قدر غريب/strange fate

الفصل 7

"نحن نعلم الآن أن الكائن البشري يتميز بخوفين كبيرين لا تشعر بهما الحيوانات: الخوف من الحياة والخوف من الموت."

- إرنست بيكر
.
.
.
________

ظهر الغضب على ملامح آني لتقول بصوت مرتفع
"لقد تحدثت يا هذه"
انطلق صوت بكاء جيينا التي في حضن الخادمة خلف فاسيليا، وقف سايرس ليحمل اخته في حين ان فاسيليا رفعت اعينها بغضب ناحية آني فهي قد تتحمل اي شيء الا ان ترعب اخويها الصغيرين، وقفت لتأخذ جيينا من حضن سايرس و طلبت منه الجلوس في مكانه في حين ان آني قد اخدت مكان فاسيليا و بدأت بتناول طعامها كأن شيئا لم يحصل بينما الجميع يراقب تصرفاتها و ينتظرون ردة فعل فاسيليا...لم تتوقف جيينا عن البكاء بسبب شعورها بالجوع لتقول اني بغضب
"اصمتي ايتها اللعينة و دعينا نتناول طعامنا بهدوء"
هنا بالذات تحولت اعين فاسيليا من ذهبي بارد الى ذهبي مشع مما يبين ان جريتا قد اخذت السيطرة جزئيا، وضعت جيينا على سريرها الصغير لتقول بصوت ممتزج بصوت فاسيليا الحنون و غضبها المشتعل
"لقد تجاوزت حدودك، اعيدي التكلم عن الطفلين او عن فاسيليا و ساقوم انا بانهاء حياتك"
نظر لها الجميع بصدمة قبل ان يقف سايرس و يمسك يدها، عادت اعين فاسيليا للونها الطبيعي، ابتسمت لسايرس قبل ان تنحني الى مستواه و تطبع قبلة على خده، فيليكس الذي منذ جلوسه يرفض ابعاد نظره عنها، هو يحس بكل المشاعر الجميلة ناحيتها لكن هذه الملقبة برفيقته هو لا يحس حتى بشرارات جراء ملامستها له، لن يكذب لقد اثار اعجابه طريقة دفاع فاسيليا عن الصغيرين و هي تستحق لقب اللونا اكثر من اي فتاة اخرى....

توجهت فاسيليا الى جامعتها هي و الفتيات بعد ان اوصلوا سايرس و قد اخبرته انها ستمر لاصطحابه باكرا من اجل حفل القمر الاحمر الليلة، طوال الطريق لم تتوقف الفتيات عن الثناء على طريقة تصرفها.....كانت تجلس في الفصل و تفكيرها مشوش، هي تعتقد انها واقعة في حب فيليكس و هذا محطم حتما كونه يمتلك رفيقة، و من الاصل كيف سيحبها و يجعلها تكون لونا مملكته و هي لا تمتلك ذئبة حتى، انها ضعيفة و لن تتمكن من تسيير قطيع حتى فكيف تكون اللونا الملكة، نظرت الى الساعة في هاتفها لتنفخ الهواء بملل، لم يمر وقت طويل حتى رن الجرس ليخرج الجميع، توجهت هي و الفتيات الى مدرسة سايرس التي لا تبعد الا امتارا قليلة عن الجامعة، ركض سايرس عندها ليحتضنها بابتسامة لطيفة، حملته ليقول
"فاسي اختي لقد كان اليوم رائعا و انا متحمس من اجل الحفلة"
قبلته فاسيليا على خده و هي تمشي ناحية القصر الذي كانت الزينة تحيط بمدخله و كل هذا من تنظيم فاسيليا، التقت في المدخل بآني التي تعلق على كل شيء و تقول انه لم ينل اعجابها رغم ان الجميع منبهر من جمالية المكان، لم تهتم لها و دخلت الى القصر متجهة الى غرفتها، التقت في طريقها بينما تتحدث مع سايرس بفيليكس و الفيس معهما ادونيس و شقيق كارين جايك، ابتسمت لهم باتساع و هي تحاول عدم النظر في اعين فيليكس، القت التحية على الشباب بينما جايك قد عانقها بقوة ليقول
"فاسي يا فتاة اشتقت لك، من هذا الوسيم الصغير"
قهقهت له لتقول بمتعة
"هذا سايرس شقيقي الصغير"
ابتسم جايك ليصافح سايرس و هو يبتسم، كل هذا تحت انظار فيليكس الغاضبة واعينيه التي تحول لونها من ازرق سماوي الى ازرق بلون عمق البحر....بعد ان دخلت فاسيليا الى غرفتها قامت بتحميم سايرس و البسته بذلة رسمية باللون الاسود اظهرته في غاية اللطافة بينما جيينا البستها فستانا ورديا و ابيض و طلبت من الخادمة ان تنزلهم عند جايك كي يبقوا معه ريتما تتجهز الفتيات و هي، استحمت لتصفف شعرها بتموجات و ارتدت فستانا احمرا مثل لون القمر الليلة و اضافت عقدا الماسيا اسود و اقراطا من نفس التصميم، و هذه المرة كان الفستان طويلا بدون اكمام و ضيقا مما ابرز منحنيات جسمها المثالية، انهت اطلالتها بكعب اسود عالي نظرت الى المرآة لتبتسم بجانبية، لاول مرة تكتشف هذا الجانب المثير منها...خرجت من الغرفة لتنزل الى الاسفل بعد ان أخبرتها الخادمة ان الفتيات قد سبقوها حيث يجتمع الجميع، كان صوت كعبها كل ما يسمع وسط ضحك الشباب، رفعوا نظرهم للدرج ليفتحوا افواههم من الصدمة فاسيليا الطفلة الصغيرة تحولت الى شابة مثيرة حد الجنون، وقف سايرس ليقترب منها بابتسامة طفولية و مد يده باحترام لها، ضحكت فاسيليا قبل ان تمسك يده و تقدمت الى حيث يجلس البقية
"فاسيليا اين كنت تخفين هذا الجمال كله يا فتاة"
نظرت فاسيليا الى كارين التي ترتدي فستانا باللون الازرق السماوي باكمام شفافة و يصل الى اسفل ركبتها بقليل بينما شعرها مرفوع للاعلى برقي، ابتسمت لها لتقول
"و انتن ايضا تبدوان غاية في الجمال"
وقفت هايدي التي ترتدي فستانا طويلا باللون الاخضر الملكي و هي تحمل جيينا لتقول
"شكرا حبيبتي، و الان خدي اختك انها ترفض البقاء مع احد غيرك"
ابتسمت فاسيليا لتمسك جيينا عندها و استدارت لتجلس على الاريكة، الا انه من حضها لم تقع اعينها الا على فيليكس الذي يرتدي بذلة سوداء و يمسك بيد آني التي تألقت بفستان ابيض قصير و فاضح الا انه جميل، ابتسمت لهما بحزن و جلست و في حضنها جيينا، كان الجميع مستغربا من ابتسامتها التي اختفت فجاة ليظهر محلها الحزن.