ليلة طويلة

144 37 4
                                    

بعد إنتهائي من وجبتي السريعة ... أخفيت بسرعة الشوكة خلفي ... في إنتظار مغادرة السيد باريس

سألت بفضول " ماهو سر السيدة مارسيا؟؟"

إلتفت الأن نحوي وأردف " ماذا تقصدين"

" أنا متأكدة أنك تعلم أن السيدة مارسيا كانت تدفع لسيد أناتولي مبلغ من المال فقط من اجل ان لا يبوح بسر ما ... ماهو؟؟"

إبتسم " اووه فهمتك .... حسنا لن تصدقينني لكن ..السيدة مارسيا هي والدتي"

شهقت "ماذا؟؟"

" حتى أنها تعلم بكل ما جرى و يجري ...ولكي أفاجئك أكثر هي من قتلت مورفيني "

فغرت فاهي ولم أصدق ما كان يقوله
الأن فتح باب القبو يهم في النغادرة الا أنه قال بصوت بارد

" سأعود حالا ... لا تحاولي فعل شيئ غبي كي لا اقتلك"

كانت الساعة العاشرة مساءً حين نجحت في الاخلص من السلاسل الحديدية ... أخذت أنظر إلى الغابة الممتدة من حولي إلى النباتات العشوائية و الأماكن الصخرية المغطات باللبلاب

"إنني مستعدة أنني أراهن بقميصي هذا انني لست في المدينة الشمالية " قلت و أنا احك رأسي

غادرت مكاني وسرت وسط الغابة المعتمة والكثيفة الأشجار ثم نزلت منحدرا ممسكة بالصخور الناتئة
تطلب مني الإبتعاد عن ذلك المنزل عشر دقائق وحتى الأن كنت أشعر أنني في متاهة .... كنت أشعر بالدوار و كان التركيز صعبا...ولم أجد سبيلا للهروب من هذا الكابوس ومع مرور الزمن إزدادت المرات التي سقطت فيها أرضا... أخيرا تعثرت بشيئ أسود هذه المرة وبقيت على الأرض ... ثم تكورت على بقايا الاوراق المبللة فراودني شعورا بأنه مض ةمن الوقت الأكثر مما حسبت
وكان ضوء القمر محجوبا هذه الليلة وكانت السماء غارقة في السواد ...
أيقضني المطر في وقت لاحق

"أثينا... أين أنت ؟؟ أعلم انك هنا ... تعالي لنعد الى المنزل أثينا"

كان الظلام قد هبط منذ وقت طويل حين سمعته يناديني
كنت مصابة بالدوار الشديد حين قررت أن أنهض من جديد و أتابع طريقي
لم اكن غارقة في النوم...بل كنت تائهة في غيبوبة فقط
في تلك اللحظة سمعت الصوت مرة ثانية
" أثينا... أين تختبئين صغيرتي ... تعلمين انني سأجدك....أاااااثيــــــــنا"

تواصل هطول المطر و شعرت بالماء يبلل وجنتاي كنت أحاول إستجماع قواي لأتحرك من جديد عندما رايت نورا خافتا بين الشجيرات

" مهما حاولتي الهروب سأكون دوما قريب منك "
" لن تتخلصي مني أثينا ....أتسمعينني"

بدأ الضوء يقوى تدريجيا فأنار مساحة شاسعة... وبهرت للحظة

"ها قد وجدتك... مفاجأة "

همست بضعف وأنا بالكاد أستطيع الصمود أكثر "أتركني أذهب....أرجوك "

" تعلمين انه يجب أن اقتلك عزيزتي ...أنا أسف لقد أصبحتي خطر علي " قال بحزن مصطنع

ثم رأيت إبتسامة متغطرسة شريرة تظهر.. فليكن الأمر سريعا الأن

بدأت عيناي تغمضان

رغم ما أصابني من دوار وغثيان رأيت شيئا منحني لمحة أمل .... إقتحام أندريه للمكان و دفعه بيديه ...حاول السيد باريس ضربه بالعصى ...لكن أندريه لكمه بثورة...بشراسة و بكل ما أوتى من قوة

وإنقضى عليه إنقضاض الذئب الجائع على فريسة ...أظن أنه كسر جمجمته ...ربما سحق دماغه المريض ... أخرج السيد باريس مسدسه من خصره ووجه نحوه ...أمال أندريه رأسه بهدوء و أطلق إبتسامة ماكرة وقال " أهذا ما لديك الأن؟" و لم أرى غير شخصا متوحشا يهرع بإتجاه السيد باريس كي يهاجمه ... وسمعت إطلاق نار

أما أنا فحاولت أن أتحرك واصدر صوتا ... بينما كنت أمدد يدي نحو اندريه في محاولة أن أزحف نحوه ولم أقوى حتى على الصراخ ... أردت أن أنهض و أذهب نحوه لأفعل أي شيئ لكن لم أستطع ... ركل السيد باريس أندريه بطنه بشراسة ...فتأوه بشدة ...وخرجت نافورة من الدماء من فمه

و أشهر السيد باريس مسدسه من جديد ثم إبتسم إبتسامة نصر

فزعت ...ذهلت و إنتفضت وصرخت بقوة " توووووووووقف "

أندريه لم يكن ينظر نحوي ...بل كان يحاول أن يقف ليهجم من جديد ... أبعد أندريه المسدس من يد السيد انس ...ثم راح يلقيه سائل من الضرب المبرح .. كان يلقبه يمينا و يسارا ... ويمسك برأسه و يوشك على كسر عنقه ...بل كان يحاول خلع مفاصله و فصل أطرافه عن جسمه ... يدوس على ذراعيه الممدودة و يركل رأسه كما يركل الكرة

ثم ينهال عليه على صدره و ظهره بالضرب

قال أندريه بهدوء معاكس للوضع الذي عليه
" إنتهت اللعبة "

فجأة راح أندريه يسحب السيد باريس من رجله اليمنى الغارق في الدما و المليئ بالكدمات على وجهه و في يده الأخرى يحمل العصى و هو يبتسم بعبث

وكان قميصه الأبيض ملطخ بالدماء

سمعته يقول " أتدري ماهو أفضل جزء عندي في الشجار؟"... ثم ثبته بسلاسل حديدة وعلقه على إحدى الأشجار

كان السيد باريس بالكاد فاقد لوعيه جراء الضرب المبرح

" لا يمكنك أن تحر ز... لكن دعني أخبرك ..."أضاف يهمس "حين أقتلك و أذوق طعم دمك"

ضحك أندريه ضحكة هستيرية مجنونة ... فجأة رأيت العصى تحلق في الأعلى ثم تحط بقوة على رأس السيد باريس

مفاجئة أخيرة ... ضوء أزرق ...أصوات عناصر شرطة ...مجموعة من الرجال يقتربون نحونا

سمعت أشخاص يتهاتفون بإسمي... كل شيئ يتمايل و يتداخل ببعضه... افتح عيني نور فضي ينساب من بين أوراق الشجرؤ ...قمر جديد ...صياح...

بسرعة أقبل أندريه نحوي راكضا

قال مبتسما " أنت بأمان الأن ...لقد إنتهى كل شيئ الأن"

ثم أمسك وجهي بيده وقال بحنان " سكونين بخير ... تعالي صغيرتي " نظر إلي بعينيه السوداوتين وهز كتفيه ثم رفعني عن الأرض بحركة سريعة و لينة وأخذني بين ذراعيه حيث المطر ينهمر بغزارة
وعلت بقوة مضاعفة دوامة مربكة من الوجوه كانت تنظر إلي
كان صوت أرثر الوحيد المفهوم من بين كل هه الفوضى

" سوف نصل قريبا أرجوكي تحملي حبيبتي" قال أرثر بقلق
قبل أن يغمى علي ...ولم اعد أرى غير السواد ...

𝑳𝒖𝒔𝒕 𝒐𝒇 𝑩𝒍𝒐𝒐𝒅 ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن