إقتبـاس

2.9K 50 42
                                    

.
.
.
.
.

اتسعت ابتسامته المستفزة وهو يرفع وجهه إلى كلٍّ من جدّه ووالد كارمن بينما عيناه مصوبتان نحو كارمن التي استشف رفضها رغم ادعائها الحماس منذ خروجها معه للتحدث في الحديقة على انفراد يحمحم يجذب أنظارهم إليه موجهًا سؤاله لها بذات البسمة ناطقًا بسخرية :

ــ إذًا والعريس .. من أين اتفقتِ أن تجلبيه أنتِ ووالدك؟

قهقهت كارمن بتوتر مصطنعةً المرح وهي تثني على ثقل ظله بصوتٍ رقيق :

ــ دمك خفيفٌ للغاية واللهِ

أما والداها فابتسما بمجاملةٍ، بينما التقط جده الجالس جواره ما ينوي حفيده فعله، فرشقه بنظراتٍ غاضبة مستترة، تجاهلها حفيده مدعيًا عدم ملاحظتها وعاد يحدّث كارمن وقد رفع أحد حاجبيه سائلا إياها باستخفاف :

ــ أحقًا تظنينني أمزح معكِ؟ ..... يا لطيبة قلبِك

هذه المرة لم يكتفِ جده بالنظرات بل لكزه خِفية بقسوة ناهرًا إياه عما يفعل
وللمرة الثانية تجاهل حفيده تحذيراته، بل وجّه حديثه هذه المرة لوالد كارمن الذي يبتسم بتوتر خشية أن يفسُد الأمر :

ــ على حد معرفتي ففي مثل هذه الجلسات الجميلة التي تفوح منها رائحة القبول والحبور والكريمة المخفوقة يُأخذ رأي العريس أيضًا .... أم أني شفاف أمامكم؟

ابتلعت والدة العريس المفترض لعابها بتوتر وزاد الأمر سوءًا حين رماها جد ابنها بنظرة حانقة آمرًا إيَّاها بحدة وصوتٍ خافت وصلها وحدها مشددًا على كل كلمة نطقها :

ــ إجعلي ولدك يصمت ... حالًا

أومأت له والتوتر يفترس ملامحها الوديعة ثم استدارت لتهمس لـ ابنها أن يتوقف عما يفعل لكن وقبل أن تنطق وجدت ابنها قد سبقها وهي يلقى جملته التي أفسدت كل شيء بمنتها الإستفزاز :

ــ حسنًا يا عمي بما أنك لم تطلب رأيي من الأساس فاعذرني سأتبجح وأقوله دون طلب ...... أنا لست موافقًا

.
.
.
.
.

#العهـد_القديـم
#أمنيـة_أشـرف
#عابثة

العه‍د القديمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن