الثَالِثْ عَشَرْ منْ اغَسطُس ~♡
يومٌ مُميّز ..
مع ضحِكاتْ الخَريفْ❥
رياح باردة تلطف الجو تزيح خصلات شعري الصفراء ، مشاهد حمراء وبرتقالية وصفراء ، مدينة يزينها الغروب ببصيصه البرتقالي ، عصافير سعيدة تحلق بين الغيوم بجماعاتٍ صغيرة تشكّل مثلث بضلعان بينما الضلع الاخر مفتوح ، انظر لها فأجدها تغرد وتغني ، بمجرد رؤيتي لهذا المنظر ابتسم لا اراديا ، بينما اسيرُ بين الطرقات استمع لاصواتٍ تعلو بين الشجر واوراق الخريف المتساقطة و الكستناء ملقاة على الارض فكانت لضحكات جماعية بين فتيات يتشاركن المحادثات فيما بينهم ...
قادتني اقدامي الى اصواتهم العالية غير واعٍ لسيري فاجد نفسي بين حديقة واسعة مخصصة للمشي تملؤها الاشجار الملونة بفصل الخريف .. كانت سعادتي لا توصف فانا عاشقٌ للطبيعة ومناظرها الخلابة بل مغرمٌ بها ، اخذت آلة التصوير خاصتي وبدأت بتسليط الضوء على الاوراق المتساقطة حتى وقعت عدسة التصوير على انثى جميلة ترتدي وشاحا احمر مع قميص ابيض مكتوب عليه عبارةٍ انجليزية وتعني "الابتِسَامَة" تجلس اخر الصف مع صديقاتها ...
كانت تلك العبارة تمثلها تماما فتلك الابتسامة لم تفارقها وحسب بل تجذب كل من يراها ويسمع ضحكاتها ، صورتُ كل ما ابصرته من ضحكات وجمال وعيناها الكرستالية تجذبُ كل من يناظرها ، بينما انا غارقٌ بين جفونها ، لتتصادم عيناها في عيناي فجأةً .. فطنتُ وانا متصنم في مكاني وكل العيونِ من حولها تراني .. لوحت لها بينما ابتسامتي شجعتني على القدوم نحوها بينما تنظر الي باستغراب وصديقاتها بدأن يتسائلن في قلوبهن عن سبب قدومي وما تريد نيتي نحوها. لأقول كاسرٌ للصمت الذي ساد بينهن:
"عُذرا منكُن انها آلةُ التَصوير هِي من قادتنِي نَحوكُن"
كن الفتيات مستغرباتٍ قليلا ولكنهن بدون سعيدات ، في النهاية طلبت مني احداهن ان آخذ لهن صورة جماعية ، وافقت لفوري بينما كانت عيناي تتركز على تلك التي جالسة اليمين ، اشحتها ثم مددت آلتي لتعدل الفتيات جلستهن ثم آخذ لقطة ، ارادت احدى الفتيات رؤيتها و قد اعجبتهن الصورة ، كانت واضحة تماما ولكن ليس كوضوحِ تلك الجميلة التي تبتسم هناك ، هي بدورها صورة متحركة بخصلاتها السوداء والذي يداعبها الهواء بينما هي مُنزعِجة من ذلك ، في تلك اللحظة شعرت بأنني "هائِم"
هائِمٌ بجمالها ، هائمٌ بأناقتها ، هائِمٌ بنظراتها الطفولية ، هائِمٌ بضحكاتها ، اسيرٌ بين عينيها ، ضائعٌ بين جمالها فلا اكاد اعرف ما ان كانت ملاكا ام هلاك ، رميتني بين شباكك ، اسرتِ قلبي بنظراتك ، حولتني من عبيدٍ للظلماتِ الى طائرٍ يرفرف الى النورِ
اندفعت لها بلطفٍ شديد سألتها ما ان كانت تريد صورةً فردية؟ فأجابت نَعم مِن فضْلك
فرحت ووقفت ثم سلطت الضوء عليها ، اوراق الخريف تعترض طريقها من خلف ظهرها لكنها نجت .. "لقطة" انهيتها مع ابتسامة هادئة لطيفة ولكن ابتسامتها كانت الطف مثل ارنبٍ صغير بريء ، اصواتٌ خافية لكنها مسموعة ، نبضاتٌ كالساعَقة تخترقُ قلبي الصغير ، رياحٌ قوية تهيج بين الامواج ، شعورٌ غريبٌ يسود بداخلي كأنها اغنياتٌ تصارعُ دجى ظلام قلبي ، إلفةٌ تُدَغدِغ قلبي، كأنها فراشاتٌ تعلو حولي ..وباءٌ ساد بين عروقي ، اذاك ما يسمى بوباء الحب؟ قلتها بصوتٍ مسموع غير واعٍ بينما هي متصنمة بمكانها ، نظرتُ اليها وعيوني تقول "أؤسرها ، عانِق جسدِها ، إجعلهَا ملكًا لك فلن تجد جمال عينيها لترسمها" .. همساتٌ ولمسات تختلط بين قلبي وعقلي ، "فالعقلُ طاغٍ يدفَعُني نحُو السّوَاد ، والقَلُب هاوٍ نَحو آبارِ الهِيِام ، فلا اظعنُ لكِ من ضَياعِي"
انظرُ اليها كلوحةٍ رَسمها فنّان ، وعَبِيرُ شَعرِها دَاعبتهَا الرِياح لتَفوح مِنه رائحةُ الياسَمِين ، عيناكِ لم تكن عادية ، بل اردتُ الحديث عنها اكثر ، امسكتُ يدكِ الصغيرة لتفطني قليلاً تسردين حبي بسؤالٍ لا تجيبهُ الكلماتُ سوى العيون.
لتردفي "ما الذي اعجبك فيّ؟
لأجِيب "ان قال قيس بان الليلَ جَمَعهُ بلَيلى فالنهار جمعني بزهرةِ الاغَابُونثُوس خاصتي"
اطلقتُ عِنان مشاعري لأجيبها بأشعاري حتى تفيض وجنتاها فتصبح كفراولةٍ تُركية ممزوجة بالحب الخالص ، لكن تلك الدموع عانقتها فأعاقت جمال لمعة عيناها ، ايا زهرتي اقلتُ اني عنيدٌ في حبي لكِ؟ ام كنت انانيّا فدخلت قلبكِ بلا اذن ، ان كنتُ كذلك فآسفٌ آسف واعلم بأن الاسف ليس حقٌ ، آهٍ كم كنتُ قاسٍ في غزلي ، كيف اسامحُ قلبكِ العطوف؟ استكرهيني وترفرفين كجناحي الحوصل بعيدا عني؟ احد العامةِ قال لي مرة "عِش رِجبًا تر عجبًا"
فلا اكذب اني قد رأيت الغرائب اكثر من العجائب ، تساورني حبالٌ تمر بين اوردتي ، تقيد قلبي الذي بدأ يهتز ولكنه نجا هذه المرة بكلامها العذب "استكون ذلك السيد الذي يطيع اوامر ملكته؟ ان كنت كذلك فأقبلك اسيري في دجى روحي تحارب داخل ساحة معركتي"
اشير الى قلبي بنبل "نعم يا ونيسة قلبي سأكون لكِ ذلك الفارس المغوار تهابه الجرذان من صواعق غضبي"
انهي ما بدأناه بقبلاتِ الانتصارِ ممسكا بيدها نسيرُ نحو دربِ الأُلوف ♡
THE END