الجزء الثالث

359 28 27
                                    


قراءة مُمتعة ~

...

لا اعلم اين تسري بي قدماي
اية محطة؟
اية وجهه؟
اي مكان؟
ليس لدي فكره..

ما اعلمُه بأن قدماي
تسري.. فقط
كما يجب أن تكون

لم تتوقف قدماي عن السير
وسط الثلوج
لم اعي لذاتي
سوا أنني بوسط الغابه
بين الاشجار شاهقة الطول

سماعتي في أذني
استمع لموسيقى شتوية هادئة
نغمُها عزفٌ على البيانو

توقفت
حين رأيت امامي اللسنة نيران
تحيطها كراسٍ خشبية
موضوعةٌ لتشكل حلقه

لا ارى احداً هنا..
ولكنّه بالتأكيد اصحابها ذهبوا
وسيعودون
بحُكم النار المُشتعلة..

حسناً..
لم اقاوم رغبتي
اقتربت من النار لأدفئ ذاتي

نزعت قفازاتي الصوفية
اقرب باطن كفي للنيران لتدفئتها

شعرت لوهله..
اريد ان احتضن دفئ النيران
ولكن.. سيلسعُني

و لأمر اجهله في ذاتي
قربت كفي اكثر من النيران
شعرت بالنيران بوسطها

لم تحرقني..
يدي باردة كفاية بالفعل لكي لا تحترق بسهوله

إلتفتُ حين سمعت اصوات قادمة
من بين الشجيرات

اصوات فِتيه وفتيات
يتحدثون ويضحكون
"لقد أخبرتكم بأنه معجب بها"
قال احدهم بصوتٍ عالي و مسموع
ليضحك الآخرون ويردون بكلامٍ لم اسمعه بوضوح

رجعت بخطواتي للخلف
انسحب قبل ان يأتون

خائفاً
من أن يعتقدون بأنني لِص
أو اية شيئ من هذا الهراء..

اعطيت قفاي للمكان وخطوت بإتجاه الغابه
ولكنه.. فات الأوان
" ايها الفتى! توقف عندك"

سمعت الصوت عالياً من خلفي
تنهدت قبل ان التفت

ليس لي الطاقة لجدال سخيف
الرحمه..

"ما الذي تفعله هنا؟"
سألني بصوتٍ عالي
و بحاجبين معقودان
كان اشقر الشعر
يحمل ملمحً أجنبي

كان خلفه العديد من اصدقائه
مما لمحت يبدوا انهم خمسه
جميعهم صامتون كالحمقى..

و هذا المغفل سادسهم..
كِدت التفت مرةً اخرى لأتجاهله

ولكنني حينها
لمحت خلفه
فتى المخبز..

هبوبُ الشتاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن