4

24 38 1
                                    

صعدت ليال لغرفته لتطعمه ونظرت ليده اليمنى كان يرتدي دبلة الخطوبة اعتاد عليها فلم يشعر بها لذلك لم يخلعها نظرت الى يده بحيرة وحدثت نفسها " اومال فين خطيبته دي مبتجيش تزوره ليه ايه الجحود ده!؟ "
" لو سمحتي حطي الأكل وانا هاكل لوحدي انا مش مشلول في ايدي كمان " تحدث بنوع من الحزن والسخرية
" حاضر "
حدث نفسه " انا مش عايز حد يساعدني أو يشفق عليا مش طايق وجودها! " كان وجهه لا يبشر بالخير ابدا كان ثائر ويتمنى لو يقذف بشئ زجاجي ليتحطم
نظرت اليه وعلمت تماما ما يدور بعقله
" ممكن اتكلم معاك؟ "
" انا مش فايق اتكلم دلوقتي " تحدث باقتضاب
" لو سمحت " نظرت اليه وابتسمت لتطمأنه فتنهد " اتفضلي "
" انا عارفة انك مكسوف ومتضايق ومتعصب عارفة كل ده..بس صدقني مش لازم ابدا تتحرج مني انا هنا عشانك عمري ما هشفق عليك او ابصلك انك ضعيف وقليل انا هنا عشان اساعدك لغاية ما تعرف تتعود على حياتك الجديدة وتعتمد على نفسك انا هنا عشان اعلمك ازاي متحتاجش حد..خليك طبيعي معايا متكابرش قدامي عشان انا مش هنا عشان تتكسف مني انا الممرضة بتاعتك يعني مش عايزة غير مصلحتك صدقني..وصدقني لما تطلب مساعدتي وتظهر المك ده مش ضعف لأني موجودة عشان كدة " تحدثت بهدوء وهى تنظر لعيناه
" هو انتِ دارسة علم نفس جمب التمريض!؟ "
ابتسمت " اه اخدت فيه كورسات كتير بس ليه؟ "
" عشان مستغرب ان الكلام الموزون ده وفهمك ليا ولأحساسي بالعمق ده من واحدة عادية "
" تعرف بجد انت حسستني ان تعبي جه بفايدة! " تحدثت بسعادة ثم تابعت " انا درست علم النفس جمب التمريض عشان انا بشوف مهنة التمريض دي مهنة جميلة اوي عارف كدة زي ما بيتقال ملايكة الرحمة بحس اننا لازم نكون للمريض مش مجرد حد بيديله حقنة مثلا لا لازم نكونله شخص يخرجه من الي هو فيه ويحسسه بالأمان ونكون ناس لطيفة ليه..بستحقر اوي الي بيشتغل الشغلانة بتاعتنا دي عشان مجرد الفلوس وبيبقى قاسي ومعندوش رحمة واحنا شغلانتنا دي اصلا عايزة ناس حنينة ورحيمة " كانت تتحدث بشغف كبير وعمق عندما لاحظت انها تحدثت كثيرا فنظرت اليه وحمحمت " انا اسفة صدعتك "
" لا لا كلامك حلو اوي كملي " تحدث وهو يحدق بها باهتمام فابتسمت بسعادة فأخيرا قام بالإستماع اليها!
نظرت ليده " هو انت خاطب؟ "
نظر ليده عندما نظرت اليها فوجد الدبلة التي كان قد نسي امرها اقتلعها من اصبعه وقذف بها من النافذة فشهقت
" ليه! " نظرت اليه بصدمة
" خطيبتي سابتني لما عرفت اني اتشليت في المستشفى اول ما فوقت لقيتها في وشي وقالتلي انها مش هتكمل "
نظرت اليه واقشعر جسدها بأكمله شعرت بالحرج فهى الآن قد ذكرته بذكرى تؤلمه كثيرا ولكنه كان يتحدث بهدوء ولامبالاة
" انا اسفة اوي بجد " تحدثت بحرج
" اسفة على ايه كويس انك قولتيلي كنت ناسي الدبلة "
" هى متستاهلكش يا لؤي متزعلش ربنا شايلك الأحسن "
" ليال تسمحيلي افضفض معاكي؟..حاسس اني هنفجر من الكتمان تعبت "
" ياربي ده انا اتمنى!..اكيد طبعا اتفضل! " نظرت اليه باهتمام وجلست بجانبه
" انا كدة كدة كنت هقولها نسيب بعض عشان انا مرضالهاش انها تبقى معايا وانا بالظروف دي بس مكنتش متخيل انها هتعمل فيا كدة..هى حتى محسستنيش بدعم او حب او اي حاجة هى سابتني مستنتش حتى ابقى كويس مهونتش عليا سابتني وكسرتني وجرحتني اكتر من الحرج الي حسيت بيه لما عرفت الخبر..مكنش ليا غيرها الوحيدة الي كان ممكن ابينلها زعلي وضعفي بجد بمعنى الكلمة مكنش ليا غيرها متخيلتش في يوم تعمل فيا كدة" كان يتحدث بهدوء لا يعرف من اين حصل على ذلك الهدوء والسلام بداخله لم يرتجف صوته لم يحزن فقط كان يتحدث بهدوء وثبات وكأن شيئا لم يحدث
امتلأت عيناها بالدموع ونظرت اليه " عشان هى قليلة الأصل متزعلش مني بس هى قاسية ووحشة اوي "
" مكانتش كدة..كانت احن الناس عليا..بس اقول ايه معاها حق كان لازم تعمل كدة..بس مش في الوقت ده.. تعرفي يا ليال انا الي تاعبني مش رجلي لا انا قلبي الي تاعبني احنا بنحب بعض من سنين طويلة اوي انا عندي 28 بحبها من وانا 14 يعني بحبها بقالي 14 سنة!..وكل ده رمته ورا ضهرها وسابتني في ثانية واحدة " تحدث بحزن وامتلأت عيناه بالدموع عندما تذكر ذكرياتهما الجميلة معا اللطيفة والمؤلمة السعيدة والحزينة تذكر وقوفها بجانبه في السراء والضراء وهو أيضا
بكت بقوة وتحدثت " انا اسفة ليك اوي بجد مش عارفة اقولك ايه بس صدقني ربنا هيعوضك "
" انتِ بتعيطي ليه دلوقتي!؟ " تحدث بتعجب
" اصلها وحشة اوي " بكت بقوة اكثر فنظر إليها بذهول
" خلاص طيب خلينا نغير السيرة انا حاسس ان انتِ الي اتسابتي مش انا! "
ضحكت واعطاها هو منديل ونظر ليدها وجدها ترتدي خاتم ذهبي
" مخطوبة بردو؟ "
تنهدت " اه "
" ايه التنهيدة دي؟ "
" اصل بص يعني انا كان نفسي بقى اعيش قصة حب من بتاعت الأفلام والروايات دي بس للأسف يعني اتخطبت خطوبة غريبة جدا "
" غريبة ازاي؟ "
" بص انا يتيمة يادوب ماما خلفتني وجالها حمى رهيبة وماتت بعديها بأسبوع بابا بقى كان بيموت فيها فا بقى مش طايقني وبيلومني على موتها لغاية ما عقدني بس مش قادرة ازعل منه عشان هو الي رباني وكبرني بس بعد كدة اختفى مرة واحدة وانا عندي 17 سنة كنت في ثانوية عامة ومشوفتوش تاني لغاية النهاردة مع العلم اني دلوقتي عندي 24 سنة يعني مشوفتوش من سبع سنين ومعرفش بقى مات ولا سابني وسافر ولا اتجوز ولا ايه "
" انا حاسس بيكي..بس كملي دلوقتي هبقى اعرفك الموضوع بعدين "
" معنى كدة اننا بقينا صحاب ومش هتخبي عليا مشاعرك تاني ولا اي حاجة تحتاجها!؟ " تحدثت بنبرة سعيدة ونظرت اليه بابتسامة فابتسم ولازالت تعبيرات وجهه حزينة " اتفقنا..كملي "
" أهلي كان بينهم مشاكل مع بابا فا محدش كان بيسأل فيا وهم مكانوش فارقين معايا بصراحة..كمال خطيبي ده بقى بيشتغل في شركة كهربا وهو ابن اخت جارتي عجبتها فا خلته يجي وانا عندي 18 سنة يتقدملي..وبصراحة انا وافقت عشان كنت خايفة من المستقبل والوحدة وبقالنا ست سنين بنجهز في الشقة عشان نتجوز..انا خايفة من اليوم ده اوي يا لؤي "
" ليه مش بتحبيه؟ "
" مش بحبه بس اتعودت عليه هو عمره ما قالي كلام حلو على طول يقصف يرقبتي كدة ويحسسني قد ايه انا فقيرة ومش عارفة اجيب تجهيزات الشقة مش حاسس اني بنت لوحدها مرتبها مبيجيش 3000 جنيه وبحوش وبعيش عيشة منيلة عشان اجهز الشقة "
" بقولك ايه انتِ خطيبك ده نطع المفروض الراجل الي يجيب كل حاجة اصلا  " تحدث بغيظ
" عندك حق والله معندوش دم..هو طيب والله بس عصبي اوي يعني حتى عمره ما دخل عليا بشوكلاتاية كدة يفرحني بيها "
" وايه الي مخليكي مستحملة!..طب اداكي مهر شبكة اي حاجة؟ " كان يتحدث باهتمام ويتفاعل معها بتعابير وجهه وكانت هى تتحدث معه وكأنه صديقها المقرب
" لا والله وانا مطلبتش عشان ظروفه.. انا مستحملة عشان مليش غيره وعشان لو سبته مش هيسيبني في حالي وهيبهدلني ومش هيرجعلي جهازي الي جبته..حماتي الحرباية هى الي قالتلي كدة " تحدثت بحزن
" ايه النيلة السودا دي ما تسيبيه يا ستي ويغور الجهاز..وبعدين بصي بقى من الاخر دي جوازة فاشلة ومحدش هيتضر غيرك ولو مسبتيهوش دلوقتي مصيرك هتطلقي وساعتها هيرميكي في الشارع ما هو ده مش انسان أمين عشان يخلي باله منك "
" انا ده الي خايفة منه " تحدثت باختناق وهى تبكي
" طب اهدي كدة ومتخافيش كله هيتحل مع الوقت "
" انا غبية اوي " تحدثت بحرج
" فيه ايه؟ "
" فيه ان انا المفروض جاية ارفه عنك واشيل عنك مش اقرفك..انا اسفة "
" تعرفي والله انتِ نسيتيني همي بالكلام ده شغلتيني عن التفكير "
" بجد! "
" ايوا بجد "
" طب يلا بقى نغير على الجرح " ابتسمت ورفعت قميصه لتضمض الجرح من جديد
اغمض عيناه لااراديا وذهب في النوم نظرت للأمام لتخبره انها انتهت وجدته يغط في نوما عميق نظرت لوجهه وابتسمت ووضعت الغطاء فوقه واغلقت الباب وذهبت للخارج

على الصعيد الآخر نظرت جنة بغرفة والدتها بحذر بعدما ارتدت ملابسها وجدتها نائمة فذهبت للخارج بهدوء وصولا لمنزل لؤي طرقت الباب ففتحت ليال
" انتِ مين!؟ " تحدثت جنة
" انا ليال الممرضة..مين حضرتك؟ "
" انا جنة خطيبته..هو فين؟ "
" في الاوضة بس نايم مش هينفع ادخلك " ثم حدثت نفسها " ومستحيل يحب وجودك امشي بقى! "
" الحمدلله انه نايم هطلع بس ابص بصة عليه اتطمن عليه وهنزل على طول والله ما هعمل صوت " امتلأت عيناها بالدموع وتحدثت بترجي
نظرت اليها ليال وهى تحاول مع غيظها من الظهور على تعبيرات وجهها وحدثت نفسها " ده انتِ بحجة! "
" اتفضلي بس ياريت بسرعة عشان متعمليليش مشكلة" تحدثت باقتضاب
" حاضر "
صعدت جنة لأعلى بهدوء واقتربت من سريره ونظرت لوجهه الحزين وهو نائم وحدثت نفسها
" يا حبيبي..وحشتني " ذرفت الدموع وهى تنظر اليه ثم تابعت " زمانك بتكرهني دلوقتي وبتقول هى كمان اتخلت عني زمانك بتشتمني وبتقول عليا حقيرة وعندك حق في ده..بس والله غصب عني انا فعلا لما فكرت فيها لقيت اني مش هقدر استحمل واني هظلمك معايا لو كملت معاك والأهم اني هظلم نفسي..وهبقى مكسوفة وانا معاك بالمنظر ده قدام الناس..سامحني يا لؤي..بحبك "
اقتربت بيدها كانت تريد التمليس على شعره وفعلتها بالفعل
دلفت ليال للغرفة وامسكت بها وذهبت بها للخارج وهمست
" مينفعش الي حضرتك بتعمليه ده لو سمحتي امشي "
" طيب اتكلمي بأسلوب احسن من كدة! " تحدثت جنة بحدة
" علي صوتك وصحيه! " تحدثت ليال وهى تنظر اليها بحدة
نظرت اليها جنة بغضب واستدارت لترحل
دلفت ليال للغرفة وحدته يهمهم بكلمات اقتربت منه لتستمع
" ماما..متسيبينيش " 
وضعت يدها على فمها وتألمت من اجله امتلأت عيناها بالدموع كانت تتمنى لو تستطيع احتضانه والتخفيف عن آلامه نظرت اليه وتنهدت وذهبت للخارج

Him & Iحيث تعيش القصص. اكتشف الآن