الفصل السابع

87 7 0
                                    

۷ - زائر الليل
..
في منتصف الليل صحوت على صوت زجاج يتهشم ...

استغرقت دقيقة كي أفهم أين أنا ، ومن أنا ، وماذا أفعل في الفراش .. ثم عشر ثوان أخرى أثب من الفراش حافيًا- وبالبيجامة - إلى باب الغرفة .. ثم إلى الطابق الثاني حيث سمعت الصوت...

هذه غرفة مكتب د. (ريتشارد) ، لا أحد هنالك ..الستارة كانت تتموج في صمت في هواء الحجرة المظلمة مما دلنا أن اللوح المكسور هو هنا

أشعلت النور فلمحت شظايا زجاج على الأرض وبالطبع - كما هي العادة معى - دست علی شظيتين بقدمي الحافية فأطلقت سبة ..
وجلست على الأرض كي أخرجها ..

ثم .. لمحت عيناي
هناك - خلف المكتب - كان شخص مختبلا کی لا أراه .. الشخص الذى اقتحم النافذة الزجاجية بهذا العنف من أجل شيء لا أعرفه ..ولو جريت من الغرفة فقد
يهاجمني ؛ لذا تشاغلت بمعالجة قدمي وأنا أسب بصوت مسموع ، الدم يصفر في أذني والأدرينالين يرتفع في دمي .. وقبضتى تتوتر ، ثم فى لحظة واحدة وثبت فوق المكتب وألقيت نفسى على هذا المتلصص .
تلقيت لكمة فى بطني جعلت الهواء يخرج من فمى .. إلا أني تحاملت ورفعت ركبتي لأركله أسفل بطنه .. سمعته يئن .. ولكن من هو ؟

كان ملثما ... ولم أر سوى عينين باردتين كشتاء لندن ، رماديتين كضبابها ، وجهت لكمة قوية إلى أنفه خلف القناع حتى أننى شعرت بغضروف أنفه يكاد يتهشم
حيث سمعت الصوت  .. ثم لكمة في صدره .

لم أكن رياضيًا فى حياتى ، ولم يكن الكاراتي و الجيد و  التايكوندو معروفين لجيلنا ، إلا أن كل إنسان يمكنه أن يقاتل بشراسة ، طالما وجد هدفا قويا ..وهل يوجد هدف أقوى من أن أمنع هذا المتعصب من قتلى ؟

والتحمنا في عراك طويل .. كان الوغد قويا وشرسا .. لكنى كنت حانقا وخانقا مما جعلني خصمًا مساويا له تقريبا .. وفجأة امتدت يده إلى شيء ما على المكتب ،
وانهالت فوق رأسى ضربة من جسم معدني ثقيل .. كلا ..! لن أفقد وعيي ..! تحاملت
لكن الأرض هي التي خذلتني ! ...

لا بد أن فترة فقدانى الوعي لم تزد على خمس دقائق .

وعلى الأرض كانت أداة لتثقيب الورق ملقاة بجانبي هي التي حسمت المعركة السابقة .. كان الغثيان يقتلنى لكنى نهضت .. جريت مترنحا للباب المفتوح، ونزلت السلالم جريا إلى المكان الذي كنت
أعرف أني سأجده فيه . البدروم ...

نعم .. كان هناك فى الظلام بجوار تابوت الكونت ( دراكيولا) وقد أضاء الكشاف الكهربي ووضعه بجواره على الأرض ، وكان قد قرب وجهه من الكونت ، وهو
يهمس بكلمات ما لم أتبينها .. كأنها صلاة وثنية غامضة أو شيء من هذا القبيل
..
أه !.. ألن ينتهي هذا الجنون ؟

صرخت صرخة أفزعتنى أنا نفسى .. ورفعت زجاجة ملقاة على الأرض ولوحت بها فى الهواء كالهراوة ثم انقضضت على هذا المدعى .. ولولا أنه أجفل لهشمت
الزجاجة جمجمته فى ثوان .. وثب كالملسوع إلى الكشاف الكهربى فاطفأه ..

سلسلة ماوراء الطبيعة (مصاص الدماء ، و اسطورة الذئب )لأحمد خالد توفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن