0 - 4

81 7 0
                                    

"جوليان! هنا هنا!"

بعد جولة من أنظاره بالمكان، ملهى ليلي به كل شيء ولا يغض النظر عن شيء، التفت جوليان إلى مناديه روجر الذي يجلس بأحد الأرائك يحيط ذراع فتاة بيده اليمنى ويحيط أخرى تتعلق به بيسرها والتي رفعها ليجذب نظر جوليان

تقدم الآخر يرمي نظرات حارقة للجميع وجلس قبالة روجر يجمع يديه بغير رضا

"استمتع يا رجل، لا تكن عبوسا" تحدث روجر بنبرة تحد مخمور والتفت يلاعب عاهرته مجددا فيما تنهد جوليان متمتما بكم يكره التجمعات والصخب

"هل ترين هذا الشخص يا صغيرة؟ هذا الشاب ذو خمسة عشر سنة فقط أتصدقي؟ انه قاس الوجه، شديد اليد، دماؤه مليئة بالغضب والحقد، إنه وحش، وحشي المفضل الذي يحقق لي أرباحا طائلة، اعرفك على جوليان ذراعي اليمنى"

نظرت الفتاة نحوه، لم يكن يعيرهما انتباها كان يراقب ما حوله فقط يتجرع كأسه مرة بكل دقيقة، لا يريد ان يثمل لكنه عطش وتستهويه هذه الكأس

"أظن أنه وسيم، أنظر لخصلاته السوداء كما لو كان إله اغريقي، ذراعه مفتولة تجعلني اتخيلها حولي وأنا أضاجعه، يدك اليمنى كنز بكل منحنى"

"لست مهتما برؤيتك على سريري" رد جوليان دون حتى ان ينظر لهما بينما انفجر روجر ضحكا، يجد الأمر ممتعا

نهض جوليان فجأة متجها صوب مكان معين، لم يعره روجر انتباهه بل كان مركزا على شهواته هذه المرة

"اتركني سيدي، انا نادلة فقط وليس كما تظن" توسلت الفتاة بنظراتها إلى ذلك الرجل الذي يسحب معصمها بقوة رغم محاولاتها بالافلات منه بهدوء وبدون مشاكل

"هيا! سيكون الأمر ممتعا!"

"صغيرتي، شكرا لإنتظارك، لنذهب" سحب جوليان ذراعها بدون ان ينظر للرجل حتى لكن الاخر اوقفه غير راضي بسرقته لوجبته بهذه السهولة

"عد لأمك أيها القاصر واترك هذه لي"

"لا تريد العبث معي صحيح؟" سأل جوليان بابتسامة جانبية ينظر إلى بضعة أتباعه الذين هموا لمساعدته "اوه لا يمكنني التكفل به بمفردي"

ارجع جوليان الفتاة خلفه ووقف يقترب منه خطوة خطوة بهدوء حتى صار قبالته مباشرة، وبسرعة خاطفة صارت سكينة صغيرة موجهة اسفل عنق الرجل الذي خشي حتى من ابتلاع ريقه

"لا تريد مواجهتي مجددا صحيح؟" ردد جوليان مرة اخرى وامال راسه على السؤال، عندما لاحظ ذعر الاخر تراجع ساحبا الفتاة خلفه إلى الخارج

أفلت كف الفتاة عندما صارا تقريبا... تقريبا وحيدين

"ما اسمك؟"

"إلانور"

"أنظري إلانور، تعلمين أن العمل 'هنا' كنادلة لا يفرق بشيء عن عملهن، إذا لم تكوني تريدين هذا يمكـ..."

"أعلم سيدي!"

"كم عمرك؟"

"سبعة عشر سنة سيدي!"

"لا داعي لسيدي هذه أنت أكبر مني بالفعل، أيا يكن، صحيح أني حاولت هذه المرة إخراجك من ورطة دون أن أتسبب بطردك من العمل لكني لن أتواجد دائما هنا، جدي حلا لنفسك"

"لا يمكنني! أحتاج للعمل، ليحدث ما يحدث" أخفضت رأسها تنظر بأسى إلى مقدمة حذاءها تجمع يديها حول تنورتها القصيرة

"شـ...شكرا لك على أي حال... كـ... كان ذلك نبيلا منك" اشتعلت وجنتاها حمرة وهي تكاد تلصق وجهها بالأرض من فرط خجلها

اتسعت عينيها عندما شعرت بابهامه وسبابته أسفل ذقنها يرفع وجهها إلى مستوى أنظاره، لديها عينين خضراوتين مع نمش يمتد من وجنتيها إلى مقدمة أنفها، شعرها متباين بين البندقي والأشقر

"لا عجب أن أنظاره حطت على نادلة، أنت جميلة" همس بينهما فلاحظ احمرارها مجددا وهي متيبسة تحت لمسته الصغيرة لها لكنه تراجع وملامحه مستاءة

"مهما حدث! حاولي الصمود!" منحها بسمة صغيرة مشجعة، هي رمشت بضعة مرات تطالع زرقاوتيه في تردد

"اتفقنا؟" سألها مميلا رأسه، فنفضت رأسها من شرودها وأومأت مرات عديدة مؤكدة ثم ابتسمت اخيرا بشكل جديد على قلب الفتى الذي توقف للحظة

"احتفظ بجزء الخير بين كل الشر" شجعته مجيبة فرفع يده بتحية وقد التفت مغادرا

"وداعا"

[The Dark Shadow] - Short Story -Where stories live. Discover now