الجزء الأول

641 33 30
                                    


قراءة ممتعه ~


...

بين تلك السماوات المُزرقة والجو القارص تتساقط نفاثاتٍ من الثلوج
و تُكسي قاعُ تلك القرية بالبياض..

هُنالك.. بين اكتضاض شعبها لحدوث مهرجانِ إحتفالاً برأس السنَة، شرارات النيران والسنتها التي تتكثف ثُم تتلاشى وسط ذلك الإزرقاق.. ضحكات العامة و ركضُ الاطفال..

ومن بينهُم كانت تُطبع خطوات اقدام صغيرة على تلك الثلوج..
في ذلك الزقاق المُظلم، يخطوا فيه مُتعدياً اياه

يصدح صوت جرس حينما فتح باب ذلك المخبزِ الصغير الذي يكمن خلف الإحتفال بمسافة بسيطة لتتغلغل رائحة المخبوُزات إليه ويتسلل الدفئ لأطرافِه

ينظُر للمكان الخشبي والزبائِن القِله و لكن ما لفت انظارهُ هي هيئة البائع التي تغيرت عليه و استغربها لكنه تقدم يبتسم ويلقي التحيه
"اهلاً"
ليبادلُه الابتسامة
"اريد شطيرةً بالكاكاو وحليب الكاكاو الساخن ايضاً"

"حسناً.. اربعةُ عشر نقداً ايها الصغير"
اغاضني لقبُه لي فرددت سريعاً
"لستُ صغيرا!!"
وسمعته يضحك ولكنني تجاهلت ذلك و وضعت يدي في حقيبتي ابحث عن محفظتي ولم أجدها..

إبتسمت بحرَج و همست له
"اعطني ثوانٍ فقط"
فأومئ لي و ذهب لزبونٍ لتو أقبل
وضعت حقيبتي على الارضية الخشبية وجلست مسترسلا ابحث و لكنني لم اجدها فتنهدت احملها على كتفي و استقيم

" انا متأسف حقاً.. لتُلغي طلبي
يبدوا أنني نسيت محفظتي أو تكون سقطت و أنا في طريقي"

اومئ ثُم أمسك بكفي التي كانت تستريح على المنضدة لأشعر بالقشعريرة تسري بجسدي لبرودة كفي ضد دفئِه ثم همس
"يدك بارِدة و شفاهُك مُزرقة كذلك.. فلتسترح لا بأس
الجو صاعق البرودة بالخارج"

اومئت محرجاً ثُم سحبت كفي
" لا، يجب أن اخرج لا استطيع الجلوس هُنا من دون طلب شيئ.. ذلك محرج حقاً "

إبتسم ثم أشار لي بالجلوس على احد المناضِد
"هونّ عليك و أجلس هُنالك"

همهمت مطأطئً رأسي ولكنني تذكرت شيئاً لذلك رفعته سريعاً
" أين البائع كبير السن الذي كان هنا؟"

إبتسم و اخبرني
"يبدوا أنك لا تريد الجلوس حقاً"
فنفيت مُحرجاً و جلست على ذات المنضدة التي اخبرني بجانب النافذه.. فرقعت أصابعي و اومئت برأسي دون شعورٍ مني حين سرحت بأفكاري حول تلك القطة التي التقيت بها في طريقي الى هُنا..

هبوبُ الشتاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن