الفَصلُ الثَالِث | لِيزي الضائِعَة

222 35 16
                                    


خرجتُ إلى شُرفتي مساءًا بِغية قضاء بَعض الوقت بِمُفردي بعدما قام عَمي الأكبر بِتَعكير مزاجي ، أعني ما الخَطب في كَوني لا أعمَل الأن؟
أهو مَن يَصرف علىّٰ كي يَقوم بتوبيخي كُلما رأني جالسة بالمَنزل و لا أبحَث عن عَمل؟
انا لم أجد نفسي بَعد!

دَعيتُ بعضًا من الهواء النَقي للدخول لِرئتاي على آمل أن يُحسن هذا من مزاجي الكئيب حتي استوقفني صوتُ مواء هِرة صَغيرة ، أتَبعتُ مَصدر الصوتِ بأُذناي حتي وقعت عيناي علي ملاكٌ صَغيرٌ عالقًا بين الأغصان المُتناثرة بِالرُكن الأيمن مِن الشارِع.

نزلتُ مِن سُلَم شُرفتي بِأكبر سُرعة أمتلكها كي أُحرر تِلك الضَعيفة الصَغيرة و أدعو بِداخلي ألا تكون تأذت ، وصلتُ لِموقعها و أستطعتُ كسب ثِقتها بِسهولة رغم أن أغلب القطط لم تَثق بي أبدًا ، ولا انا أثق بِهم بل أُفضل الجراء أكثر.

و لكن هذا لا يَعني أنني أكره القِطط انا اُحب جميع الكائنات الحية ، عدا البشر و الثعابين ..
ام علىّٰ ذِكر الثعابين فقط؟ فلا فرق بين البَشر و الثعابين كِلاهُما ساميّن.

اخرجتُ تِلك قصيرة القامة من بينِ الأغصان و علي الفور هربت و تركتني واقفة وحدى ، كم هي ناكرة لِلجَميل!

أستمعتُ لِصوت يُنادي أحدًا بأسم "ليزي" ، يبدو أنه مالك الهِرة ، أسرعتُ بخطواتي نَحو مصدر صوتَهُ و وجدتُ الهِرة سبقتني إليهِ ، مهلاً أليس هذا الشاب الذى رأيتَهُ صباحًا؟ أتلك قِطتَهُ؟

لاحظتُ كيف يُعانقها بِشدة و عيناه رُغرِغَت بالدموع ، لطيف و حَنون للغاية ، علي عكس ما يبدو.

أستقام من موضعَهِ و اول شيئ وقعت عيناه عليهِ كان انا ، أقتربتُ منهُ بأبتسامة لطيفة فلا أود منهُ الأعتقاد بأنني أُراقبَهُ بل أُريد تبرير موقفي.

و هو علي الفور أبتسم و شَكرني قبلما حتي أتفوه بأي شيئ ، لابُد انَه لايزال قلقًا رغم أن الصَغيرة ليزي لازالت داخل عِناقَهُ!

حكَكتُ حاجبي الأيسر بِتوتر و انا أُخبرَهُ بأنهُ لا داعي لِشُكري لكنَهُ كان مُمتنًا حقًا ، و لِوهله ظننتُ أنني أنجزتُ عملاً عظيمًا بسبب نظراتَهُ الشاكِرة لي ، بسبب عينَاه اللامِعة فرحًا بِعَودة أبنتَهُ الضائِعة.

أتمنَي أن تَظل معَهُ للأبد و تَجعلَهُ سعيدًا كما هو سَعيد الأن ، فَـكُل أنسان يَستحق بأن يَكون سَعيد.

B A S E B A L L حيث تعيش القصص. اكتشف الآن