1

1.3K 21 2
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم

(شّيلي لثمّة شماغك .. بثّغرك تجمعت بنات آدم)

-
وتدور بنا الدنيا ولا نعرف ما خباياها
تلعب بنا وكأننا أطفال جاهلين كل مايدُور حولنا
فـ يوم لنا ويوماً علينا .. هل هذهِ الدنيا  تتصف بالمزاجية ؟ أم ان لها هماً قديم وتفرغه بِنا ليصبح حالنا من اسوء لـ اسوء ..
أرجو ان تنصفينا ايتها الدنيا الظالمة
فـ نحنُ متعبين متألمين للكيل طافحّين
رجائي الوحيد منك .. أن تجعليني اعيش حياتي دُون خوُف وقيود من مستقبلك المُتخبطّ المُبهم ..
لتكن البداية ..

________

صُراخ يملئ البيت صُراخ يفزّ القلب خوفاً من بشاعته
سحبها للغرفة العُلوية ووضعها امام المرايا ويبحث بعجّلة  بين الأدراج عن ماكينة حلق الشعر
ترجتّه وسط دمُوعها وهي تمسك بيدينه : يـ..يبه تكفى لاتسويها
ثبتها على الكرسي آثر مقاومتها المُستمره
صرخ فيها بنبرته الجهُورية ونظر لها بحِده كما لو أن عيناه ستقفزّ من مكانها وتنفجر دماً على تِلك المسكينة
طلع المكينه وشغلها وهو يبتسم بخُبث وحقاره
ارتعبت وارتجفتّ شفاتها من قرب المكينه لشعرها
هزتّ راسها بخُوف وهي تتراجع للوراء وتمسك راسها
طاحت بالأرض وهي تحاول تزحف
وهو يقرب لها اكثر ..
نزل لمستواها وهو يهمسّ ويلعب بالماكينه : تبين اقول للناس انكم مو بناتي وامكم جابتكم بالحرام ؟
بلعتّ ماريا ريقها بغصّه :  لاتتكلم عن امي الله يرحمها
قرب ابوها اكثر منها : انتي تدرين اني اخذت امتس عشان استر عليها ، الكل بيصدقني لما اقول انكم مو بناتي وحتى الرحمه ماراح يترحمون على امكم
شهقت ماريا بوسط دمُوعها وهي تهزّ رأسها وتترجاه : الله يخليك لاتتعرض امي بقبرها ماسلمت وهي حيّة خلها تسلم وهي ميته
ابتسم خلف بأنتصار : اجل اسمعي كلامي وقصي شعرس ومن بكره تشتغلين معي بالحراج وتبيعين زي العيال الي يشتغلون مع ابائهم هناك
زمتّ شفايفها وهي تحاوُل تقاوُم دمُوعها وبداخلها عتّب : بس انا مو ولد ..
قربت يدها للمكينه برجفّة
قربتها لشعرها الطوُيل البني الي امها ربته لها وتعبت عليه
غمضت عيُونها ودموعها تتسابقّ آخر ذكرى بقت لها من امها بتروح برمشّة عين
ارتجفتّ شفايفها وهي تمرر المكينه على شعرها ويبدأ يتساقط بالأرض
رجفت ببكائها وبداخلها كثير من الكلام : سويتها عشان مايتعرضونك وانتي بقبرك الله يرحمك يايمه
تكتف خلف وهو يناظرها ومبتسم لأنجازه الي ظل سنين يتمناه وهو
( ولد يشتغل معاه بسوق الحراج )
بعد دقايق
حست بأن راسها صار خالي من أي خصل طويله
تقدمت للمرايا ببُطئ ماكانت مستعده تشوف شكلها ابداً..

شهقت من شافت شعرها كله راح بلمحّة عين
ومابقى الا صلعتّها الي تحسستها بشعُور غريب جداً
ضحك خلف : صرتي ولد رسمي
صكتّ على فكها بقهر تحاول تمسك أعصابها
نطقت ماريا وهي منزله عيونها بالأرض : تقدر تطلع سويت الي تبي
تقدم منها خلف ببُطئ : بكره من الساعه ٧ الصباح بتكونين صاحيه واسمك من اليوم ورايح مب ماريا
تقرفّ من اسم ماريا : هذا الاسم الي حطته امك المطفوقه كنت بسميك على اسم جدتي خضره اصلاً
غمضت ماريا عيونها وهي تحاول تتمالك نفسها وأعصابها من انها تكون قاتله لـ ابوها
نطق خلف : اسمك من اليوم ورايح محمد خلف ، ولثمة شماغك ماراح تشيلينها لو تموتين ملامحك تفضح انك بنت
اخذ خلف نفس وكمل لما تذكر: ايه صح وكل يوم صارخي بقوه عشان يروح صوتك ويصير مبحوح ومايشكون انك ولد
وسعت ماريا عيونها بصدمة من اوامره الغريبه
طلع خلف من الغرفه تارك ماريا بحِيره وخيبه وآلم من احلامها الي قصّها زي ماقصّ شعرها وجردها من أنُوثتها
كملت قصّ شعرها بالمكينه ودمُوعها المالحه تمطّر على خدها المُورد
نزلت لمستوى شعرها الي بالأرض
وهي تجمعه وتضمه لصدرها ويمرّ شريط الذكريات عليها كيف أمها كانت تهتم فيه ..
استنشقته وانسدحت على الأرض وصوتها يدّعي برجفة : الله يرحمك لو تشوفين شسوا فيني ..
-
في الماضي في احد السنين القديمة..
فتاة تلعب بدميتها الخشبية بكُل طمأنينة بحوش اهلها
متجاهله العين  الحارقة الي تراقبها من المُلحق
ابتسمت بهدُوء لما لاحظت ان سايقهم يراقبها
لوحتّ له بيديها ونطقت بطفُولية :  كومار
طلع كومار من جيبه حلاوه ولوحّ فيها لقُوت
رمت قُوت دميتها وركضت للسايق كومار
وهي تحاول تاخذ منه الحلاوه
تراجع كومار لداخل الملحق
ودخلت قُوت معاه
سكر كومار الباب
وبدأ يرفع عن فستانها الوردي ..
-
كانت ام قُوت وراها مشوار لجارتها ومستعجله لأنها تأخرت
ظلت تنادي بصراخ : كومااار
ماستجابّ لها
وعيُونها تدور على قوُت الي اختفت : قوتوه ووجع
تقدمت للملحق
وهي تفتح الباب بقوه بدون ماتستأذن وتندفع بكلامها : كومار يلـ...
وانصدمت من ذاك المنظر البشّع الي شافته بعينها ..
بنتها على السرير مُغمى عليها وفمها مربُوط
وهو انسان قذر ناظر جسدها الصغير بشهّوه ولا حسب أي حساب آخر غير انه يركض وراء شهواته
صرخت ام قُوت صراخ مُرعب
وركض الأب لبرا عند المُلحق ..

صُعق بسام من المنظر الي شافه وصدمته ماكانت تقل عن صدمة زوجته
جن جنُونه لما شاف جسدّ طفلته على السرير مرمّي بتعب ووحشية وقرف
زمجّر بسام بغضب ومسك ياقة السايق وبدأ يضربه بوحشية ويشتمّه
صرخت ام قوت : بنتنا يابسام بنتنا ..
تنفس بسام بقُوة وبغيض وكأنه تنين بهذهِ اللحظة من حرارة انفاسه
تقدم لقُوت وهو يغطي الي يمكنه من جسدها ويشيلها بحضنه متوجه فيها للمستشفى
بسام بصراخ : سكري الباب عليه
توترت ام قوت : وين المفتاح
وسع بسام عيُونه وصرخ اكثر :  لاااايهرب سكري عليه الباب
ام قوت بصراخ ممُاثل : مو وقتك بنتنا بتموت !
تجاهلها بسام وهو يركض للسياره وبحضنه قُوت
ركبت امها بالسياره وهي ترتب ملابس بنتها وتمسح على شعرها وتدعي برجفة : يارب استر عليها ، يارب لاتفضحنا ..
وصلو المستشفى
وعيُونهم تتلفت يدورون على أي احد ينقذهم بهالمصيبة الكُبرى
استقبلهم ممرض شاب وهو يسحب السرير لهم
وضع بسام قُوت على السرير
واخذوها للطوارئ طوالّي ..
وضعُو لها مغذي ومسحو جرح منطقتها العميق الي كان ينزفّ
غطتّ ام قوت عيونها بصدر بسام
ضمها بسام بقُوه وكانه ينتظر احد يهون عليه مصَابه .. وطلبو لها فحص لكشف غشاء البكارة ليتحققون من عذريتها ..
بعد ساعه ..
استفاقت قُوت ببُطئ
عيُونها الصغيره تتلفت تدور عن امها
لمحت امها وابوها فوق راسها
نطقت ببحّة وهي ترفع يديها الصغيرة المغُروسه بالمغذي : ماما .. بابا
ازداد بكاء امها
وابوها الي يحاول يكتم دمعته وغصتّه القويه ..
تحركت قُوت وحست بوجع بجسدها : ماما انا طحت من السيكل ؟
ناظرت امها عيُون بسام وعيُونها مبلله بدمُوعها
جلس بسام على  طرف السرير: قوُت حبيبتي تذكرين وش صار لك ؟
هزتّ قوُت رأسها : لا ..
بسام بأستجواب : ماتذكرين مين كان معاك اخر مـ..
قرصت ام قوت بسام وهمست له : لاتضغط على البنت الي فيها كافيها
سكت بسام
وتقدم لهم الدكتور وفحوصات العذرية بيده
بسام بخُوف : دكتور فيه شيء؟
تنهد الدكتور : تعال معاي استاذ بسام
ناظر بسام قُوت وامها بخُوف ولحق الدكتور
اخذه الدكتور على انفراد

شيلي لثمة شماغك بثغرك تجمعت بنات آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن