الفصل الأول

552 27 8
                                    

في إحدى الأحياء الشعبية، منزل قديم مكون من أربع طوابق، في الدور الثاني نجد في إحدى الغرف فتاة نائمة وخصلاتها الطويلة متناثرة حولها، إنها ليلى صاحبة العشرون عاماً طالبة بكلية التجارة، بدأت تتقلب في سريرها بتأفف عندما إستمعت إلى أصوات الباعة الجائلين تزامنًا مع دخول نغم أختها الصغرى:

نغم: صباح الفل يا لولو، نفسي مرة واحدة ألاقيكي صاحية بدري، قومي بقى هتتأخري، مش عندك كلية.

ليلى(وهي تلقى الوسادة وتعدل خصلاتها): هو الواحد عارف ينام في البيت ده، مش كفاية الهيصة اللى تحت، انتي كمان داخلة بدوشتك.

نغم: بقولك إيه أنا واحدة وراها ثانوية عامة ومش فاضية لدلعك ده، غيرى هدومك ويلا، ماما زمانها حضرت الفطار.

تركتها نغم واتجهت للخارج، ازالت الغطاء وبدأت في تغيير ملابسها، قاطعها رنين هاتفها، نظرت إلى الشاشة المضيئة وجدت اسم صديقتها منى:

ليلى: صباح الورد يا قمر.

منى: أهو صباح يا ختي، هتعملي إيه النهاردة هتروحي الكلية ولا نزوغ كالعادة.

ليلى: أنا مش معايا فلوس، مفلسة ع الآخر، أهو نروح نشوف محاضراتنا ونقعد مع صحابنا شوية.

منى: وسي الدكتور بتاعك فين، ما تاخدي منه قرشين.

ليلى(بسخرية): ده عايز اللى يسلفه، حاجة هم، شوفتي العربية اللى كان راكبها حسام إمبارح.

منى: هي العربية بس، ده أنا سمعت أنه كان عامل حتة حفلة إمبارح، أهي دي الناس اللى عايشة بصحيح.

ليلى: اه يا بت يا منى لو أعجبه ويحبني، تبقى صحيح الدنيا ضحكتلي.

منى: يابنتي الناس دول بياخدوا اللى في مستواهم، هيبصلك أنتي على إيه.

ليلى: ده أنا قمر، بس هما شوية لبس يخلوا الجمال المستخبي ده يبان.

منى: بصراحة أنتي أحلى واحدة في صحابى، عيون ملونة، أنتي كلك على بعضك ملونة.

ليلى(وهي تلعب بخصلاتها أمام المرآة): أومال يا بنتي، هو يحيى هيتجنن علية من شوية.

منى: هو كحيان وأنتي شرحه، يعني فولة واتقسمت يا فالحة.

ليلى(وقد إستمعت إلى والدتها وهي تنادي عليها): هو أنا لاقيت غيره وقولت لأ، أحسن من مفيش واسمه برده دكتور، سلام بقى عشان ماما بتنده علية.

أغلقت الهاتف وأنهت ارتداء ملابسها واتجهت للخارج، وجدت والدها ويدعى حمدى ووالدتها عزة يتناولون الإفطار وبجانبهم نغم تأكل وهي تمسك بإحدى الكتب الدراسية الخاصة بها، جلست بجانبها:

لقاء مختلفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن