توسعت عيُون ماريا بصدمة ..
وظلت تزيد وتهز امها : مـاما
ماكان فيه أي استجابة
ابتعدت ماريا بخوف وهي تركض للسيب وتصرخ : الحقووو الحقووو
وركضت لغرفتها تدور جوالها بجنون
مسكته وهي ترجف واتصلت على الاسعاف
صحت موضي من صخبّ ماريا
موضي بهواش : خير ان شاء الله طفي اللمبه
ماريا والدموع بمحجر عيُونها : موضي امي ..
موضي بعدم اهتمام ضمت المخده تحاول ترجع تنام : وش فيها امي
ماريا : ماتتنفس ولا تتحرك
استقامت موضي بسرعه
وركضت لغرفة امها
وتقدمت منها بسرعه وهي تهزها
فعلاً ماكانت منها أي استجابه !
شدت شعرها بخُوف من فقدان امها وهي زعلانه عليها
ركضت موضي تصحي خلف
وماريا تستنى الأسعاف بعدم حيّلة
بعد دقائق وصلت الأسعاف
نقلو قُوت وصعدت ماريا بالسيازة
المُسعف : تعرضت لنوبة قلبية ، توقف النبض عندها !
ارتفع صدر ماريا بخُوف : امي بخير؟
وبدأؤو يسوون لها انعاش قلبي على بال مايوصلون للمستشفى
كانت ماريا تغمض عيُونها بخوف مع كل صقعة يصقُعون فيها قلب امها الرهيفّ
كانو قاسيين عليها بصاعقتهم .. الصُوت لحاله مُرعب
وصلو المستشفى واخذوها بعجلة على الطوارئ
وانصدم الدكتور من شافها : هذي الممرضة قُوت بسام ؟
حاول يتجاهل ضيقته وهو يحاول يسعفها
لكن فات الآوان.. وقفت نبضات قلبها ، واستسلمت لهذي الدنيا الي ماسّرتها بيُوم
فرك الدكتُور عيونه بضيقة : لاحول ولاقوة الا يالله
استوقفت ماريا الدكتور وهي تطق اصابعها بتوتر : دكتور امي بخير؟
تنهد الدكتور وهو يربتّ على كتفها : البقى بعمرك..
فتحت ماريا فمها بعدم تصديق
البقى بعُمرها .. جاوبني يادكتور هو فيه بقيّه بعمري بعد ماراحت حسنة حياتي الوحيده ؟
—
ضمها خلف لأول مره من شاف انهيارها .. للمره الاولى حستّ عندها اب وحستّ بيد غير يد امها تمسح عليها
امهم الي ياما انقذت الناس بعد الله من نوباتهم القلبية وانعشتّ ارواحهم .. ماقدرت تنقذ نفسها وهذا المكتُوب بقدرها وعلى اقدار ربي مافيه اعتراض
—-
من الهم ناحتّ وكتمت مكنُون صدرها ولا باحت ومن بعد هالليل دمعها ماوقف من السّيل .. عسى عقب سيل الأمطار خضَار وعمَار
—-
بعد شهر من فقدان قُوت
تدهورت أوضاعهم المادية وضاقت فيهم من كل اتجاه
نزلت موضي وهي تكلم ابوها : يبه
خلف : خير وش تبين
موضي : ابي فلوس اسدد فيها رسوم مدرستي الاهليه ، بيطردوني
خلف : ماعندي
موضي : متى طلبتك وصار عندك اصلاً
خلف : انقلعي لاشوفتس
نزلت موضي لمستُوى ركبة ابوها وهي تكلمه بلطف : يبه حبيبي والله بيطردوني
رفسها خلف برجله وطاحت بالأرض : قلتلك ماعندي ويله فارقي
انصدمت موضي من معاملته الفضّه معاها
كتمت غصتها وهي تصعد لفوق
كانت ماريا بتلحقها..
قاطعها خلف : سوي لي عشاء
ناظرت ماريا موضي بضيقة
وغيرت اتجاهها للمطبخ وهي تطبخ له بدُون نفس : ليت امي عايشه بدالك
-
ثاني يوم الصباح
اتصلت موضي على جدها بسام
استغرب بسام من الرقم الغريب ورد
بسام : نعم
اندفعت موضي : سلام جدي اخبارك ؟
بسام : من معي
موضي بإنحراج : انا حفيدتك موضي
بسام بعصبيه : وش تبين
موضي : والله ياجدي من بعد وفاة امي ماحنا لاقيين اكل يسد جوعنا
قفل بسام الخط بوجهها
بسام : امكم كل هالسنين مقاطعتني والحين تبون مني فلوس يابنات خلف والله ماتشمونها
انقهرت موضي ورمت الجوال على الأرض بقهر
اخذته وشافته مكسور
تضايقت بزيادة : كيف بصلحه الحين
-
كانت بغرفة امها
تحب ريحتها الُمعبقه بالمسك .. تحب ملابسها الي الوانها فاتحه ولا عمر الأسود طبّ دولابها كانت دائماً متفائلة .. بس الحظّ غلابّ
صلت بشرشف صلاة امها وعلى سجادتها لـ اجل ترتاح
ماريا استسلمت لربها: انا عارفه يالله انك بتعطيني الصبر
انتهت وانسدحت على سريرها بهدُوء
لكن دمُوعها غلبتها ونطقت بغصة : بس ياربي انا اشتقتلها ..
-
تولين وهي تشد اصيل : يرحم امك لاتروح فكنا من المشاكل
اصيل : انتي شايفه وضعنا ! لنا حق بالورث مثل مالهم حق
تولين : خلاص احنا عايشين مرتاحين اهم شي
شد اصيل ملابسه الي كانت تولين متمسكه فيها
وتجاهل نداءاتها وهو يتجه لبيت اعمامه
وصل
وناظر القصر الي كان عايش فيه لُمدة سنين
ماتوقع ان هذا قصر الي آمنه بيكون قصر الظالمين الي بيظلمُون حياته
توكل على الله ودخل
دخله الحارس لمعرفته بأصيل
ودخل الصاله وشافه كل العائلة مجتمعه وضحكهم واصواتهم تتعالى
صفق اصيل : اشفطو الاول والتالي وانبسطو وش وراكم !
انكبت القهوه على عمه يوسف من شاف اصيل
ماجده وهي تهف على زوجها : بسم الله عليك حبيبي
اصيل : خايفه عليه من حرق بسيط ؟ خافي عليه من عذاب النار وهو ماكل ورث ناس يتامى
بلع يوسف ريقه بغصّة : اطلع برا
وزع اصيل انظاره بأسف على اعمامه : ما اصدق تحولكم هذا عشان بس ورث اعمى عيونكم
نزلت نوف
وناظرت لـ اصيل بعدم تصديق وعيونها تلمع كانت تحبه وفاقدته من شهُور
تقدم عمه سعود منه : كم تبي قرش ونفتك منك
ضحك اصيل : تحسب الفلوس تهمني ؟
نطق اصيل بحِده وهو يناظر عيون عمه : نفاقكم وخبثكم هذا جالطني الله لايسامحكم من مات جدي طلعت وجوهكم الحقيقه
ناظرهم اصيل بأستحقار وكان بيطلع
لكن استوقفه صوت ولد عمه عزام وهو يصرخ
عزام : تراث جدي مب موجود !
صرخ العم خالد: وشلون مب موجود ، هذا تراث اجدادنا احد يضيعه !
وزاد الهلعّ بالقصر وكل منهم بدأ يرفع صوته على الثاني ويلُومه
ابتسم اصيل بخُبث وهو يناظر لهم ويطلع لبرا تاركهم يحترقون بنَارهم ..
لحقته نوف وهي تناديه بلهفه متجاهله المشاكل الي وقعت : اصيل ..
التفت لها اصيل ببُرود : نعم؟
انصدمت من ردة فعله البارده ونطقت بهدُوء : ولاشيء سلامتك
-
بالمدرسه
دخلت المديره فصل موضي
خافت موضي وهي تأشر لها تسكت لـ اجل ماتفشلها قدام البنات
المديره تكتفت : وبعدين ؟ ، قلتلك لاتداومين الا معك فلوس الرسوم
فركت موضي يديها بتوتر
وتقدمت للمديره : امشي نتكلم برا
المديره : ماعندي كلام ! ياتدفعين الرسوم يا اطلعي برا مدرستي
انصدمو البنات وبدأؤو يتهامسون
ميرال بسخرية : اوف يابنات حتى فلوس المدرسه مو قادره تسددها
توترت موضي اكثر من كلامهم
ميرال : ايوه ياموضي قلتي لي ابوك بيسفرك باريس الاسبوع الجاي ؟
ضحكو البنات بسخرية
صكتّ موضي على فكها بقهر
واخذت شنطتها
ميرال ناظرت لها بنظرة شرّ : كذابه
موضي : انا مو كذابه ، وراح ارجع واوريك انتظريني
ضحكت ميرال : الله يقويك يالكذابه
طلعت موضي تحت انظار البنات المصدُومين وكانو حاسدينها ظنهم انها عايشة بثراء من اناقتها وشياكتها
وصار موضوعهم لهذا اليُوم موضي وكذبها
ميرال : اصلاً من اول كنت شاكه انها كذابه
زينب : يمكن ابوها افلس
ميرال : سالت ابوي عن اسم ابوها بالاسواق ، قال مو موجود هذا الاسم يعني تخيلو كذبت بوظيفة ابوها بعد !
