7

34 5 10
                                    

وجودُ لوكاس في موقعِ العملِ كانَ نافعاً على العكسِ تماماً ممّا توقّعت ، بل و نافعاً جدّاً إلى حدِّ اقترحَ واحدٌ من المسؤولين العنيدين توظيفَه معنا ، و وافقَ الغالبيّةُ هذا الاقتراح ، ما تبقّى أمامه إلّا إتمامُ بعضِ الأوراقِ و سيستلمُ مركزاً مأجوراً معنا بشكلٍ رسميّ.
ساعدَنا في حملِ بعضِ الأغراضِ بفضلِ قوّتِه العضليّةِ التّي تفوقُ قدرةَ كثيرٍ من العُمّالِ المُتعلّمين ، و في فحصِ الجدران ثمَّ السّلالمِ إلى أعلى و قابليّتِها على حملِ النّاسِ بصفتِه طالبَ هندسةٍ مدنيّة ، و على الرَّغمِ من أنَّه لا يطيقُ هذا المجالَ و رسبَ فيه مرّاتٍ عديدة ، إلّا أنَّه بدا للجميعِ ضليعاً فيه.
أتممنا بادئ الأعمالِ في غضونِ ساعةٍ و نصفِ السّاعة ، ثمَّ بدأنا التّخطيطَ للانتقالِ إلى الحجرةِ العلويّةِ حيثُ الجرس ، أخبرنا لوكاس بأنَّ مثبّتاتِ الدّرجاتِ الحديديّةِ في الجدارِ متينةٌ بشكلٍ متفاوت ، و بأنَّه قَدْ لاحظَ تصدّعاتٍ كثيرةً في الجدارِ الخلفيّ الذّي تُعلَّقُ في لبِّه هذه الدّرجات ، لهذا يُفضَّلُ أن نصعدَ واحداً تلو الآخرِ و ننتبهَ إلى متانةِ السّلالمِ و القضبانِ الواصلة ، و أسرَّ لي بأنَّ إمكانيّةَ أن يهوي الجدارُ بالسّلالمِ و من يتسلّقُها يجبُ أن توضَعَ في عين الاعتبار.
سارَتِ المفاوضاتُ على خيرِ ما يُرام ، و قضَتْ بأن أصعدَ أنا خفيفُ الوزنِ أوّلاً ، ثمَّ يتبعَني لوكاس المتخصّصُ حالَ أصل ، و بعدنا سيصعدُ العمّالُ المكلّفون بالأعمالِ في الأعلى ، و بذاتِ النّهجِ الذّي اتّبعناه.
زفرتُ متأهّباً و تلوتُ بعضَ الصّلواتِ العشوائيّةِ في سرّي ، ثمَّ وضعتُ يدي على القضبان الحديديّة و بدأتُ تسلّقَ السّلالم.
أوّلُ خطوةً كانَتْ مرهبة ، و الثّانيةُ و الثّالثة ، ظلَّتْ رهبةُ قولِ لوكاس ترافقُني حتّى الدّرجةِ العاشرة ، و هناك تركَتْني لرهبةِ المرتفعات ، و للصّوتِ الدّاخليّ الذّي يطالبُني بالنّظرِ إلى أسفل ، و لا أستجيبُ له.
و أخيراً ، بلغْتُ الدّرجةَ الأخيرةَ فالحجرةَ العلويّة ، هناك حيث بدأَ لمعانُ الجرسِ يتسلّلُ إلى لبِّ مشاعري ، و على الرَّغمِ من أنَّني لا أستطيعُ تحديده من بين الأغراضِ الأُخرى ، فأجزاءُ الجهةِ اليُمنى من السّقفِ متناثرةٌ في كلِّ مكان ، و ضوءِ الشّمسِ يتسلّلُ من بين الفراغاتِ التّي خلّفَتْها ، و دون أن يمسَّ المجسّمَ الهاوي أمامي

_"وصلت!"

ظهرَ رأسُ لوكاس فجأةً إلى قربي فأفزعَني ، كُنْتُ غارقاً في تأمّلِ شكلِ الأنوارِ و انعكاسِها على الأخشابِ المتناثرة ، لا أدركُ ما يحدثُ في خاطري ، فأنا أرى هذا الدّمارَ و في ناحيةٍ منه.. جميلاً!
التفتُّ نحو لوكاس آنَ نهضَ و وقفَ إلى قربي ، انتظرتُ حتّى شغّلَ مصباحَه اليدويَّ و أسقطَ الضّوءَ على الجرس ، و إذ به يردُّ الضّوءَ بشكلٍ خافت ، فقَدْ حُمِّلَ سطحُه بالغبارِ و الأتربةِ و شظايا السّقف

_"هذا هو"

_"مرحباً به"

تبسّمنا لبعضنا البعضِ محتفيين ، واحدٌ من أكبرِ أحلامِ طفولتِنا يرقدُ أمامنا الآن ، و ينتظرُ أيدينا كي تقيمَه و تُحقَّه.
سمعنا ضجّةً في الأسفلِ على حينِ غرّة ، لم نكترث بها لأوّلِ وهلة ، لكنَّها و في غضونِ ثوانٍ باتَتْ عظيمةً لا يمكنُ تجاوزُها.
هرعنا إلى فتحةِ السّلالمِ ننظرُ إلى أسفل ، و إذ بقضبانِ السّلالمِ الحديديّةِ تتزعزعُ أسفلَ خمسِ عمّالٍ يتعلّقون بها

_"اصعدوا واحداً تلو الآخر! ماذا تفعلون!؟"

شرعَ لوكاس يصرخُ بالعمّال ، في حين رُحْتُ أنا أراقبُ طوبَ الجدارِ المُتصدِّعِ و أترقّبُ المصيبة..
سيهوي هذا الجدارُ في أيّةِ لحظة!

.

.

.

🔔 Ding-dong 🔔

🍯Time to say I love you!🧡

.

.

.

هوني هنا🥺🥺🧡✨
طابَ يومكم يا أحباب قلبي🥺🧡✨
أتمنّى أن تكونوا على أحسن حال ، و أن توفّقوا فيما تفعلون🥺🧡✨
أحبكم🥺🧡✨

جَرَس ~ Win-Winحيث تعيش القصص. اكتشف الآن