الفَصلُ الثَامِن | رَقصتُنا الأولى

209 30 12
                                    

بِذات الليلة دعَاني للأحتفال مَعهُ بِفَوزَهُ ، و أحتفالَهُ لم يَكُن صاخبًا و مُبهرجًا ، بل كان هادئًا و لطيفًا.

و بالطبع لم أتوقف عَن الضَحِك طوال جلوسي بِرفقتَهُ ، عَلمتُ مِنهُ بأن فَريقَهُ ذهب للأحتفال بِرفقَه مُدربَهم بأحد النوادي الليلية أما هو هُنا يَحتفل بِرفقتي أسفَل ضوءِ القَمر و سطوع النِجوم ، و مَرة أُخري يجعلني أشعُر بأنني مُميزة.

تحدثنا بالكثير من الأشياء كـهواياتَهُ و حياتَهُ ، أردتُ أن أعرِفَ كُل شيئ عَنهُ و هو كان سعيد بِأخباري عن حياتهِ ، ثم جاء دَوري و لم أجد شيئًا لأقولَهُ.
لا يوجد أى شيئ مُميزٌ بِحياتي ، عداه.

أبتسم بِلُطف عندما تساقطت بَعض نِقاط النَدى فوق وَجهَهُ و انا أبتسمتُ بِوسع فـ أخيرًا ستُمطر لأول مرة بِخريف هذا العام ، كُنت أنتظر هذا اليوم بِشدة و ها هو جاء ليُكمل سعادتي بِأجمل لحظاتي ، سأمضي معَهُ أول هطول مَطرٍ بِعامنا هذا.

شعرتُ بهِ يُطيل النَظر بِوجهي و انا تعمدتُ النظر للأمطار كي لا أُنشئ تواصل بصري معَهُ فـلا أدري ما الذي قد يُصيب قَلبي المسكين إذا نظرتُ لعيناه.

استقام من مكانهِ و وقفَ علي بُعد ثلاث خطواتٍ مِني و هو يَبتسم ابتسامتهِ العَذِبة ، مَد كَفهُ لي و هو يَطلُب مني مُشاركتَهُ لِرقصة تحت المَطر ، تَرددتُ لِلَحظة و وافقتُ بِاللحظة التالية ، أبتسمتُ بِخجل عندما وجدتَهُ وسعَ أبتسامتهِ فَرِحًا بِموافقتي.
أكان يَشعُر بما أشعُر بهِ أيضًا و انا لا أدري؟

أحاط خَصري بِكفَيهِ و كَفاي أستراحَا فوقَ كَتِفَيهِ ، تمايلنا مُنشئينَ أيقاعَنا الخاص و المَطر أكملَ رقصتنا بأزديادَهُ ، ذهبنا هُنا و هُناك و تواصُلنا البَصري لم يُقطع و أبتسامتنا الصادِقة لم تتزَعزَع ، أبتللنا بدءًا من رأسنا لـ قدمينا و الهواء لفَح برودتَهُ لتفريق رَقصتنا ، و لكن رَقصتنا لم تنتهي.

أنتهينا بَعد مُدة ، أبتسمتُ بِخجل علي نظراتهِ و انا أُبعد كفاي عَنهُ ، لكنَهُ لم يَبتعد ، عقدتُ حاجباي بِخفة و انا أُعيد نظري لعيناه ، و ما رأيتَهُ لم يَسُر قَلبي.

كانت عيناه التي لطالما لمعَت فَرحًا تُهيئ نفسها لِأفراغ بعض الندى كما تَفعل السماء مِن فوقها ، قلبتُ ملامحي بِقلق و انا أُحاول فِهم ما يَحدُث ، و فورًا وجدتُ نفسي داخِل عِناقَهُ.

أخبرني بأنَهُ يأبى الرحيل و تَركي ، أخبرني بأنَهُ يُريد البقاء هُنا مَعي حتي و إن وصلَ بهِ الأمر لِترك فريقَهُ و لكن مُدربَهُ يَرفُض ، أخبرني بأنَهُ يُحبَني.

و رغمًا عني وجدتُ دموعي تُشاركَهُ حُزنَهُ ، فـلطالما شاركتَهُ سعادتَهُ لِمَ لن أُشاركَهُ حُزنَهُ؟
شددتُ علي عِناقنا و انا أُربت فوق ظَهرهِ ، أخبرتَهُ بأنني أيضًا أُريدَهُ معي ، و لكن مُستقبلَهُ أهمُ مِني.

فصلتُ عِناقنا و أبتعدتُ بخطوتان عَنهُ ، يؤلمني رؤيتَهُ يَبكي لذلك تجنبتُ النَظر لعيناه ، ودَعتَهُ و عيناي تأبى أن تتوقف عن إظهار ضَعفِها و رَحلتُ علي الفور.

و بِداخلي شعرتُ بأن هذه النهاية.

B A S E B A L L حيث تعيش القصص. اكتشف الآن