Exception / استثناء [KIM NAMJOON]

🖤 حُــلْمُُ بَعِــيد

كما جرت العادة في كل أيامي ، اتخذت لنفسي مكانا قرب النافذة ، أترصد بعيوني الجميع مستمتعا بوقته رفقة أصدقاءه عداي ، هناك من يتحدثون سويا ، آخرون يلتقطون صورا للذكرى و يتمازحون فيما بينهم ، أنا كنت الاستثناء الوحيد هنا ، فقط أتخذ من طاولتي ملاذا آمنا من طيف البشر ، و كل ما يجول ببالي هو ذلك السؤال الإعجازي الذي لم أجد له جوابا : لماذا أنا المنبوذة الوحيدة هنا ؟ لربما الجواب يتمركز داخل قوقعة رأسي لكنني أنكره في كل مرة يتبادر إلى ذهني

أنا هي الفتاة الغريبة وسط مدرسة مليئة بالحسناوات ، لم أعتد على ارتداء التنانير و لا الفساتين مثلهن ، كل ما كان بخزانتي هو بعض السراويل الممزقة و قمصان تشبه تلك الخاصة بالفتيان

لم يكن مكياجي لطيفا و ناعما ككل فتاة عفراء في محيطي ، لم أكن بيضاء البشرة من الأساس ! و هو ما زاد الطين بلة ، فالبشرة السمراء لا تمت لمعايير الجمال الآسيوية بأي صلة ، كنت أعتبر وجهي الأسمر لوحة و مكياجي فرشاة أعبر بهما عن صخب دواخلي ، فاعتمدت دوما على ألوان بتدرج غامق من الأسود نحو البني

لم تكن لي صلات وثيقة بالآخرين ، لكن عند الحديث عني كانوا يلقبونني فيما بينهم ب *هيل المسترجلة*

اسمي الحقيقي هو جونغ هيلين ، لكن الجميع كان يرى أن اسما أنثويا كهذا لا يليق لمسترجلة مثلي ، و للأمانة كنت أشاطرهم الرأي ، لذلك لا يزعجني مناداتهم لي بذلك اللقب الآخر ، هي حقيقة لا مفر منها فحسب

لا زلت أحدق في الفراغ بعيوني الخاملة ، بينما أسترجع كل عيوبي ، لألمح بعدها بثوان سيِّدَ وجداني يتقدم إلى الباب

فور دلوفه القاعة صُوِّبَت نحوه كل العيون ، و من هو هذا الأحمق الذي لن تُلْفِتَهُ هالة ابن كيم ؟ كل الفتيات يحدقن به بانبهار كما لو أن ذلك طقس مقدس اعتدن على القيام به كل يوم ، أما الشباب فبعضهم كان يتفاخر بصداقته ، و بعضهم يطمح أن يصبح رائعا مثله يوما ما

دوما ما كنت أراه حلما بعيد المنال ، فلم أجرؤ يوما على النظر مباشرة في عينيه حتى ، و لا محاولة التودد له كما فعل البقية

هو وسيم ابن عائلة غنية ، و ذكي ذو شعبية و حضور و هيبة ، لكنه متواضع للغاية و لا يَرُد خائبا من أراد الحديث إليه ، و هذا ما كان يقودني للجنون ، هو من يُقَال عنه : لا تشوبه شائبة

كرمه ذلك لم يقتصر على الصداقات ، بل أيضا كان مشهورا بكونه زير نساء ، يغازل إحداهن صباحا ثم يستهدف مساءا من هي أجمل ، و حتى تلك الجميلة لن تنجو من خذلانه لها في منتصف الليل بمقابل شهوة عابرة مع مثيرة لا تقل جمالا عن سابقاتها