4|| انطلاقة نحو الأمل

726 48 12
                                    

فتح بحريتيه الواسعتين نعسا ليقابله السقف السكري للغرفة فرمش عاجزا عن تذكر ما مر به فاستغرق في شرود عميق حتى بدأ يتذكر ببطئ فيبتسم حالما استوعب ما حدث ليعتدل بتعب و يبتسم محدقا في تلك الرسومات اللطيفة على جبيرته بعد سهرهما في الأمس لينظر بعدها لابن عمه الذي يشخر جواره فابتسم هامسا "لقد خف الألم حقا بفضل هذه الرسومات أخي!! أشكرك!!"

عاد الضيق لصدره فهم سيتخلون عنه قريبا ليتنهد و ينظر لصدره الذي نام به عاريا بسبب اللعب أمس فابتسم و بدأ يرسم زهورا مفكرا 'أتمنى فقط أن يزول ألم قلبي هكذا!! سأكثر من الفراشات!!'

كان يضحك سعيدا بينما يرسم حتى سمع الباب يفتح لينظر بتوتر لزوجة عمه التي شهقت من رؤيته يوسخ صدره فأمسكت أحد المناديل المبللة لتمسح برفق شديد على صدره المشوه خائفة من أن تؤلمه ...

لم تدرك أبدا تبعات تصرفها على الفتى الذي ظن نفسه أزعجها فبدأ يعتذر و بصوت مرتعد أردف "أ أنا ... أنا حقا آسف عمتي!! ... قال كوتارو أن الرسم بالألوان على المكان الذي نشعر فيه بالألم كي يزول فـ ... فحاولت الرسم لأنه يؤلمني ... هـ هل سأُعاقب؟!"

تنهدت لأنها أخافته دون قصد فضمته لصدرها برفق مجيبة "صغيري نحن لن نؤذيك مجددا ... ألم نعدك؟! كل ما في الأمر أنني لا أريدك أن توسخ نفسك كي لا تتألم عندما ننظف و ننزع الضمادة ... هل أنت بخير الآن؟"

أومأ بهدوء لتقبل جبينه و تحمله مجهزة إياه بينما اكتفت الخادمة بتجهيز ابنها ... أكملت تمشيط شعره لتقبل خده قائلة بمرح "لا أظن أن هناك من بوسامتك ماتسو!! انظر لكل هذه الظرافة!!"

ضحك بخجل مجاملا إياها بينما يقبض بقلق داخلي على سرواله فهو لا يعرف متى سيتم رميه فحملته نحو طاولة الفطور حيث جاور عمه من جهة و قابلها من الأخرى فنظر بينهما ببرائة قائلا "صـ صباح الخير!!"

أتى ابن عمه النعس ليبتسم على شكله و هو يتذمر من المدرسة غير مدرك لأنها أغلى حلم لمن يجاوره المقعد و الذي أنزل رأسه بابتسامة كئيبة بعدما فقد فرصته للذهاب لها فودع الأب و ابنه لينظر بعدها لعمته التي حملت طبقها فحمل خاصته لو لم توقفه قائلة بعبوس "هل تريدني أن أغضب منك ماتسو؟! لقد وعدتني أنك لن تتصرف مجددا كخادم!!"

همهم بعبوس و تمتم مشيحا بوجهه "نسيت ذلك ... و ليس عدلا ألا أساعدكم!!" ... قرصت له أرنبة أنفه قائلة بمرح "إذا أردت حقا المساعدة أيها المشاكس فاصعد لغرفتك و اختر معطفك المفضل ... سترافقني للشركة عزيزي!!"

ابتهج وجهه لاحتمال خروجه فصعد بسرعة الدرج بمساعدة خادمة أرسلتها عمته لينظر بدهشة لخزانته المليئة بالثياب و يهمس لنفسه 'اذا كانوا يستطيعون شراء كل هذا فلماذا حرمني عمي حتى من حذاء جديد ... سيتم التخلي عني قريبا على أي حال!!'

بقايا روح || Remains of a soul حيث تعيش القصص. اكتشف الآن