الفصل الخامس
_____________هزت رأسها نافية وهى تؤكد إصرارها على إنهاء تلك الزيجة، وقالت: لا يوجد أي أمل، حاولت كثيرا حتى أنهكتني محاولاتي في تغييره، العمر يمر من بين يدي وأنا في عذاب لا ينتهي.
صمت قليلا ثم قال: كما أخبرتك في البداية سأحتاج إلى تفاصيل كثيرة حول ما حدث، كل تفصيلة صغيرة ستنفعنا لنربح قضية الطلاق التي سنقوم برفعها حتى نضمن حقوقك.
_أنا لا أهتم حقا لأي حقوق ولا أريد شيئا، كل ما أريده ورقة الطلاق وإنهاء تلك الصفحة للأبد.
-حتى ولو كنت لا تريدين شيئا سينبغي عليك أن تخبريني القصة كاملة، كنت أود أن أسمعها بأدق التفاصيل ولكن يبدو أنك لا تودين الدخول في التفاصيل؛ لذا فمن الممكن أن تختصريها في إيجاز دون أن تسقطي المعلومات المهمة.
-تنهدت بيأس وطأطأت رأسها للأسفل قليلا وهى تفرك أصابع يديهاوقالت:
_حسنا سأحاول اختصار الأمر في عدة نقاط" أهمها أنه يقوم بمراقبتي، وسبب لي فضائح كثيرة تنقلت بسببها لأكثر من مكان حتى قررت أخيرا أن أبقى في مكان عملي الحالي حتى لا أُفضح في كل الإدارات الصحية التي أتبعها في عملي، كما أنه يقوم بحبسي داخل المنزل، ويقوم بإغلاقه بالمفتاح في الفترة التي يرحل فيها عن البيت، ويسحب هاتفي مني ولا يعيده إلا بعد عودته للبيت.تردد كثيرا وهو يستمع لكلماتها في أن يسألها سؤالا ربما يزعجها ولكنه حسم أمره في النهاية وقرر أن يسأله لها
ولماذا يشك بكِ هل رأى ما يستدعي ذلك الأمر؟
انتفضت واقفة وقالت ما هذا الذي تهذي به، أنا امرأة محترمة.
قال لها اهدئي أنا أناقش معك الأمر من كل وجهات النظر التي ربما يطرحها محامي الخصم لا نريد أي مفاجآت خلال نظر الدعوى التي سنقيمها ضده.
جلست مرة أخرى وقالت في يأس: أعلم جيدا أن الكثير من حولي تمر برأسه تلك الفكرة، يظن البعض أنه علم عني شيئا لذا فإنه يقوم بمراقبتي والبقاء خارج مكان عملي، وسمعت أيضا حديثا دار عني أنني ربما وافقت عليه وهو يكبرني في العمر كثيرا بسبب أنني أخطأت وقام هو بستري والزواج مني، أو أنه أخطأ معي لأني تربيت ببيتهم وحكايات كثيرة لا أول لها ولا آخر.
-اعذريني على سؤال لا يخصني كثيرا، لماذا وافقت على الزواج من رجل يكبرك بكل هذا العمر؟
_ظروف، تستطيع القول أنه كان واجبا على، لو طلبني أي ابن من أبناء خالي كنت سأوافق على الفور دون تفكير، ربما رفضت حسن في بداية الأمر لكنني اضطررت لقبوله فيما بعد فالفضل يعود لخالي في كل شيء وصلت إليه فلم يكن بمقدوري أن أرفض الزواج من حسن حتى بفارق العمر الكبير هذا.
-لست أفهم أي ظروف تدفع امرأة ناجحة مثلك في مقتبل عمرها للزواج من رجل يكبرها كثيرا في السن._أعتقد معرفة تلك الظروف لن تنفعك كثيرا في القضية، ويكفي اليوم الحديث عن هذا الأمر سأنتظر منك خبرا يفيد أنك قمت بالاعتراض على انذار الطاعة.
شعر أنها أحرجته مرة ثانية، فأغلق الحديث في هذا الأمر لأنه شعر فعلا أنه تجاوز متطلبات وظيفته، وتطرق للأمر بشكل شخصي، يدفعه الفضول لمعرفة كل شيء عنها.
قامت من مكانها وفتحت حقيبتها، أخرجت منها مبلغا ماليا وضعته على مكتبه وقالت هذا مقدم الأتعاب ولم تعطه فرصة للرد، وذهبت ناحية الباب ورحلت.
*****************************************
في شقة جدها وبعد أن انتصف الليل، كانت قد أيقنت بأنها من الليالي الصعبة التي تمر عليها ويصاحبها فيها الأرق ويظل رفيقا لها حتى طلوع النهار، فقامت من فراشها وذهبت إلى خارج غرفتها، التقطت رواية من على المنضدة لتقرأها ظنا منها أنها ستهرب من أفكارها، ولكن باءت محاولتها بالفشل، فقد ظلت تفكر في تلك الظروف التي أجبرتها على الزواج من حسن بعد رفضها له،فقد سمعت حينها خالة حسن وهى تستنكر عدم قبولها الزواج منه معللة ذلك بأنها ناكرة للجميل ولم تحفظ جميلهم في حقها حين قاموا بالعناية بها بعد وفاة والدتها حتى آل بها الحال في بيتهم وحفظوا لها ميراثها من والدتها ولم يمسوه أبدا وقاموا بادخار نقود والدها الذي كان يعطيها لخالها كل شهر كنفقة لها وقام خالها بالانفاق من جيبه الخاص عليها وكأنها بنتا من بناته كانت خالته حينها منفعلة جدا وهى تتحدث كما أنها زادت وقالت من سينظر لذات القدم الشؤم تلك؟ لا أعرف ما الذي جعل حسن متمسكا بها راحت أمها في زهرة شبابها بعد ولادتها لها ثم مات أخيها من أبوها بسببها وحين تمت خطبتها لذلك الشاب سقط به المصعد وراح فيها صدقَتْ زوجة أبيها حين قالت عنها لعنة وشؤم.
ربما نهرتها أختها حينها وقالت ما الذي تهذين به؟والله ما رأيت الخير في بيتي إلا بعد قدومها كان حلولها بركة علينا، وما فعلناه معها فعلناه عن طيب خاطر إن لم توافق فهي ابنتي وإن وافقت فيا سعدي وهنائي ابنتي وزوجة ابني ربيتها على يدي وكبرت أمامي.
أنت تقرأ
نوبة هلع
Romanceبيننا المسافات، والمنطق، والأهل، والواقع، ومع هذا كله أقف خلف نافذتي كل ليلة في هذا الشتاء البارد أتخيلك قادما من بعيد كما وعدتني، هذا الصقيع الذي أشعر به منبعه من داخلي أنا، ليس للشتاء أي ذنب فيه، أضع الشال الذي أهديتني إياه فلربما يجلب الدفء على...