الوحش اللطيف

202 40 18
                                    

إستيقضت على الساعة الواحدة صباحا كانت الغرفة مظلمة و باردة ... نهضت من مضجعي و انا لازلت أشعر بالنعاس لكن الباب الغرفة كان مفتوحا على مصراعيه مما اجبرني على التحرك من مكاني الدافئ ... كنت قد إستسلمت للنوم مبكرا هذا اليوم حتى إستيقضت في وقت متأخر من الليل و أنا أشعر ببعض النشاط رغم عناء اليوم

كنت قد وعدت اندريه على موافقتي لطلبه الغريب وقررنا إمضاء اليوم في المدينة وأخبرني أنه سيرافقني إلى بعض الأماكن والتي لم تسمح لي الفرصة لزيارتها برفقة  ارثر وبينما كنت جالسة في غرفتي أراقب السقف المظلم سمعت صوت وقع أقدام لعلي ظننت ذلك رغم صوت المطر الغزير
توجهت نحو الباب و إقتربت بهدوء أسترق السمع ... وسمعت همس لكنه كان قريبا
فكرت " هل هذا صوت السيد انس ؟؟

لوهلة ظننت انني أحلم وأنني لم اسيقظ بعد من نعاسي لكن فضولي كان أقوى مما كنت اعتقد فتحت الباب بهدوء و حذر شديد  وسرت على ضوء القمر أقطع الممرات العديدة و اتوقع عند كل منحنى ان اصطدم بالسيد انس ...أو ربما بالسيدة مارسيا  لكنني كنت محظوظة   فقد وصلت بسلام الى الدور الثالث ومنه الى الحجرة الكبيرة ...  كانت التماثيل الفضية و الذهبية تتألق في الفضاء ...إحتميت  بالحائط في الظلام... وأعيني على بوابة الحجرة ... سمعت صوت همس مرة ثانية... وحاولت تتبعه بخطوات حذرة ...إلى ان وجدت نفسي متجهة الى المكتبة ...كانت الطريق معتمة إلا عن بصيص ضوء القمر ينبثق من النوافذ .. كان لونه فضيا...مما جعل الأشكال المزخرفة تبدو اكثر رعبا  ... وفجأة توقفت مكاني و إختبأت خلف  باب المكتبة
كانت مورفيني واقفة تحدث شخصا لكن كل ما إستطعت رؤيته هو ظله

" لا تنكر أعلم أنك تفعل كل هذا من أجل نفسك فقط .." همست مورفيني بمزيج من الغضب والتوتر و القلق

" كلا ...كلا... أنت لا تعلمين ...أنت لا تعلمين شيئ" قال الصوت بتردد وإرتعاش

" توقف سأخبر السيدة مارسيا بكل شيئ أعدك ....ايها القاتل اللعين " صعقت بل لم أصدق ...كلا أنا لا أصدق .... وضعت كف يدي على لأمنع الصرخة من الإنطلاق و فضحي بينما كنت أحدق إتجاء مورفين وقد علا وجهي الذعر ... حاولت أن أرى تحديدا مع من تتحدث لكنه كان خارج مجال رؤيتي ...

إقترب الشكل نحوها وقال بثقة " يروقني حين تثارين غضبا كقطة لطيفة هذا يشعرني بالجنون أكثر"

همست مورفيني برعب " أنت مريض "

لكن الشكل راح يضحك بطريقة مخيفة و مرعبة ... طريقة جعلتني أسرع  أجري بكل ما أتتني من قوة دون أتلفت خلفي  لارى إن كان حقا قد راني... عبرت الابواب و قطعت  العديد من الممرات واحدا تلو الأخر  الى ان وصلت الى الغرفة أغلقت الباب بهدوء وهويت على الأرض برعب و ضعف كسقف أزيلت أعمدته وابعدت ذراعي على مكبس الباب و كتمت صرختي ... كنت الهث من التعب  بينما استندت على الباب البارد  و امسح جبهتي بيدي
إلا ان جائني صوت  جعلني اقف بسرعة
" ماذا تفعلين في غرفتي ؟؟"
ماذا ؟؟ ماهذا؟؟ لوهلة شعرت أنني في كابوس ...هذا أكثر بكثير  مما مضى في حياتي
لم أكن في غرفتي كما تصورت بل كنت في غرفة اندريه الواقعة في الدور الثاني  

𝑳𝒖𝒔𝒕 𝒐𝒇 𝑩𝒍𝒐𝒐𝒅 ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن