اسمي عادل، عندي ٥١ سنه ، كنت في يوم من الايام معلم بيولوجي بس حاليا طلعت معاش، تعبت الفتره اللي فاتت دي جداا لاسباب مش معروفه لحد الان، رحت لدكاتره كتير جداا لدرجه اني زهقت من كلمه دكتور
دخل ابني عمر اوضتي كنت لسه مخلص صلاه فقال بابتسامه : تقبل الله ي حج
ابتسمت ورديت : منا ومنكم ي حبيبي
قعد قدامي وقال : انا لقيت دكتوره كويسه اوووي وحجزت عندها ميعاد
قلت بتعب : خلاااص ي عمر مش هروح لاي دكتور تاني
رد برجاء : اخر واحده صدقني، مش هنخسر حاجه انا عرفت انها ممتازه جداا فخلينا نروح نجرب مش يمكن ربنا يسهل ويكون شفاك علي ايدها
ولما مراتي عرفت طبعاا فضلوا يزنوا كتير واضطريت اني اروح للدكتوره العبقريه دي زي ما ابني قال ، تاني يوم كنا قدام العياده واستغربت لما شفت الاسم، انا فاكر الاسم داا بس مش قادر افتكر فين وامتي؟ بس الاسم داا مميز اووي!
طلعنا العماره اللي باين عليها الرقي في شكلها، انتظرنا شويه اللي قبلنا وجيت لينا السكرتيره وعرفتنا انه دورنا
دخلت معانا اوضه الكشف وقالت : الدكتوره بتصلي وهتطلع علي طول
ابني حرك دماغه بتفهم وهي خرجت، بصتله بضيق وقال : معلش ي حج حقك علياا انا، بس لازم نطمن عليك وعلي صحتك
كنت تعبت تماما من الدكاتره والجري عندهم وخلاص سلمت امري لربي بس اعمل اي لزنهم علياا، مرت دقايق وظهرت الدكتوره من غرفه تانيه جوا الغرفه اللي احنا فيهاا وانا هناا زهلت تماما ، متخيلتش ابداا ابداا اني ممكن اتحط في الموقف داا، دي طالبه عندي، كانت طالبه مميزه جداا ومجتهده اووي ، افتكرت دلوقتي اسمها اللي كان بيدور في دماغي، قررت اتصرف طبيعي واشوف هتعرفني ولا لا بعد اكتر من ٢٠ سنه .
جيت البنت دي من بعيد بابتسامه عمليه ولما عينها جيت علياا حسيتها خففت ابتسامتها شويه وهي بتبصلي باستغراب ، وصلت مكانهاا ونقلت نظرهاا لياا فقال عمر ابني : تقبل الله ي دكتوره
ابتسمت وقالت : منا ومنكم
نقلت عينهاا علياا وعلي الكارت اللي قدامهاا وابتسامتهاا وسعت اووي وهي بتقول بابتسامه : كنت متأكده ، كنت متأكده انه حضرتك فعلاا
ابتسمت انا كماان ورديت : كويس انك مازلتي فاكره
ابتسمت وقالت : مقدرش انسي حضرتك شخصياا، حقيقي مش مصدقه اني شفت حضرتك بعد اكتر من ٢٠ سنه
رديت بابتسامه : لينا نصيب اننا نتعالج تحت ايدك بقااا
قالت بابتسامه : كنت اتمني اقابل حضرتك في اي مكان تاني غير هناا
ابتسمت ورديت : خير باذن الله
بصيت لعمر ابني المزهول تماما وقلت بضحك : متتصدمش اووي كداا ، جوري محمد كانت من اكتر الطالبات اجتهادا عندي واجبنهم كماان
ضحكت باحراج فابتسم ابني وقلت : وداا ابني البشمهندس عمر،
ابتسم وقال : اتشرفنا ي دكتوره
ردت بابتسامه : الشرف ليا ي بشمهندس
عمر بتساؤل : دلوقتي هتكون مطمن يعني؟
رديت بابتسامه : دي تربيتي ، يعني عارف كويس اوووي اني في ايد امينه، لو عايز تروح روح
ضحك عمر لما شفني بدات اتكلم واضحك شويه ورد بزهول : سبحان مغير الاحوال
ابتسمت وقالت : فضل حضرتك استحاله انساه ابداا طول عمري، يمكن انا في مكاني دا حالياا بفضل ربنا ثم حضرتك، كنت اول حد دايما يقولي هتوصلي وهتقدري، يمكن كنت الوحيد اللي آمن بياا فعلاا ودعمني لأخر لحظه، فانا هفضل طول عمري فخوره اني كنت طالبه عند حضرتك، هفضل طول عمري فخوره ان اغلب سنين عمري قضتها تحت تعليم حضرتك فشكراا جداا علي كل حاجه قدمتهالي زمان
حقيقي فرحتي بيها كانت اكبر من فرحتها بنفسهاا، كانت مميزه اووي من ايام الثانويه، مجتهده وخلوقه وفيها كل الخصال الحلوه، تعبت جامد علي نفسها لحد ما وصلت لمكانها دا
ابتسمت بفخر بيها وقلت : حالياا انا عند احدي طالباتي فداا قمه الفخر لياا، كنت ومازلت وهفضل فخور بيكي ي حور، واتمنالك تكبري اكتر واكتر وتحققي اكتر من اللي بتتمنيه
ابتسمت جامد وبعد فتره اتكلمنا فيها شويه بدأت تشخص حالتي واكتشفت ان طريقتها فعلاا مختلفه عن اغلب الدكاتره اللي رحتلهم قبلهاا ونفسياا ارتحت جداا
جوري بهدوء : مش عايزه اقلق حضرتك بس الواضح من كل اللي حضرتك قلته باهمال كبير جداا ودا سبب مشاكل علي القلب
رد عمر بقلق : يعني اي ؟؟ في حاجه خطر ولا اي؟؟
ردت بسرعه : مقدرش اقول كدا حالياا، كل اللي طلباه دلوقتي التحاليل والأشعة دي ضروري علشان اقدر احدد الخطوه اللي هنمشي عليهاا
رديت بتفكير : هيطولوا؟؟
ردت بنفي : في المجمل بياخدوا اربع ايام، داا معمل كويس جداا ممكن لو حضرتك فاضي دلوقتي علي طول تطلعوا هنااك وانا هكلمهم وفي خلال فتره قصيره اووي هتكون ظاهره
رد عمر بقلق : وبعد التحاليل دي
ردت بهدوء : مش عايزه اقلقكم علي الفاضي وكويس اننا لحقنا الموضوع دلوقتي، بعد التحاليل دي علي طول هحدد الطريق اللي هنمشي عليه وباذن الله كل حاجه هتكون كويسه
الحقيقه ان بالرغم من كلامها دا الا اني كنت خارج مطمن اووي عن اي مره خرجت منها من عند اي دكتور، وفعلاا رحنا المعمل وهناك لقيت معامله لطيفه لدرجه متخيلتهاش ابداا ، وفعلاا عملنا التحاليل والأشعة المطلوبه واخيراا في طريقنا للعوده بعد اكتر من ٤ ساعات مرمطه في المعمل
اتكلمت مع عمر كتير عنها من ايام ما كانت ١١ سنه بس وهو بيضحك علي حماسي وقال : انت فاكر كل دا ازاي ي بابا ؟؟
رديت بسرعه : متتجوزها ي عمر؟؟
بصلي بزهول وقال : اتجوز مين ي حج صلي على النبي كداا
رديت بتأكيد : عليه افضل الصلاة وأتم التسليم ي عمر، اتجوز جوري، هتلاقي احسن منها فين يعني؟؟
رد بصدمه : بابا انت بتتكلم جد، واحده لسه شايفهاا من ٤ ساعات لاول مره وتقولي اتجوزهاا، دا اي دا ؟؟سيبك مني، مش يمكن تكون مرتبطه اصلاا، اهدي ي حج كداا الله يخليك وخلينا نروح انت تعبت النهارده
روحنا وانا مصمم علي انها تدخل عيلتنا وقلت لازم اعرف اذا كانت مخطوبه ولا لا؟؟
وبعد يومين كنت بقرأ في المصحف ودخل عمر متأخر، قعد معايا شويه واتعشينا سواا وتليفونه رن فمسكه بهدوء وسمع صوت انثوي بيقول : بشمهندس عمر عادل .؟؟
رد باستغراب : ايواا، مين حضرتك؟؟
ردت بعمليه : انا دكتوره جوري محمد المسئوله عن حاله استاذ عادل والد حضرتك
بصلي بابتسامه وانا ابتسمت قصاده وكنت متأكد انها هي، مراتي مستغربه وهو رد بهدوء : اهلاا ي دكتوره
ردت بخفوت : اسفه للازعاج في الوقت داا بس دورت علي اي رقم علشان اتواصل مع مستر عادل بس ملقتش غير رقم حضرتك في البيانات عندي في العياده وكنت عايزه احدد ميعاد نتقابل فيه في اسرع وقت
رد بقلق : ليه في اي خير؟ التحاليل وصلتلك.؟؟ في حاجه خطر؟ ؟
ردت بنفي : مش بالظبط بس زيي ما كنت متوقعه، حالياا في البدايه بس عايزين نخلص بدري، اتمني تشرفوني بكره في العياده علي الساعه ٨ علشان نعرف نتصرف صح؟
رد بايماء : تمام ي دكتوره شكراا
قفل معاها وردت لمياء مراتي بقلق : اي ي عمر في اي؟؟
رد بخفوت : بتقول نتيحه التحاليل والاشعه طلعت، مش خطر الحمد لله بس عيزانا نروح بكره الساعه ٨
رديت بهدوء : طيب قلقانين ليه الحمد لله، يلاا يبني قوم نام انت تعبت في شغلك
جه اليوم التاني وكان يوم كله توتر لحد ما وصلنا ودخلنا هناك وكانت في انتظارنا، وبعد فتره سلامات بدأت تتكلم عن حالتي ووضحتلنا اني محتاج عمليه تغير صمامات، عمر كان قلقان لدرجه متتوصفش وقدرت تمتص خوفه داا واحنا موجودين وطمنتنا
حددنا العمليه بعد اسبوع وخلال الاسبوع داا قابلناها كام مره، جه يون العمليه كنت انا في اوضه العمليات للتخدير وهي لسه براا مع مراتي وابني اللي قال برجاء وقلق : ارجوكي، لو فعلاا زي ما بتقولي فضله عليكي كتير اعملي كل اللي تقدري عليه ويخرج سليم
لملياء مراتي قالت : بالله عليكي ي بنتي خلي بالك
مسكت ايدهاا وقالت بابتسامه : ادعيله ي ست الكل ووالله باذن الله هيخرج وهيكون بخير
وفعلاا بعد ساعات فتحت عيني ولقيت الكل حواليا، لمياء و عمر وهي وممرضه كماان،
رد عمر بسعاده : الحمد لله، الحمد ي رب
ردت جوري بابتسامه : حمد لله علي السلامه
مكنتش قادر اتكلم بس هما حوالياا وانا نوعاا ما مطمن وواثق اني هكون بخير، بصلها عمر نظره شكر فابتسمت بخفوت واستاذنت تمر علي باقي مرضاها، الحقيقه اني مازالت مصمم علي كلامي، بعد فتره من العمليه رحنا طلبناها ورسمياا حالياا هي مرات ابني الوحيد، واحنا حالياا منتظرين قدام اوضه العمليات لحفيدتي الاولي اللي هتملي دنيتنا فرحه تاني
بصيت علي ابني اللي واقف هيموت من الرعب وضحكت غصب عني وقلت : واحد هناا هيموت من الخوف قال بكل غرور واحده مين دي اللي اتجوزهاا وانا مشفتهاش غير مره، وف حالته ازاي الوقتي
كان فعلاا خايف لدرجه كبيره فقلت بابتسامه : متقلقش ي حبيبي هتكون بخير وهيقوموا الاتنين بالسلامـــ
مكملتش كلامي وخرجت الممرضه بالبيبي فرحلها بسرعه وقال : جوري كويسه؟
ردت بابتسامه : الدكتوره والبببي بخير الحمد لله، مبروك ي بشمهندس
ابتسم جامد وهو بيبص لبنته اللي بين ايدها وخدهاا منها وباسهاا بحب وقال : نورتينا ي وردتنا الصفننه
ابتسمت مراتي وقالت : ناويين علي اسم اي؟؟
ابتسم وهو بيتابع وشهاا اللي ملامحه مش باينه وقال : جودي، يبقي الكبيره جوري والصغيره جودي
وفعلاا بدخول جوري بيتنا خلت كل حياتنا بجمال اسمها اللي زي الورد اللي كأنه اتخلق علشانها مخصوص، حالياا انا في قمه سعادتي وفخري بيها كبنتي قبل ما تكون زوجه ابني، بدأت الحكايه في عياده، وانتهت بأجمل ورده صغيره نورت حياتنا بصوت ضحكها وعياطها في مستشفي .
بقلم ملك الكفراوي ❤️ ".