3

61 8 20
                                    

خَيْمَةُ الليلِ موحِشة ، فِكْرَةٌ حَديثةُ الولوجِ إلى ذِهنِي ، جاءَ بِها بارِدُ الجَوّ ، و عدَّلَ من أثَرِها سنَا البَدْرِ الوحيدِ تَواجُداً في غسَقِ القريةِ الجبليَّة.
أَجلِسُ وَحيْداً أمامَ بابِ البَيْت ، و نَحِيبُ السَّيِّدةِ العاجِزَةِ ما يزالُ يَشُقُّ الصَّمتَ فيما حَوْلِي ، وَ كأنَّه ما سَكَنَ مُنذُ ساعات ، و كأنّ السّيّدةَ ما غادرَتْ منذُ ساعات.
أشعرُ و كأنَّ عَجْزِي في العَوْنِ واحدُ أسبابِ مصابِها ، شعورٌ مزعج ، يزيدُ البردَ سطوة

_"وين وين!"

ذُعِرْتُ بادِئَ ذيْ بِدْءٍ ، إلّا أنَّني و في غضونِ ثانيتين اثنتين استعدْتُ رُشدِي و أحطْتُ علماً بما حدث.
لا ألومُ نفسي على ذُعرِها في حالِ ما لاحظَها أحد ، فَقَدِ اقتحمَ الصَّوتُ دونَ تَمهيدٍ رأسي ، و شتَّتَ كامِلَ ما كانَ يدورُ فيه.
نهضْتُ أبحَثُ في مُحيطِ كوخِنا عن صاحبِ الصَّوْت ؛ لن يُظهِرَ صديقِيَ العزيزُ نفسَه بسهولة ، فقد أذنَبَ و نعتَنِي ب وين وين ، و هوَ على عِلمٍ بأنَّني أبغُضُ هذا اللقب.
هَرْوَلْتُ نَحوَه حالَما بانَ لي ظِلُّه ، ثمَّ قَفَزْتُ فوقَ ظهرِه أوقِعُه أرضَاً ، أكادُ أجزمُ بأنَّ القريةَ سُكَّانُها باتوا جميعاً على عِلْمٍ بلقائنا هذا ، و قد رآنا مُعظَمُهم نتراقَصُ كمجنونَينِ فَوْقَ الثلجِ و نتبادَلُ أدوارَ القطِّ و الفأرِ بعدَ كلِّ ضربةٍ يسدِّدُها أحدُنا للآخر ، و بعدَ عشرِ دقائقَ تقريباً ، تمكّنْتُ من مُحاصرَتِه و في يدِي كرةٌ ثلجٍ ضخمةٍ أهدّدُه بها

_"أستسلِمُ سيِّد وين وين!"

رفعَ يديه أخيراً و هو يحدّقُ في كرةِ الثّلج ؛ كنتُ سألوّنُ وجهَه بها لو لم يَستَسلِم ، و كَنْتُ سأفعَلُ على سائرِ الأحوالِ لولا أنَّه عائدٌ حَديْثاً من سَفَرِ شَهرَين كاملين.
رميتُ الكرةَ أرضاً أعطيه الأمان ، فأسندَ ظهرَه إلى جدارِ الكوخ ، ثمَّ هبطَ شيئاً فشيئاً حتّى جلسَ أرضاً.
بدا لي تَعِباً ، لذلكَ ما سألتُه شيئاً و لا ضايقتُه ، و ذهبْتُ بهدوءٍ أجلِسُ فَوْقَ الصَّقيع كما فَعَل ، أنتَظِرُ أن يبادِرَني حديثاً ما ، أن يُعَبِّرَ عن شوقِه لِصِحبَتِي مثلاً ، أو أن يَحكِي لي عن حَدَثٍ مُحرجٍ واجَهَه على العادةِ في بَيْتِ جَدَّتِه ، أن يخبرَني بأيِّ شَيْءٍ مهما كانَ سخيفاً ، حتّى قصصُه المُختلَقةُ عن إعجابِ الفتياتِ به ، لكنَّه ما نطقَ أبداً و لوقتٍ طويل ، و أنا ما تفهّمتُه طبعاً ، لا يُمكِنُكَ الاحتفاظُ بلسانِكَ أمامَ صديقٍ قريبٍ ما رأيتَه لأشهُر!
لكمتُ كتفَه برفقٍ أجذبُ انتباهَه ، فأصدرَ تنهيدةً بانَتْ لي على شكلِ بخارٍ طريفٍ يتصاعدُ من فمِه ، ثمَّ ارتمى ببلاهةٍ إلى يمينه و تمدّدَ فوقَ الثّلج

_"لوكاس! ما بِك!؟"

_"أحمِلُ لكَ مُفاجأةً سارَّة"

_"أخبِرني"

_"رسِبْتُ مُجدَّداً"

شاركتُه في تلك اللّحظةِ حركاتِه البلهاء ، تنهّدْتُ و استلقيتُ إلى قربِه ، بغيةَ ألّا يُحِسَّ بجدّيّةِ ما يقول.
هذا رسوبُه الثّالث ، و لهذا نتناولُه بكلِّ هذه الجنائزيّة ، و على الرَّغمِ من أنَّنا ما تَوَقَّعْنا نجاحَه و لا حلمنا به ، فهوَ يخوضُ مجالاً لا يطيقُه في مكانٍ بعيدٍ عن جميعِ أصدقائه ، و فقط لأنَّ أبواه يجدان فيه مصلحتَه

_"لا بأس.."

_"لا تحاوِل مواساتي سيتشنغ.. و لا تَقُل أنَّني ما زلْتُ أستطيعُ أن أعوِّض ، انتهى الأمر ، سننفصل"

نهضَ ينفضُ الثّلجَ عن ملابسِه ، و تركَني أتساءلُ عن معنى قولِه دون أن أبذلَ أيَّ جهدٍ لأجلِ تحليله.
لوكاس هذا لم تربطه علاقةٌ بأيّةِ فتاةٍ منذُ ثلاثةِ أعوام ، أي مُذِ انتقلَتْ جارتُه إلى المدينة ، جارتُه التّي كان أهلُ القريةِ كلُّهم على علمٍ بأنَّه معجبٌ بها ، إلّا هي.
أمّا أنا ، فلم تربطْني أيّةُ علاقةٍ مطلقاً ، لا وهميّةٍ كما لوكاس ، و لا حقيقيّةٍ كما يتمنّى

_"من سينفصل؟"

_"أنا و الكُليّة ، ستجِدُ أفضلَ منِّي كما سأجدُ أفضلَ مِنها"


.

.

.

🔔 Ding-dong🔔

🌻Time to say I love you!💛


.

.

.

هوني هناا🥺🥺🧡🧡✨
هوني تحبكم تحبكم تحبككممم🥺🥺😭😭😭🧡🧡🧡🧡🧡🧡
محبتكم لقصتنا الصغيرة هي أعظم هدية ممكن فكر احصل عليها بيوم من الأيام ، شكراً لكم من كل قلبي ، أنتم أمل هوني🥺🧡🧡
كونوا بخير🥺🧡🧡🧡
أحبكم🥺🧡🧡🧡🧡

هوني هناا🥺🥺🧡🧡✨هوني تحبكم تحبكم تحبككممم🥺🥺😭😭😭🧡🧡🧡🧡🧡🧡محبتكم لقصتنا الصغيرة هي أعظم هدية ممكن فكر احصل عليها بيوم من الأيام ، شكراً لكم من كل قلبي ، أنتم أمل هوني🥺🧡🧡كونوا بخير🥺🧡🧡🧡أحبكم🥺🧡🧡🧡🧡

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
جَرَس ~ Win-Winحيث تعيش القصص. اكتشف الآن