رمى خلف شماغه وركض : الزببببنه
لحقوه الرجال وانتبهت لهرُوبه سيارة البلدية
لكن اسرع بكامل قُوته قبل ياخذونه البلدية
وصعد شاصه وهو يرقى الجبال فيه مو مهتم للأصوات الغريبة الي طلعت من السيارة
ماقدرو البلدية يتعدُون الجبال الصغيرة الي كانت عائق لهم وقررو يرجعون للزفلت طريق الشارع
لكن صدمهم خلف وهو يدعس على الدعاسة بأقوى سرعة ويتعداهم ويختفي عن انظارهم
ناظر خلف المرايه وماكان فيه احد وراه ابتسم بأنتصار : اعقققب تلمسون شعره من خلف
وازداد بضغطه على الدعاسّه ودخل طريق مُختلف تماماً واختفى من انظار البلدية الي تلاحقه
-
وقت الغداء
تجمعو على طاولة الطعام
حملت قُوت شهادتها بطفُولية وهي تحطها بنص الطاولة
ابتسمت ماريا وهي تصفق بحماس وتضم امها وتبُوسها بعشوائية
مُوضي بدون نفس : مبروك
تلاشتّ ابتسامة قوُت من ردة فعلها البارده وقرصت خشمها : من مضايق بنتي الصغيرة
ابعدت موضي عن امها بنرفزه : انا مو صغيره ، واصلاً لما كنت صغيره كنتي مدلعتني اكثر من الحين
عقدت قُوت حواجبها : وش ناقصك ياموضي ؟ ، هذا انا مارجع من داومي الا بآخر الليول عشان اعيشكم واجيب لكم الي تبونه
موضي بضيقة : كم لي اطلبك ذيك الشنطة ولاكلفتي على نفسك تشترينها لي و..
ماريا بمقاطعه لتحلطمها وبصراخ عالي : هييييه انتي عاد ! ، مو كل شيء تبينه لازم يجيك ارضي بحياتك وصيري قنُوعه
موضي والدموع بعيُونها : كل صديقاتي اباءهم مناصب الا انا ..
بلعت ريقها بغصّة واكملت : ابوي راعي ابل وغنم
ازداد نفس قُوت بضيقة : ماكان هذا اختياري
صرخت موضي : عشانك تحبينه خربتي حياتنا
ضحكت قُوت لا ارادياً : احبه ؟ ، خافي ربك ابوك مابقلبه ذرة حُب لي
موضي تقدمت من امها : اجل ليش تزوجتيه ؟رجعت قُوت شعرها خلف اذنها بتوتر من سؤال بنتها المُباغت
فجأه انفتح الباب وقطع نقاشهم الحاد وكأنه سكين يجرح ويقطع ويفتح جرُوح قديمة
خلف وهو يدندن ابيات شعر لشاعره المُفضل : صبيةً من آل بيت محمد ..
رفع انظاره وشاف وضعهم المتوتر
مدّ خلف الكيس الي بيديه لقُوت: قواته
استغربت قُوت مايناديها كذا الا عنده مصلحه
خلف : هذا به كرشة غنمه ابيتس تنظفينها وتفركينها ثم تطبخينها
ضحكت مُوضي بسخرية وهي تهزّ راسها بأسف
وصعدت لفوق ..
خلف : شبلاها هذي
تقدمت ماريا من خلف وهي تأخذ الكيس منه : جبه يبه ، انا اطبخه
ناظر خلف ماريا بحِده : لاتحتسين معي
تخصرت قُوت : وليه ماتحكي معاك ؟ شمسويه بنتي
خلف : بيني وبينها انتي مالتس شغل
سحب قُوت الكيس بقوة وهي تتجه للمطبخ وعافت الغداء بكُبره
دخلت ماريا على امها بالمطبخ : ماما
التفتت قُوت : وش الي صاير بينك وبين ابوك ؟
ماريا بتضييع للموضوع : مـ..ماصار شيء بس طلبني فلوس وقلت مامعاي
قُوت : متأكده ؟
ماريا هزتّ راسها : ايوه لاتفكرين اعرفك ماتصدقين تلقين موضوع تشغلين عقلك الحلو فيه
مدت قُوت يدها لخد ماريا وعيُونها تلمع : والله انك اجمل شيء بحياتي ، انتي حسنة خلف الوحيده
ضحكت ماريا وضاقتّ عيُونها
وبدأت تساعد امها باللي جابه خلف
-
وهو طالع من المدرسه بعد ماسحب ملف اخته
ركب سيارته ولقاها تنتظره
أقبل عليها ودخل السيارة
اندفعت تولين بسؤالها وبنبرتها ضيق : سحبت ملفي ؟
اصيل تنهد وهو يجلس على مقعد السيارة : ايه ..
تولين : وش بنسوي الحين ، حالنا من اسوء لـ اسوء
اصيل ضرب المقود بتفكير : بروح اليوم لعمي سعود واقنعه يخلي لنا نصيب من ورث جدي الله يرحمه
تولين : مصدق ابوي ميت ومستحيل يعطونا يموتون ع الريال
تضايق اصيل من كلامها الواقعي : الله يرحمك ياجدي بس ، رمونا رمية كلاب الله لايوفقهم
اصيل بتغيير للجو : تتوقعون يسحبون السياره بعد ؟
ضحكت تولين : مو لهالدرجه
اصيل عدل جلسته : بسألك
فتحت تولين آذانها تصغي له
اصيل وهو يحاول يتذكر : معاكم بنت بالمدرسةضحكت تولين لا ارادياً : من جدك تبي تشبك بنت من بنات هالمدرسه ، ذولا عينهم فوق مايبغون الا واحد غني
اكملت تولين بضيقة : وحنا خلاص صرنا مطفرين رسمياً ، انسى علاقاتك مع البنات مستحيل بيقبلون فيك وانت حافي منتف
اصيل تنرفز وشغل السياره : اعوذ بالله الواحد مايسألك
غمزت تولين : بس كيف شكل البنت
تنهد اصيل ..
تولين : اوووف شكلها صاروخ ارض جو
اصيل : ما اعرف ملامحها هاديه ودي بس ابكي بحضنها واشكي لها عن الي سووه فينا عمامي
ضحكت تولين : انساها مادرت عنك ..
-
بعد ماجلس مع اهله بعد ليلة حلوه كانو يتمنونها بدون مايتذكرون الي صار لهم من اعمامهم
راحو كل منهم لغرفته بشقتهم الصغيرة .. بعد ماتعودو على العزّ والمعزّة ووسع المكان
دخل اصيل غرفته الصغيره وهو يسكر الباب بأحكام
فتح السجادة
وشال الباركيه
وبانّ البلاط
سحب فتحه كانت بالبلاط وانفتحت له الحفره الي كان مخبي فيها صندُوق عتّيق قديّم
طلعه بهدُوء وهو يفتح الصندوق
وانكشفت له اغراض جده خنجره ، عصاه ، سيوُفه
اصيل : اجل طردتونا وماعطيتونا ورثنا ، والله لاخليكم تدورون على امانات جدي الي اغلى من ارواحكم ..
كان يعرف بأن هذي الأشياء هي اساس عائلتهم وتراثها وتناقلو هالأغراض من جدهم السابع لجدهم الحالي
كانت باهضة وجداً سعر هالأشياء .. لأنها ترجع لمئات السنين ..
بدأ يخبي هالأغراض ورجع كل شي لوضعه الطبيعي
-
بنص الليل كانت تتقلب من كابُوس مُزعج داهمها وضايقها
صحت تشهق وصدرها يعتّلي
عرفت انه كابوس ومسحت على وجهها : اعوذ بالله
ومثل ماتعودت دايم كل ماداهمها كابوس تنام بجانب امها
لبست شبشبها وهي تتجه لغرفة امها
فتحتها بدون ماتطق الباب لأن امها وابوها ينامون بغُرف منفصلة وهذا حالهم من سنين
صعدت ماريا على السرير وهي تراقب ملامح امها الملائكية وهي نايمه
ابتسمت بهدُوء وهي تقرب منها وتضمها وتغمض عيُونها تستسلم للنوم
استغربت ماريا من عدم احساس امها بوُجودها بالعادة نومها خفيف وبسرعه تصحى
ماريا بخُوف : ماما ؟..
ماكان فيه اي جواب
ماريا كررت : ماما
هزتّها ماريا
ولا فيه اي أدنى ردة فعل
فجأه سقطت يد قُوت بأنسيابية
توسعت عيُون ماريا بصدمة ..