ماكان الدكتور يعرف كيف يبدأ وكيف ينطق .. تمنى لو ماعنده لسان بهذهِ اللحظة لـ اجل ماينقل لهم هالخبر السيء
بسام ازداد نفسه وتوتره غلبّه : انطق يادكتور ..
نزل الدكتُور عيونه : طلع فحص عذرية بنتكم قُوت
بسام بترقب : ايه؟..
الدكتور : الطفلة فقدت غشاء بكارتها ، ماعادت عذراء
شهق بسام وصنمّ لوهلة وجمدتّ ملامحه
تماسك بالجدار وهو يغمض عيُونه بعُمق يحاول يستوعب الكلام الي لقطته مسامعه
نزل لمستوى الارض بدُون وعي منه وهو يصرخ
طلب الدكتور من الممرضين ينتبهون لحالته ويهدونه ..
-
بعد يُوم متعب وكأنه دهر من شدة طوُله وثقّله
رجعو للبيت
مع طفلتهم الي دفنت براءتها وودعت طفُولتها بذاك المُلحق
مو فاهمه اي شيء يصير وليش امها تبكي وليش ابوها رافض ينطق أي كلمه
مرو بسيارتهم على سوبر ماركت
قُوت : بابا عادي اروح البقاله امس كومار اعطاني حلاـ...
انفجر بسام : وليييييش تروحين له ياغبيه
ضرب بسام الدركسون بقُوته : ليييش .. لييششش
خافت ام قوت وهي تضم بنتها وتسكر آذانها : بسام دخيل الله لاتسوي فينا شيء
ماقدر بسام يسيطر على دمُوعه المكبُوته اكثر
وانهالتّ دمُوعه .. من بعد هالليله لاهو بسام ولا بنته العذريه قُوت هي قُوت
-
رجعو البيت وصدُورهم اضيق من اتساع هالكُون
دخل بسام الملحق ..
وشاف ملابس كومار واغراضه وشنطته مو موجوده
عرف انه هرب
رفس الباب برجله بقهر ..
وركض لباب الشارع لـ اجل يدور عنه
استوقفته ام قوت وهي تمسك يديه وتناظر عيُونه بأنكسار : ماعاد فيه حيله ، لو تدور عنه وتسوي ازعاج بيعرفون عن سالفة بنتنا وبتفضحها بنفسك ..
هدأ بسام من كلامها وعرف انه عينّ العقل والصُواب
حبسّ بسام نفس عميق لجُوفه وجثى على الأرض داعياً بصوت يرجف : يالله تقويني ..
تقدمت منه قُوت وهي تجلس بحضن ابوها وتمسح دمعته : بابا لاتبكي نسيت قصة الامير الي ضربوه الأشرار ومابكى
ابتسم بسام وسط دموعه
وهو يضم قُوت ويستنشق شعرها وريحة عطرها الطفُولي العالق فيه ..
وام قُوت الي تراقب موقفهم وتزمّ شفايفها تقاوم دمُوعها الي خانتها ونزلت ..-
بعد مرُور السنين العجّاف
وجاب الله مطر
قُوت الفتاة المسكينة بالأمس
طوتّ كل صفحات الماضي الي ماكانت بيديها واختيارها
تخرجت من الجامعة بمرتبة الشرف .. صارت ممرضة مثل ما كانت تتمنى
لكن بعد ماتخرجت
ازداد ضغط اهلها عليها من كل الجهات انها تتزوج
قُوت بخيبة : بابا كم مره اقولك هالموضوع بقفله .. مين بيقبل فيني ومين بيصدقني ؟
بسام نزل قهُوته ببُطئ : لقيت لك عريس
قُوت : بابا افهمني ما ابي .. انا بكمل دراستي الآن عشان اصير دكتوره
بسام بحِده : سكتنا كثير على دلعك وقت انك تتزوجين الحين !
قُوت بصراخ : مين هذا الي بيقبل فيني!
بسام : ولد عمك مطلق .. خلف
فتحت قُوت فمها بصدمه وماقدرت تنطق : من جدك بابا !
بسام استقامّ : بتتزوجينه ولا بتنسين ان عندك ابو
قُوت : الحين انا تزوجني راعي الغنم هذا حتى ريحته جيفه ! وانا الممرضه بقبل فيه
بسام تقدم منها : وهو قبل فيك ..
انصدمت قُوت من كلام ابوها الي وراه الف معنى جَارح
هزتّ رأسها بصدمه ودمُوعها عالقة بمحجر عيُونها
وصعدت لغرفتها تبكي
كانت بتلحقها امها ..
مسكها بسام : خليها تعرف اننا مانبيها تنفضح وتصير سيرتها على كل لسان ، عايلتنا لها سمعتها ومكانتها
ام قُوت : مالقيت الا خلف يابسام ! ، وش جاب الثرى للثريا قُوت بنتنا طموحه وذكية وهذا راعي غنم حتى الثانوي ماكملها
بسام بحِده : خلاص دفعت له مهر عشان يتزوجها وزواجهم الخميس