مَا بَعْدَ أَقَاصِي الغُيُوم

جريمة بحق ماضيّ || 4

~

تعمل بكل تركيز على ذلك المشروع , لقد ظلت تواجه تلك الشاشة لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات . . هي تعتبر الأمر تنافسياً للغاية , كانت تضع الكرز على الكعكة . . بوسعها الشعور بنصرها منذ الآن . .

_ " مات الملك . . " تمتمت بينما ترسل مشروعها لبروفيسور بيفكي لتقهقه بعدها , تبدو كالعلماء المجانين إن أردتم رأيي و لكن لا يمكن إنكار كونها تفوقت على نفسها هذه المرة ! بغض النظر عن الذنب الذي تشعر به كونها تغيبت عن محاضرة السيدة كوتروني أو ' المشعوذة ' كما تدعوها . . و لكنها تتبع مبدأ { إن الغاية تبرر الوسيلة }
التقطت حقيبتها لتبدأ رحلة البحث عن ضالتها , إبتسامة واسعة أخذت مكاناً على وجهها ظناً منها أنها أمسكتها . . لكن الخيبة بدت واضحة على وجهها عندما وجدت أنها أخرجت قلماً , لكنه ليس ملكها

كيف وصل إلى حقيبتها بحق السماء السابعة ؟!

لكنه كان قلماً جميلاً , أسود اللون لامع , قلم حبر سائل ذو طابع كلاسيكي كتبت عليه كلمة ' Panemorfi ' بلون ذهبي و التي تعني ' جميلة ' باليونانية . . لقد راقها القلم بلا شك ! أمسكت به لتعود بالبحث داخل حقيبتها , و تبتسم من جديد عندما أمسكت شطيرتها لتزيل عنها غلافها و تبادر بقضمها  . . تدند بلحن ما و تحرك قدميها قليلاً لتبدأ تلك الأرجوحة العتيقة بالتحرك . .

بينما تتأمل القلم !

♧ ♧ ♧ ♧ ♧ ♧

تنهد عابثاً بحاسوبه اللوحي , لقد قام بإرسال مشروعه للبروفيسور قبل عدة دقائق بالفعل , يتساءل إن كانت الصغرى قد فعلت المثل . . يتساءل إن كانت قد إجتهدت فيه كما فعل هو . . خرج من قوقعته إثر قهقهات نيكولاي
_ " ما الذي يجعلك تضحك بالرغم من أنك أتيت منذ قليل من محاضرة كوتروني ؟ "
_ " أقرأ يوميات أحدهم " أطرق نيكولاي دون أن يبرح سوداويتيه عن تلك المذكرات الوردية
_ " يوميات من ؟ " نبس أندريه بلا مبالاة فيما كان يانيس يتجرع قهوته اليومية جالساً في آخر درجة على ذلك السلم المهجور
_ " إليزابيث فيروناس " أردف الأشقر جاعلاً من أندريه يغلق حاسوبه اللوحي بعنف بينما بدأ الكستنائي بالسعال كونه قد إختنق بالقهوة

_ " ما اللعنة ؟ " نبس يانيس بعد أن إستدار إتجاه صديقه
_ " هذا إنتهاك للخصوصية و جريمة بحق ماضيها نيكولاي " نبس الرصاصي بحدة
_ " إهدأ الأمر ليس بهذا السوء . . " نبس نيكولاي مع محاولات مثيرة للشفقة بإخبار نفسه أن الأمر ليس سيئاً لهذه الدرجة

_ " أيمكنك أن تتخيل ما ستفعله بك إليزابيث إذا أدركت أن يومياتها بحوزتك ؟ " أطرق اندريه بهدوء بينما يحدق برفيقه
غرق المعني في بحيرة تكونت من ذرات خياله