السر اللعين

221 44 6
                                    

كنت مضطجعة على السرير و أفكر ... لقد ساءت الأمور منذ مجيئي إلى هنا ظننت أن حياتي كانت أسوء مسبقا لكنني أصبحت متأكدة الان أن ما اعيشه الأن قد فاق كل التوقعات ...وصورة لتين لم تبارح رأسي مطلقا ... أيضا تفكيري بأرثر ليلة أمس ... حتى هذه اللحظة شعرت بحرارة في جسدي و فراشي
نظرت من حولي لأتأكد من عدم إنبعاث الدخان ... تحسست بكتفي الأيمن و كأنني لاأزال أشعر برأسه وهو متوضع عليه بل و توهمت إحمرار خداي و ارتفاع حرارتي
لقد كان ضعيفا جدا ... مرهقا جدا .... و ملائكي رغم الحزن الذي كان يغطي وجهه إلا أنه كان يلمع ....كانت ملامحه متناسقة تماما ...لكن هذا كله لم يكن هو ما جعلني لا أستطيع رفع أنظاري عنه حينها ... ولأول مرة شعرت فيها أنني قريبة منه... قريبة لدرجة إستطعت فيها قراءة كل ما بداخله بوضوح تام ... لم تكن حينها هناك أي حواجز بيننا أو غموض ... لقد بدا حقيقيا ...لا دري كم من الوقت قد مر و نحن معا نتحدث في مواضيع مضحكة و أحيانا غبية ...نستمع للموسيقى ...نتشارك اللعب من هاتفه
و لأكن دقيقة أكثر فقد راق لي الأمر كثيرا
على الأقل هذا ما كنت أعتقده
لقد كنت أظن أنني لن أستطيع النوم هذه الليلة .... لكنني كنت مخطئة ...

بسرعة سحبت البطانية و غطيت رأسي كاملا وبقيت هكذا حتى نفذت أخر جيئات الأوكسجين من تحت البطانية فأزحتها جانبا و إنتقل الهواء البارد المنعش إلى صدري إلا أن حرارتي أحرقته ...فخرج حارا مخذولا ...عدت أنظر إلى سقف الغرفة المائل و المنخفض و أتصور أعين أرثر الزرقاء تماما كزرقة اللازورد ...لا أعرف كم من الوقت مضى و أنا أتفرج على الأفكار السخيفة وهي تلعب بحماس داخل رأسي
طلع النهار منذ مدة و إمتلأت الغرفة ضوءا رماديا مزعجا أصبحت أكرهه بل و أكره السحاب الأسود الذي غطى نور الشمس المشرقة
ولم أتحرك من مكاني بل بقيت على سريري طيلة هذا الصباح ... وبعد قرابة الساعة الواحدة ظهرا جاءتني إلينا ...دقت الباب بهدوء ثم فتحته و دخلت ... أطلقت إبتسامة ودودة ثم ألقت تحية الصباح ...كنت أشعر بالخجل من مظهري الكئيب و الغير المرتب

" هل نمت جيد ؟ لا تبدين بحال جيدة ؟" قالت إلينا ذلك وهي تدقق النظر في الهالات السوداء اللتين تحيطان بعيني الناعستين
لم يكن علي أن أجيب فقد جاءها الجواب بليغا من مظهري

قالت إلينا
" ألن تحضري الدرس ... لقد سأل عنك الأستاذ بابلوس هذا الصباح فقد لاحظ أنك أصبحت كثيرة الغياب ... مالذي يجري معك أثينا؟"

كانت تقول ذلك بقلق ... لكنني كنت في حالة سيئة للغاية ...أسوء من أن أتكلم و أحكي ما يدور في رأسي الّأن

قلت " سأتحدث مع السيدة ماريسيا بهذا الشأن فلا تقلقي "

اومأت رأسها على مضض ثم قالت " حسنا نحن ننتظرك في غرفة الجلوس ... "

بعد نصف ساعة تقريبا كنت واقفة منتصف قاعة الجلوس أرتدي عبائتي السوداء و أبحث عن كلارا و إلينا ...وفورا أيتهم و هن يجلسان على أحد الأرائك عند نهاية المجلس ... اقبلت نحوهن و جلست

𝑳𝒖𝒔𝒕 𝒐𝒇 𝑩𝒍𝒐𝒐𝒅 ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن