كان يقف في حفل زفاف شقيقته الصغرى واقترب من وراء تلك الفتاة الي تعمل على طاولة الطعام الكبيرة لتعطي الحضور ما يطلبونه وهمس بأذنها
" عقبالنا " وابتسم وذهب من امامها بخطى واثقة وكأنه لم يقل شيئ
اما هى فاقشعر بدنها وتسارعت دقات قلبها بعنف ونظرت خلفها ولكنها وجدت رجل يعطيها ظهره وهو يترجل بعيدا لم ترى وجهه بل لم تكن واثقة من انه من لفظها وتلاشى بين الحضور
نظرت بحدة لزميلها بالعمل الذي حاول مواعدتها اكثر من مرة ولكنها كانت ترفض
" هو انا مش قولتلك ميت مرة تبطل الحركات دي وتبطل تضايقني!!..قولتلك مبفكرش في الجواز انا ورايا مسؤوليات كتير ومش بحبك افهم بقى!! "
" فيه ايه يا لارا انتِ اتجننتي يا حبيبتي؟..انا مفتحتش بقي ما انتِ شايفاني مش ملاحق على الطلبات "
" ازاي يعني؟!..يعني مش انت الي قولتلي عقبالنا؟ "
ضحك " لا والله مش انا..بس ارتاحي يا ستي بكرة تحبيني ونتجوز كلكوا بتتقلوا في الأول " تحدث يونس بثقة ثم تابع بمزاح " عقبالنا "
" انا لو عندي نص الثقة الي عندك دي كان زماني ملكة!! "
تركت الاطباق وذهبت لتجميع المزيد من المطبخ بينما كان يقف مالك ليتحدث مع صديقه بهدوء خارج ضوضاء حفل الزفاف حتى لفتت انظاره فابتسم رغما عنه
" بتبص على ايه؟ " تحدث محسن وكان سيدير وجهه ولكن امسك مالك وجهه لكي لا ينظر لها
" كمل انا معاك " تحدث مالك فأكمل حديثه
عادت هى ووقفت بجانب يونس وهى تفكر بما سمعته ثم حدثت نفسها " يعني ما احنا في فرح اكيد كان بيقول عقبالنا لحبيبته او لصاحبه وهما سناجل..ما هو مش صوت يونس خالص" ثم اكملت " بس ده كان في وداني وكان صوت عميق" حكت شعرها بحرج عندما تذكرت تلك الكلمة واكملت عملها
وقف بالقرب منها وتذكر مزاحه معها وابتسم وكان سيحدثها ولكن امسك به صديقه ليرحب بالحضور
" فرح اختك ده ولا فرح بنت عمة خالتك ما تركز يا حبيبي " تحدث محسن
فنظر اليه مالك بغيظ وتحدث بحنق " طيب! "
وبدأ في الترحيب بهم ثم نظر اليها مجددا وهو يتفحص ملامح وجهها وتحركاتها في الارجاء وحدث نفسه
" حلوة اوي "
" ايوا..قولي كدة بقى..عاجباك؟..قولي وانا اجيبها لغاية عندك " تحدث محسن وهو يضحك
" مين دي الي عاجباني؟..بس يا حبيبي..امشي من هنا يلا"
تحدث ولم ينظر اليه قط
ثم ذهبت هى للخارج لاستنشاق بعض الهواء عندما انتهت من توزيع الطعام على الحضور فذهب وراءها وترك محسن الذي كان يحدثه ووقف بعيدا وهو يشاهدها ويشاهد حركاتها العفوية كانت تدور وكأنها ترقص مع احد على تلك الأغنية الهادئة وهى تغني معها فضحك مالك بقوة وتجمدت هى بمكانها وظلت تبحث بعيناها عمن ضحك ولكنها لم تجد احدا فعادت لما كانت تفعله ثم وجدت قط يقف بجانبها فابتسمت وهى تغني وداعبته ثم حملته وبدأت ترقص معه ثم نظرت اليه وهى تفكر وذهبت للداخل بسرعة لتجمع بعض الدجاج وتعود اليه ووضعتهم بالفعل ليأكل ويهنأ بهم وكانت هى ايضا تشعر بالجوع الشديد وتتمنى لو تستطيع تذوق ذلك الطعام ذو الرائحة الزكية ولكنها لا تستطيع مع الأسف حتى اصدرت معدتها بعض الاصوات التي تدل على الجوع فوضعت يدها عليها بتوتر حتى جاء رئيسها بالعمل فنظرت اليه بخوف وخبأت القط وراء ظهرها لكي لا يراه وهو يأكل من طعامهم
" انتِ بتستهبلي يا لارا!! " صرخ بوجهها ثم تابع
" خشي شوفي شغلك نضفي الأرض مع زمايلك والمكان ولا شيلي الأكل اعملي حاجة مفيدة بدل ما انتِ واقفة هنا"
نظرت اليه بحرج " حاضر انا اسفة " وذهبت للداخل بينما يرمق هو جسدها بتركيز
" بيزعقلها كدة ليه الحيوان ده!! " تحدث مالك بغضب وذهب اليه ووضع يده على كتفه بقوة
" بتزعقلها كدة ليه؟!..وكمان بتبص عليها..يعني متحرش وزبالة؟! "
" ببص على مين!..فيه ايه يا استاذ ما تتكلم عدل!..انت مين اصلا؟ "
صفع بطنه السميك وتحدث " انا الي هملا كرشك أكل بفلوسي يا حبيبي..الزم حدودك كدة واياك تبصلها تاني..وطريقتك معاها مش عاجباني خش اعتذر "
" اعتذر!! " لفظها بسخرية ثم تابع " اعتذر ليه انت ماسك عليا ذلة ولا حاجة؟!..ما انت دفعت خلاص كل سنة وحضرتك طيب "
ضحك مالك ونظر اليه بسخرية " اسكت مش صاحب المكان يبقى صاحبي من ايام الثانوية "
" وانت بقى عارف اسمه؟!! "
" اجيبهولك يا حبيبي..يا سعيد " تحدث بصوت جهوري فذهب إليه فارتجف المدير
" ايه يا مالك فيه حاجة ولا ايه؟ "
" فيه شخص كدة مش عاجبني..مش محترم وبيبص على البنات..لا وتخيل كمان بيقل ادبه على الي بيشتغلوا هنا "
" شاولي عليه وانا اغوره من هنا " تحدث بصرامة
" ايه ايه يا استاذ..حضرتك كدة هتخرب عيشته..ما هو ممكن يعتذر " تحدث المدير بتوتر وهو ينظر لسعيد ثم ينظر للأرض
" طب وعينه الي خرمت جسمهم؟..تتفقع؟..ما هى هتفضل تخرم..وانا مبحبش الي يخصني يتبصله..هو الحل الأمثل انه يغور من هنا مش كدة يا سعيد ولا ايه؟ "
" طبعا..انا سامحت مرة مش هسامح التانية كله اشتكى منك بس تيجي لغاية واحدة تخص مالك فا لا..امشي وانا بتكلم براحة قبل ما امسح بكرامتك سلالم المكان ولم حاجتك ومشوفش وشك هنا تاني "
" والله ما كنت اعرف انها تبع حضرتك "
" دي تخصني..وتخصني اوي كمان فا مش مسامح وبعدين اكيد هتبص عليها تاني ساعتها مش هتكفيني عينك..ودي حبيبتي محبش حد يبص عليها غيري اتفقنا؟ "
" انا قولت الي عندي يلا روح لم حاجتك وامشي! " تحدث سعيد بانفعال فذهب الرجل للداخل
" حبيبتك مين دي يا مالك؟! "
ضحك " مش حبيبتي ولا حاجة انا بس بخوفه..بس هو سافل يا عم ده ماشي يبص على البنت الي بتشتغل هنا هيحرقها بعينه وبيزعق وبيتأمر..معجبنيش..البنت يبص عليها ليه الحيوان ده المفروض يحترمها ويحترم نفسه"
" انا اصلا كنت بتلكك عشان امشيه " تحدث سعيد وهو يضحك ثم حدث مالك نفسه " هى عاجباني بصراحة"
أنت تقرأ
Let Me Love You
Randomيتركنا الحب مصلوبين أمام دهشتنا لا نحن قادرين على الفرار ولا نحن قادرين على المسير.