هكذا ، تمامًا

٢-

«اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ» .

ولجَ كلاهُما القاعة الكبيرة المُكتظّة بمُحبي الرياضيات ، وبغيرِ مُحبيها أيضًا
سامحةً لكاي بالدخولِ أولاً ،

قدمتهُ لهم على أنّه الطالب الجديد ،
بدأت همساتُ الطلاب تختلطُ ببعضها فمنهم من يراهُ كقلب وغيرهم من يراهُ عقلاً ، وهناك فئة ثالثة ترى بأنّه وسيم ولا تأبهُ بنوعه

واصلت ألورا ما كانت تفعلهُ قبلَ مناداةِ لويس لها ، وكانت العلامة التي في مؤخرةِ قدمها تستمرّ بوخزها ، والفتراتُ غير منتظمة
تقومُ بوخزها مرتين متتاليتين تارةً وتارةً مرّة كل عشرين دقيقة
،

'كُلّ عامٍ والقلوبُ بخير'
كتبت على السبّورة بخطٍ صغير في نهاية التمرين الذي قامت بوضعهِ لطلابها ، مُنهيةً بذلك درسها إذ تبقّى لموعدِ الإحتفال رُبع ساعة

تزاحمَ الجميعُ عند الباب محاولين الوصول مُبكرًا وعدم تفويت شيء ، لأنّه اليوم الأكثرُ صخبًا على الإطلاق ،

كانت ألورا أول من خرج بخطواتٍ سريعة تتفادى الزحام الذي سيحدثُ بالمكان ، هرولت الى مكتبها جالسةً أخيرًا بتنهيدة عميقة قائلة :
"الإزدحام عدوُّ النجاح "

"أدعم"
رفعت ألورا بصرها مُبتسمة للصوتِ المألوف الذي تعرفه جيدًا ، كانت باڤل تتكئُ على الباب مُبتسمةً بدورها تحملُ زهرًا بيدها وكانت ترتدي ملابس تملأها السعادة ،

جعّدت ألورا حاجبيها كأنّها تسأل عن سبب التهندمِ المُفاجئ والزهور التي تبدو غريبةً جدًا على أيدها ،
الأمرُ فقط غريب
باڤل ترتدي الألوان ،
تحملُ زهورًا
وتبتسمُ متكئة عند الباب

"أحاول أن أنهبَ قلبًا"
جاوبت على تساؤلاتِ ملامح صديقتها ، لتقهقه ألورا بشدة متحركة من مكانها محاوطةً كتفَ الأُخرى متحركتانِ نحو بابِ الخروج ،
تسألها ألورا عن التفاصيل وتسردُ باڤل بكلّ حماس عن أنهُ فتىً قلب كان يعاملها بلطفٍ مؤخرًا وأرادت ردّ الجميل ، وأخذَ جميل آخر

"ليذهبِ الرجالُ إلى الجحيم"
أنهت الورا الحديث لتردّ الأخرى بـ"أدعم"
إبتعدت ألورا عن صديقتها تُمثّلُ الشك
"تدعمينني كثيرًا هذهِ الأيام"

"من حُسنِ حظك"
قالت باڤل نافضةً شعرها بنرجسية واضحة مُتبادلةً الضحكات مع صديقتها ،
عادتا لوضعيتهما السابقة مواصلين السير الطريف الذي تتخللهُ الأحاديثِ العرضية