سمفونية الموت

239 46 9
                                    

كان اليوم التالي أفضل ... وأسوء كان جيد لأن المطر لم ينزل رغم الغيوم الكثيفة و القاتمة وكان أفضل لأنني عرفت مالذي يمكن توقعه في يومي حتى أنه لم تحدث أي جريمة قتل منذ أسبوع تقريبا و هذا امر جيد على ما أعتقد لكن السيد دانيال جاء صبيحة هذا اليوم لمكتب السيدة مارسيا و طلب منها تفقد كاميرات المراقبة ... أتساءل مالذي يمكن توقعه أن يظهر وهل سيكتشوف القاتل من خلال تلك الكامرات ؟؟.... إضافة إلى هذا كله اليوم جلست برفقة أنطون في درس فيزياء الجسيمات والصوتيات أيضا...كان يتحدث كثيرا عن شجاره أخر مرة وكان يبدو إنفعاليا و متحمسا وكنت أحاول مسايرته و التفاعل معه ثم سار معي إلى قاعة الطعام الكبيرة وقت إنتهاء الحصة ... وكنت قد إنضممت إلى مجموعته الكبيرة برفقة إلينا و كلارا ولوكاس و كذلك إيفا الفتاة التي ذهبت معنا إلى القلعة المهجورة لابد أنكم تذكرونها !
وطبعا كان أسوء يوم لأنني كنت عاجزة عن النوم مرة أخرى ...لقد مضى اربعة أيام على التوالي لا يمكنني النوم فيها وقد أصابني الأرق وهذا بات يرهقني معضم الوقت. ..حاولت كلارا إعطائي بعض الأدوية المنومة لكن ذلك لم يفي بالغرض إضافة إلى هذا كله لم أستطع رؤية كِلا من أرثر و أندريه و بينما كان الجميع يستمتع بالحديث و يتلذذ بالأطعمة الشهية المتوضعة على الطاولة الطويلة ....كان لوكاس يتكلم كثيرا عن سيارته الشوفرولي الجديدة الذي كان ينوي شرائها منذ فترة و التي كانت حلمه الوحيد و كان يحكي متباهيا قصصا طويلة عن مغامراته خلال عطلة الصيف الماضية التي قضاها خارج البلاد برفقة مجموعة من أصدقائه ولكنه لم يكن الوحيد الذي يحكي القصص عن تجاربه الماضية فالطريقة التي يتكلم بها أنطونيو تجعلك تعتقد أن قصصه لن تنتهي أبدا و في كل محطة ينهي حديثه ينطلق بقصة جديدة مختلفة تماما عن سابقتها بينما انا كنت انتظر لحظة ظهور الشقيقين الغريبين الأطوار لكن لم يحدث الأمر وراح توتري يتزايد مع مرور الوقت
ما سر هذان الشقيقين يا ترى !! فهما يختفيان فجأة و دون سابق إنذار ثم يظهران من العدم و نادرا ما يحضران الحصص
عجيب امرهما فعلا أليس كذلك!!
حوالي الساعة السادسة مساء كنت جالسة على أحد الأرائك الجلدية في قاعة الجلوس وكنت قد طلبت من السيدة أنستازيا جهاز محمول رغم ان إقناعها كان أصعب مما توقعت فهي إمرأة في مقبل سن الخمسين لطيفة جدا مع جميع الطلاب لكنها صارمة في نفس الوقت فالسيدة أنستازيا هي المسؤولة عن المكتبة
رفعت شعري القصير إلى الأعلى ثم فتحت الحاسوب ثم أدخلت كلمة المرور للوصول إلى شاشة الإستقبال تأكدت من أن جهازي مرتبط بالأنترنت ثم توجهت إلى محرك البحث و دخلت الى الايمايل الخاص بي بعد أن أدخلت البريد الالكتروني و كلمة السر وفوجئت بوجود عدد هائل من الرسائل
كانت لدي ثلاث رسائل من جدي

"أثينا بنيتي ... هل يمكنك مراسلتي!!"

فتحت الرسالة الثانية

" لقد قلقت عليك ...أتمنى أن تكوني بخير؟"

𝑳𝒖𝒔𝒕 𝒐𝒇 𝑩𝒍𝒐𝒐𝒅 ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن