الفصل الاول

1.1K 37 7
                                    


لأ اتذكر كم ليلة مرت على دون ان ابكى، أشعر بحرارة الألم، تحرق جوفى.
ما بين ليلة وضحاها فقدت من كانت تواسينى، وتحنو على حينما اخطئ.
لتأتى بعدها زوجة أبى تلك المرأة السمينة، التى قد انتزعت الرحمة من قلبها، لتحل محلها القسوة.

تلك كانت اخر كلمات دونتها ملك فى دفتر اسرارها كما كانت تسميه دوما.
فى تلك الحارة الشعبية كانت تعيش ملك برفقة ابيها الغائب دوما عن المنزل واختفاءه لأيام طويلة فى العمل، لتظل برفقة زوجة ابيها تلك المرأة الشمطاء السمينة صاحبة اللسان السليط، وبناتها، قصتها تشبه كثيرا سندريلا وما تعرضت له من زوجة ابيها ولكن هنا القدر سيقف جوارها، منذ ان تقرر ان تتخلى عن هذا الذل وتبحث عن عائلة جديدة تأويها.

اغلقت ملك دفترها وهى تزفر انفاسها الحارة، تتمنى ان يخرج ما بداخلها من ألم، انضمت لها صديقتها الوحيدة وجارتها مها، التى لاحظت عبوس وجهها

كانت الفتاتان تجلس على تلك الاريكة المتهالكة التى تستند الى احدى الجدران الخاص بسطح البناية التى تعيش فيها الفتاتان.
فقد استغلوا ذلك المكان؛ للهروب من تسلط زوجة ابيها والجلوس هنا بعيدا عن الانظار.

نظرت لها ملك بعدما تجمعت الدموع بعينيها فقالت
-تعبت يا مها اوى من مرات ابويا وبناتها والى بيعملوه فيه.

مدت مها زراعها لتحتوى صديقتها، تبث لها شعاعا من الامل لتقول
-معلش يا ملك بكرة ربنا يعدلهالك وتتجوزى وترتاحى.

تنهدت ملك وهى تمسح دموعها، وتنظر لصديقتها بيأس قائلة
-خايفة يا ملك من الى جاى انا مش عارفة هفضل كده متبهدلة لغاية امتى؟

جزت مها على اسنانها بغيظ، وهى تتذكر لسان هدى السليط، فقالت
-منها لله مرات ابوكى انا كل ما اسمعها بتزعقلك ادعى عليها.

مسحت ملك وجهها وقالت
-انا بفكر أسيب البيت، وادور على شغلانة اعيش منها واشوف انشالله اوضة فوق السطوح اعيش فيها.

هزت مها راسها بالنفى وقالت
-أنا بردو فكرت أقولك تعملى كده بس خايفة عليكى، انتى مش عارفة الزمن ده شايلك ايه... الدنيا برا وحشة اوى يا ملك ..

جاءت تلك السليطة من خلفهم وهى تقذف من فمها كلماتها القاسية  
-: انتى يا زفتة يا ملك بنادى عليكى من بدرى ايه اطرشتى .

-: حاضر  يا مرات ابويا انا  جاية اهوه ..

ارادت مها حينها ان تقف وتقبض على رقبتها وتخنقها فتمتمت بصوت منخفض
: خدك عزائيل يارب قادر يا كريم

وقفت ملك وقالت
-: اسكتى ألا تسمعك مش ناقصين مصايب ..

انهت ملك حديثها مع صديقتها لتسرع فالخطى نحو زوجة ابيها قبل ان توبخها مرة اخرى، وقفت تلتقط انفاسها على اعتاب المنزل وقالت

أنت قدرى لرونى محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن