جلس بجانبها وهو يملس على شعرها واقترب من اذنها
" انا عارف قد ايه انتِ تعبانة نفسيا دلوقتي وحسة انك زعلانة من الي حصل ومش قابلاه بس يا حبيبتي كدة كدة ده كان قدر ومكتوب وانتِ تعبانة بردو مكنتيش هتقدري تخلفي كنتي بتتعذبي وبس..فا كدة احسنلك..انا عارف صدقيني انتِ حسة بأيه ده جزء مهم اوي من جسمك بس ده الاحسن ليكي يا لارا ولنور..اعتبري نور بنتك.. وعايزك تبطلي عياط عشان ده هيضرك زيادة انا عارف ان حقك تزعلي بس من غير ما تيجي على نفسك " وقبل يدها كانت هى تستمع اليه مثل الحلم لم تكن تستطيع إجابته او الاستيقاظ ولكنها كانت تستمع اليه
استيقظت باليوم التالي وكانت تنظر امامها بأعين منكسرة حزينة امسك بيدها فنظرت اليه
" حسة بأيه دلوقتي؟ "
هزت رأسها " الحمدلله"
" الف سلامة عليكي " ابتسم
" الله يسلمك"
" تحبي اجيب نور تشوفيها؟..انتِ وحشتيها اوي على فكرة"
" اه..ماشي هات نور "
بالفعل اتت اليها وهرولت وعانقتها
" وحشتيني يا لارا " عانقتها واغمضت عيناها وكأنها تحتمي بها
" وانتِ كمان يا حبيبة لارا وحشتيني اوي"
" عمو ده خلاني مشيت من البيت وقاعدة في بيت حلو اوي "
نظرت اليه لارا بضيق فلم يعقب
ابتسمت " بجد يا حبيبتي؟ "
" اه..وقالي ان انتِ هتعيشي معايا هناك "
" اكيد يا نونو " تحدثت وهى تداعب خصلات شعرها
" يلا يا نونو نسيب لارا تنام بقى عشان هى تعبانة ونجيلها بكرة؟ "
" حاضر..باي يا لارا " قبلتها من وجنتها وذهبت مع مالك
عاد اليها بعد قليل ونظر اليها بتمعن ثم تنهد
" تتجوزيني؟ "
سعلت من اثر الصدمة " نعم؟!! "
" السؤال كان بشع اوي كدة؟ " تحدث هو ثم تابع
" تتجوزيني؟ "
" اتجوزك ازاي يعني!..انت مستغني عن نفسك اوي كدة!..انا مشوفتش انسان غريب زيك كدة "
" مين هياخد باله منك يعني مش فاهم؟..نور؟! "
" انا هاخد بالي من نفسي "
" انتِ متعرفيش حاجة! "
" ممكن ابقى بجحة؟ "
" عنيا ليكي يا آنسة لارا "
" ممكن تجيبلي واحدة تخلي بالها مني سهلة اهو..اصل يعني انت متجوزني تخدمني ده ايه العيشة المقرفة دي "
" اتجوزك واجيبها "
" نعم؟!..هو انت يا راجل انت فيك ايه؟! " ثم تمتمت
" مشوفتش حد بيحب يجيب البلاوي لنفسه قبل كدة "
" هتجوزك اخلي بالي منك وهى ترعاكي..خلي بالك انا عارف معلومات كتير اوي عن السرطان "
" ايه بقى؟ "
" تيتا كان عندها زيك بالظبط وجدو كان هو الي شايلها في كل حاجة كانت ايام صعبة بس اتعلمت فيها كتير وشوفت فيها اكتر..شوفت حبه ليها وقوته وقوتها وشجعاتها وتحملها..وعارف الي بيحصل والي هى بتحس بيه كويس اوي..انا لسة مش قادر انسى تيتا والايام دي..فا مش قادر اسيبك " كاد يبكي ولكنه منع نفسه لكي لا تخاف هى
نظرت اليه وابتسمت " انتوا عيلة جميلة " ثم تحدثت
" هى ماتت؟ "
" ماتت ايوا بس مش بالسرطان..تيتا اتعالجت "
" بجد؟..بجد اتعالجت؟! "
" ايوا وكانت في المرحلة التالتة انما انتِ في التانية..متخافيش "
" حاضر " تساعت دقات قلبها ورأى هو الأمل بعيناها
ثم ضحك " انا عارف انك بتقولي ايه الراجل الاهبل ده..بس صدقيني انا شايف تيتا قدامي..تيتا الي كان نفسي بس اقدر اساعدها بحاجة واقف جمبها ومشوفهاش بتعاني ابدا "
نظرت اليه وامتلأت عيناها بالدموع ثم نظر اليها هو مجددا وضحك
" وانا للأسف اعجبت بيكي..لو بعدت بعد ما اعجبت عشان تعبتي هبقى زبالة "
ابتسمت شعرت بأنوثتها مجددا ولم تتحدث كانت مذهولة ولكنها لم تقم بردة فعل
" تقصد يعني اننا هنتجوز فترة علاجي وبعدين تطلقني؟ "
" اكيد لا"
" لا ازاي بقى..مش هتعوز تخلف؟..فكر بلاش تسرع دي حياة ناس..وبعدين انا مش موافقة..مش موافقة احبك واحس بالأمان وتتخلى عني في نص الطريق مش موافقة اعيش على امل كداب "
" اهو انا بقى مبكرهش في حياتي قد الاطفال وتخيلي..كان نفسي اتجوز واحدة مبتخلفش او بتكرهم زي يا شيخة كائنات لزجة طفيلية "
ضحكت ونظرت اليه وهو يتحدث باشمئزاز ثم تابع هو
" وبعدين انا متسرعتش..انا عارف انه مشوار طويل اوي وصعب بس عايز اعديه معاكي مش عايزك تعديه لوحدك عايز اسندك واكون جمبك..ممكن؟..انا بقالي اسبوع بفكر في الموضوع من كل النواحي ولما اتأكدت من مشاعري ومن الظروف وافتكرت تيتا وانا مجرب وفاهم قررت اقولك عشان قررت من جوايا اعمل ده "
لم تكن تصدق ما تسمعه تذكرت رؤية قديمة لم تتوقع ان تتذكرها الآن بل انها غابت عن ذاكرتها منذ سنوات ولكنها تذكرتها الآن وكأنها البارحة تذكرت انها رأت ذات المشهد مستلقية على السرير متعبة وهناك رجل يمسك بيدها ويطمأنها كانت تتمنى رؤية ذلك الرجل الذي لطالما كان يلاحقها في احلامها وحدثت نفسها
" افهم ان دي اشارة؟ " كانت تفكر بصوت عالي فنظر إليها وتحدث بفضول " اشارة ايه؟ "
ابتسمت وتحدثت بخجل " انا موافقة "
ابتسم " الف مبروك يا عروسة " وقبل يدها
ضحكت " اغرب جوازة في التاريخ "
نظر لضحكتها وملامح وجهها التي اشرقت وتبدلت تماما بعد سماع ان جدته قد تم شفاءها من المرض وانه يريدها زوجته وحبيبته وابتسم بحب " ضحكتك جميلة متخبيهاش تاني..متسيبيش الموضوع يأثر عليكي اوعدك كل حاجة هتبقى بخير وهتبقي احسن من الأول"
تنهدت وهى تحاول منع دموعها " انا خايفة اوي "
" متخافيش يا لارا..او يا حبيبتي بقى " ضحك ثم تابع
" انا عارف بقولك ايه تيتا شوفتها كل يوم..كانت قوية اوي وشاطرة وعلى فكرة اول مرة في الكيماوي مبتبقاش صعبة وانتِ الي عندك بسيط انما الي جالهم مرتين هما الي تعبوا اوي..وانا الدكتورة طمنتني انه بسيط ومش هيرجعلك تاني..اوعدك "
ابتسمت " شكرا..شكرا اوي على كل حاجة..انا لو عشت عمري كله احاول اردلك الي بتعمله معايا مش هعرف "
" رديهولي بأنك متعيطيش وتخفي وتبقي كويسة "
ابتسمت وهزت رأسها ثم ملست على شعرها المنسدل وتنهدت
" الحق افرح بيه قبل ما يقع ويبقى شكلي وحش..ورموشي تقع وحواجبي "
" هتفضلي قمر يا لارا مهما حصل..وبعدين اقولك على مفاجأة"
" ايه؟ "
" تيتا لما شعرها وقع اول ما خلصت الجلسات شعرها طلع اتقل بكتير وانعم وكمان مكنش بيطلع فيه ابيض زي زمان"
" بجد؟! "
" اه والله "
" تعرف كان نفسي شعري يبقى طويل "
ضحك " اهو جاتلك على طبق من دهب "
" ممكن تديني الفرشة "
" عايزة تسرحيه؟ "
" اه "
" انا هسرحهولك " ابتسم وامسك بالفرشاة وبدأ في تصفيف شعرها اغمضت هى عيناها واستمتعت بذلك الشعور وكأنها طفلة تصفف لها والدتها شعرها من اجل المدرسة ثم قام بعمل ضفيرة طويلة لها ووضعها على كتفها " ايه رأيك بقى يا ستي؟ "
" ايه ده عرفت تعمل ضفيرة ازاي؟ "
" كنت بفضل ادلع تيتا كدة..كنت صغير اهو الي عرفت اعمله كنت بحاول افرحها " ثم امتلأت عيناه بالدموع
" تعرفي قبل ما تيتا تموت بكام شهر كانت بتنده عليا عشان عايزاني اكل من الأكل الي ماما عملتهولها وانا روحتلها ورديت عليها رد ناشف عشان كنت متعصب اوي كانت نفسيتي تعبانة غصب عني من الي كنت بشوفه وهى زعلت..بس فضلت اصالحها كتير عشان الذنب قتلني وحبيبتي دي مفيش اطيب من قلبها..كنت كل يوم لازم ابوسها وفي مرة نسيت فا زعلت وقالتلي ليه مبوستنيش النهاردة؟..وبعدين قبل ما تموت بأسبوع كنت عامل عمليو واتجننت عليا كانت هتموت وتشوفني " ثم حدث نفسه " بس مكانتش بتقدر تتحرك بسبب التعب ضعفت اوي وبقت عضم على جلد ومكانتش بقت تقدر تشوف ولا تمشي ورغم كل ده كانت شايلة همي "
" روحتلها وفضلت تحضني وتقولي تعالى يا مالك اعد جمبي وحشتني وانا مكنتش قادر اسيبها روحي كانت متعلقة فيها كانت اغلى حد في حياتي..كان نفسي اعرفها اني هعمل عملية تاني واشوف خوفها عليا كان نفسي تيجي تشوفني وانا تعبان وتطبطب عليا وتهزر معايا وتبوسني وتجيبلي حلويات وتلعب معايا..وحشتني اوي يا لارا " تحدث بضعف وبكى رغما عنه فهى كانت تذكره بجدته فجدته ماتت بالسرطان وعانت من الم المرض مرتان ولكنه لا يستطيع قول ذلك للارا لا يستطيع اخافتها بل يحاول اعطاءها الأمل والقوة ولذلك فهو لا يستطيع تركها هو يعاني من اثار نفسية حتى وقتنا هذا بسبب ما مر به ولكنه لن يستطيع مشاهدتها تموت لن يستطيع تركها لنو يستطيع تركها ثم تخيل المها والعيش بالذنب طوال حياته اقسم انه لن يتركها وسيقاتل ليجعلها تعيش وتشفى
" انت بتعيط ليه بس دلوقتي! " تحدثت وهى تبكي على بكاءه وعانقته بقوة " ربنا يرحمها يا مالك ربنا يرحمها..انا اسفة اني فكرتك بيها "
" هى اصلا عمرها ما راحت عن بالي " دفن وجهه بها وبكي
" معلش يا حبيبي اهدى..هى في مكان احسن مننا دلوقتي هى في الجنة مبسوطة ومرتاحة "
ابتعد ومسح عيناه وضحك
" انا اسف..اسف اوي...عمال اقولك مفيش عياط وفيه دلع وهزار ونفسيتك ومش نفسيتك وانا الي بهدلت الدنيا "
ضحكت وامسكت بيده " لا خالص..انا منبهرة من مشاعرك دي..وفرحانة بحبك ليها اوي..كان نفسي يبقى عندي تيتا بس مامت بابا ومامت ماما ماتوا قبل ما اتولد "
" احمدي ربنا انهم ماتوا ومموتوكيش معاهم ولا خدوا حتة من روحك وقلبك معاهم ومشيوا..حقيقي الدنيا من بعدها بقت وحشة اوي..حسيت ان ضهري اتكسر وكل الأمان والحاجات الحلوة راحت "
" عندك حق..بجد بعد الي بتقوله عندك حق..كفاية عياط بقى يا اخي الله!..هو انا الي هفكك ولا انت الي هتفكني! " تحدثت بمزاح ومسحت عيناه فعانقها " انا بجد اسف "
" صالحني بشوكلاتة "
" ممنوع الحلويات "
" بتهزر!! "
" اه والله..استحملي الفترة دي بس "
" هو انا هبدأ كيماوي امتى؟ "
" كمان اسبوع "
" طيب "
" لازم نسرع في الجوازة "
" مامتك هتوافق؟ " تحدثت بحرج
" حتى لو موافقتش هتجوزك حرام على فكرة اتنين بيحبوا بعض ميتجوزوش بسبب رفض الأهل"
" بجد؟! "
" ايوا..بس ده مش معناه اني اتجوز اي حد وخلاص بأسم الحب بيكون عندهم نظرة وبيفكروا مكان عقلك لما يكون القلب لاغيه "
" عندك حق..بس اهو معنديش الي يفكرلي انا بفكر لنفسي"
" مش هتندم يا جميل..ده انا هدلعك " ابتسم وقبل يدها
أنت تقرأ
Let Me Love You
Randomيتركنا الحب مصلوبين أمام دهشتنا لا نحن قادرين على الفرار ولا نحن قادرين على المسير.