الفَصلُ التَاسِع | قارورة ماء

197 31 15
                                    


أستقيظتُ مِن نومي بِضَجر ، لِمَ قد يَستيقظ الأنسان؟ لِمَ لا ينام طوال حياتهِ؟
أعتقد بأنه علي أن أُصبح فيلسوفة فـ أنا لدي كَم أسئلة لا تَخطُر على عَقلِ بَشرى.

نَزلتُ مِن غُرفتي بِنصف عينٍ مَفتوحة مُتوجهه نحو الثلاجة لأُخرج قارورة ماء و سأعود لأكمال نومي مُجددًا فلا طاقة لي لاُقابل ضَجيج عائلتي.

خطوتُ أول خَطوة من فوقِ أخر دَرج كون منزلنا بِطابقينِ و شعرتُ بالجميع يَنظُر نحوي ، لم أُعيرَهُم أهتمام و أكملتُ طَريقي بدون النظر لهُم حتي.
لا أعلم هل لا أستمع لأى ضوضاء لأنني لازالتُ لم أستفيق بَعد أم أن المنزل بأكملَهُ هادئ؟

أخرجتُ قارورتي و خرجتُ من المَطبخ و انا أفُرك عيناي اليُمني و التي هي مُنتفخه أثر نومي و بُكائي المتواصل طوال الليل ، و أيضًا لا يوجد صوت يدُل علي وجود أحد بالمنزل!

خاطبتَهُم مُتسائلة عن سبب هذا الصمت المُميت و انا أفرُك عيناي و عندما لم أتلقي أجابه نظرتُ جِهتَهُم ، و لا أعلم مُجددًا هل هذا عَقلي النصف واعي أم أن هذا مارك و مُدربَهُ من يجلسان أمامي بِجانب عائلتي.

أبعدتُ كفي عن عَيني و انا أُناظر أفراد عائلتي بأكملَهُم و الذينَ يُحاولون كَتم ضَحكتَهُم قدر المُستطاع ، فأنا أقف أمامِهم نصف واعية بِشعرٍ مُبعثر و ثوبٍ مَنزلي لا يَمت بِصلة للتناسُق و عينان مُنتفخة و قارورة ماء بيدي اليُمني.

وضع مارك كفَهُ فوق فَمهِ كي لا يَضحك و انا لازلتُ واقفة أُناظر أمي و انا لا أفهم ما يحدُث.

نطقتُ بِتلعثُم سائلة عما يَحدُث و انا أُرتب خُصيلات شَعري بِعشوائية ليتوقف جِهازي التَنفُسي عن العَمل ، هل مارك و مُدربَهُ هُنا كي يأخُذاني مَعهُما لخارج المَدينة بِعدما نَعقد .. خُطبتنا؟!

ضَحِكتُ بِخفة و انا أُخبرَهُم بأن يتوقفوا عن المُزاح فـأنا لم أستفيق من نومي بَعد ، و لكن الأمر لم يَكُن مُزاحًا.

أستقام مارك من موقعَهِ واضعًا يداه بِجَيب مِعطفَهُ و هو يُناظر عيناي مُباشرةً ، سألني إن كُنت مُعترضة عن خُطبتنا و أبتسامتهِ الخَبيثة أحتلت وجهَهُ ، تركتُ قارورة الماء و انا أُجيبَهُ بسؤالٍ أخر و الذي كان هل سيَقبل هو بِخُطبَه فتاة تَستيقظ بهذا الشَكل يوميًا مِثلي؟

أفرجَ عن ضَحِكة خَفيفة و هو يُخبرني بأنَهُ لا يرى أى عَيبٌ بِمَظهري ، بل يراني جَميلة بِكُل أحوالي!

شهقوا أطفال العائلة بِدرامية و هُم يُخبروه بكم هو كاذب و ذلك ما جعل أجمعنا نَضحك علي ردَه فِعلَهُم.

و بأجابتَهُ تِلك أجبتَهُ بِموافقتي ، و كذلك وافقت عائلتي.

B A S E B A L L حيث تعيش القصص. اكتشف الآن