8

24 37 1
                                    

ظلت الذكريات تجول بعقله تذكر عندما قابل المربية سميحة الجديدة
كان خائف في الوهلة الاولى وجد اربعة اطفال اشقياء امامه وتلك المربية ومسكهم بيدها
" ازيك يا لؤي انا الدادة سميحة "
نظر اليها بذهول " انا عايز بابا "
" بابا بح يا حبيبي..اسمعني كويس عشان ايه نعرف نعيش مع بعض الي عليا هأكلك واشربك واوديك المدرسة غير كدة مسمعش حسك "
" بس مين الولاد دول؟ "
" دول ولادي تعاملهم كويس عشان تبقى ولد شاطر وبباك عارف وموافق "
" بس هم شكلهم ولاد مش كويسين " تحدث ببراءة لم يكن يعنيها
" والا!!..لا يا حبيبي هتطول لسانك هقطعولك ولو مسمعتش الكلام هضربك "

تذكر الده عندما ذهب ليزوره مرة بعد مرور سنة هرول اليه لؤي وعانقه بقوة وبكى
" انا جيت اشوفك قبل ما اسافر وجبتلك حلويات "
" يا بابا انا مش عايز اعيش مع الست دي " بكى بقوة
" معلش يا حبيبي..مع السلامة هشوفك تاني " تركه بسرعة قبل ان ينطق ويمزق قلبه كان يريد التخلص من الشعور بالذنب وتركه وذهب
انقض الاطفال على السكاكر الخاصة به فبكى
" دول بتوعي انا!..بابا جايبهوملي انا!! " تحدث وهو يسحب الحقيبة من يدهم ولكنهم دفعوه وامسكوها وذهبوا من امامه ليأكلوهم ولم يعطوه ولو قضمة واحدة
استسلم لأمره الواقع حتى تم الخامسة عشر سنة وحينها فقط استطاع طردهم خارج المنزل وحينها أيضا رأى والدته بعد سنوات عديدة لم تتعرف عليه ولكنه تعرف عليها حدق بها بشرود فنظرت اليه بحيرة
" بتبصلي كدة ليه؟ "
ابتسم بسخرية " ولادك كبروا "
" انت!؟ " تحدث وجسدها يرتجف
" لؤي " تحدث ببرود
تسارعت دقات قلبها ونظرت اليه بدهشة وامتلأت عيناها بالدموع ابتسمت ووضعت يدها على وجهه " كبرت واحلويت يا حبيبي "
نظر اليها بصدمة وابعد يدها عنه " انتِ مصدقة نفسك! " تحدث بسخرية ورحل من امامها اما هى فبقيت تنظر اليه بشرود
" كبرت يا لؤي!..لسة فاكراك وانت نونو صغنن!..صوتك كبر وبقيت راجل! " صرخت بإسمه فوقت ونظر اليها
" راغب عامل ايه معاك؟ "
" بابا؟..بابا رماني زي ما رميتيني بالظبط واتجوز زيك بالظبط " نظر اليها بخيبة امل وتحدث بسخرية وذهب من امامها وتركها منصدمة وقلبها وضميرها يؤلمها ولكنها اطمأنت عندما رأته شاب صغير يستطيع الاعتماد على ذاته

تذكر المرة الاولى التي رأى فيها جنة كانت جديدة في مدرستهم وقفت مع المعلمة وبدأت المعلمة بتوجيه حديثها للطلاب " صباح الخير يا ولاد..دي جنة خالد بنوتة جديدة هنا معاكوا في الفصل عايزاكوا تحبوها وتكونوا صحاب ومتزعلوهاش خالص هى اختكوا تمام؟ "
" تمام يا ميس " تحدث الاولاد وجلست هى بجانب فتاة عندما حدق بها لؤي وكانت تلك المرة الاولى التي يدق بها قلبه لأحد في ذات اللحظة نظرت اليه وتسارعت دقات قلبها وابتسمت فابتسم اليها بعيناه اللامعتان وكأن ارواحهما قد تآلفت
اصبحا اعز الاصدقاء لبعضهما البعض هى صديقته المقربة وهو ايضا نمى الحب بقلبهما يوما بعد يوم كان يخاف من الاعتراف بمشاعره خوفا من خسارتها كان يعتقد انها تراه مثل اخ وصديق فقط لا غير وهى ايضا كانت تخاف من اظهار حبها خوفا من ان يتم رفضها من قبله كانت تعتقد انه يراها كأخت وصديقة فقط حتى جاء ذلك اليوم في العشرون من عمرهما ذهب خارج الجامعة هو وصديقاه المقربان صابر وراضي وجلس ينتظرها امام الجامعة
" واقف ليه يا ابني ما تيجي " تحدث صابر
" مستني جنة فاضلها خمس دقايق وتخلص محاضرتها "
" يادي جنة..يا ابني ما تعترفلها بقى " تحدث راضي
" خايف تكون مبتحبنيش واخسرها في الآخر فا قولت لنفسي خليكوا صحاب وخلاص " تحدث بملل
" يا ابني طب ما تعترف احسن من الشعلقة دي ما يمكن تكون بتحبك وخايفة!..او توافق..ما هو مش معقول اتنين مع بعض في كل حاجة ويطلعوا مبيحبوش بعض..جرب مش هتخسر حاجة بدل ما تلاقيها ارتبطت " تحدث صابر
" عندك حق..لما احس ان الوقت المناسب جه هعترف "
" يارب يجي " تحدث راضي بملل ورحل مع صابر
انا لؤي فابتسم عندما وجدها تتجه عليه ولكنه نظر بتركيز عندما وجد ذلك الفتى الذي يدعى جمال يقف بجانبها ويحدثها ويبدو من نظراته انه يحبها ذهب اليهما وامسك بمعصمها وابتسم ببرود " خير يا جمال عايز حاجة؟ "
ابتسمت هى بسعادة عندما فعل ذلك وتسارعت دقات قلبها
" عايز اقولها حاجة مهمة على انفراد " تحدث جمال بضيق ونظر ليده التي تمسك بيدها
" لا معلش هى مشغولة " نظر اليه بحدة كإشارة ألا يقترب منها وذهب معها بعيدا وجدها تنظر اليه وتضحك بسعادة
" بتضحكي على ايه! " تحدث بغيظ
نظرت اليه وامسكت بيدها الاخرة وابتسمت ابتسامة واسعة
" بيحبك على فكرة وكان عايز يعترف..انتِ موافقة؟ " تحدث بتعبيرات وجه جدية وغاضبة
ابتسمت " وانت ايه رأيك؟ "
" بحبك " تحدث بجدية
تسارعت دقات قلبها ونظرت اليه بخجل
" بت ايه! "
" بحبك "
عضت شفتاها واقتربت منه وامسكت بيده ونظرت لعيناه وتحدثت بجدية وبنبرة هادئة جميلة لم ينساها ابدا طوال حياته " وانا كمان بحبك "

Him & Iحيث تعيش القصص. اكتشف الآن