال هذا الشعور، لا أهتم كثيرا لما يعتقده الناس في يكفي أنني أعلم نفسي جيدا، ولست مسؤولا عن سوء ظن أي شخص، ولكن أخبرني كيف وصلت إليك؟
-عن طريق نهلة أختي، يبدو أنها زميلة لها في مكان عملها، وأرشدهم أحد الأشخاص إلى أنني محام جيد، فاستعانوا بنهلة التي بدورها طلبت مني مساعدتها وخاصة بعدما حكت لي نهلة عن زوجها وعن ما يفعله بها في مكان عملها.

-‏تقصد أنه يعتدي عليها بالضرب مثلما حدث في عيادتها.

-‏هز على رأسه نافيا هذا الأمر وقال: بل أصعب من الضرب هذا الشخص المختل لا يثق فيها، فيقوم بتوصيلها إلى مقر عملها ويظل جالسا في سيارته حتى تنتهي من الكشف على المرضي، وأحيانا يقوم بالدخول إلى مقر عملها فجأة لينظر ماذا تفعل.
_ما هذا الجنون، ولماذا تحملت هذا الوضع، وكيف يُسمح له بالدخول إلى العمل هكذا؟

-هو طبيب مثلهم، وربما تكون قد سمعت عنه فهو مشهور جدا في مجال الجراحة، لكنه افتتح شركة لمستحضرات التجميل مع طبيب صيدلي كانا يعملا سويا في الخارج ومنذ زواجه أهمل عمله بشكل كبير وظل متفرغا ليل نهار لمرافقة زوجته التي بالمناسبة تصغره بسبعة عشر عام، يبدو أن زواجه بفتاة صغيرة أفقده عقله، أما عنها فلا تعلم نهلة ما الذي اضطرها لتحمل هذا الأمر فعلاقتها سطحية مع الجميع منذ عملت معهم في هذا المكان.
_ربما سأحتاج منها بعض المعلومات التي ستفيدني في تلك القضية حتى أضمن لها أن تربحها بسهولة دون أن تفقد حقوقها.
-هى لا تهتم لأي حقوق مادية، أخبرتني بذلك حين كانت تتحدث معي في بادئ الأمر، تريد الخلاص منه بأي ثمن كان.

نوبة هلعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن