أخذ يتقدم منها بخطوات حذرة وقد راقته شراستها جدًا، بينما كادت هي أن يغشى عليها من الخوف . ركضت بسرعة للداخل قاصدة غرفتها وغلقت الباب سريعًا خلفها بالمفتاح، ليسرع قاسم بالطرق بصوت عالي وهو يقول بعنف :- أفتحي الباب بدل ما أكسره .لم تسمع له وإنما التقطت هاتفها لتضغط عليه بأنامل مرتجفة على رقم تحفظه عن ظهر قلب وهي تراقب ذلك الذئب الذي يقبع خلف الباب .
وما إن رد عليها فلم يصدق نفسه انها تتصل به، ليسمع ما جعل قلبه يقع بين قدميه حينما صرخت فجأة وهي تردد ببكاء :- طه إلحقني .لم يحتاج لسماع المزيد إذ ركض بسرعة البرق يطوي الأرض تحت قدميه وشكر الله بداخله أنه مازال بالمنزل ولم ينزل، ألف سيناريو قد تزاحم في عقله حول سبب هلعها ذاك وخوفها، على الجانب الآخر كسر الباب بعد أن آخذ وقتًا يدفع فيه، لتطلق هي صرخة فزع وهي تلتصق بالجدار بذعر .
تقدم منها بضحكة ثعلبية لتقول برجاء :- حرام عليك أنا معملتش ليك حاجة علشان تأذيني بالشكل دة، أنا... أنا حامل ابني حرام عليك.
جذبها نحوه ليقول بتصميم :- انسي أنا مستني اللحظة دي من زمان وأبقى عبيط لو ضيعتها دلوقتي.
أنهى كلماته وهم بالاعتداء عليها لتدافع هي عن نفسها وجنينها بكل ما أوتي لها من قوة وهي تصرخ عل أحد يسمعها بالخارج.
وصل طه للمنزل وأخذ يطرق عليه بقوة، وما إن سمع لصراخها غزاه الهلع ودفعه لأن يكسر الباب بعد محاولات عديدة حتى نجح في ذلك، هرول للداخل مسرعًا ليجد أحدهم يحاول الاعتداء عليها، غلت الدماء بعروقه وقام بسحبه ليسقط عليه بوابل من اللكمات العنيفة والآخر يدافع ولكنه ليس قويًا كفاية كطه، لم يتركه إلا بعد أن فقد وعيه ولم تظهر معالم وجهه جيدًا.
توجه بعدها وهو يلهث ليجد تلك الباكية تتطلع له بخوف، ولكنها بسرعة ركضت لتتعلق في رقبته بذعر وهي تبكي بصوت مسموع، حاوط خصرها بحماية وهو يحاول أن يهدأ من روعها وغادر بها إلى الغرفة وتوجه لغرفة أبيها، ودلف مجددًا وغاب لبضع ثواني وعاد وهو يحمل ثياب خروج لها وساعدها في ارتدائها ليقول بعدها بصرامة :- يلا قدامي على البيت .
قالها بجدية كبيرة وهي لم يعد لديها قدرة للاعتراض فيكفي الحالة التي تعيشها حاليًا، أتصل بعدي وأحمد ليأتيا للمنزل في غضون دقائق ليقول لهما بجدية :- الواد دة تاخدوه على مخزن البضاعة وتربطوه لحد ما اشوف شغلي معاه .
وبالفعل امتثلا لطلبه بعد أن أخبرها بما حاول فعله .
*********************
عند عاصم قامت القيامة عندما علم بالقصة التي صدرت من أم زوجة أخيه، ليقول بحدة :- إزاي يا ماما تسمحيلها إنها تتكلم أصلًا عن الموضوع دة ؟
أردفت ندى بتوتر والتي أخبرته بالأمر، تحت ضغط مارسه عليها لتقر بكل شيء بعدما رأى حالة حسناء المزرية :- يا ابني أنا مسكتش ليها، يعني أنت هتوه عنها .