هل تستطيع التحمل

816 54 27
                                    

عندما حل الليل كان لي مين هو نائما بهدوء شديد بعد ان غلبه الارهاق والتعب

اثناء نومه شعر لي مين هو بشيئ يضغط على جسده ، شيئ ثقيل اشعره بالاختناق ، لم يستطع الاحتمال بعد الان وبدأ وعيه بالعودة جزئيا ، فتح عينيه وشهق بقوة لاخذ اكبر قدر ممكن من الهواء

عندما نظر حوله بخوف ولم ير احد في الغرفة الضيقة مد يده تحت الوسادة وسحب السكين الرخيصة التي اشتراها بعد الظهر

ولكن عندما حاول النهوض من السرير تفاجأ بأرتداد جسده ، لم تقو ساقاه على حمله ورأسه كان ثقيلا جدا وانفاسه ساخنة ، شعر بدوار شديد وسقط جسده الى الوراء بدأ يلهث بشدة و بقي لفترة من الوقت هكذا الى ان مد يده ببطئ وبدأ يربت على صدره

" لا بأس ، لا بأس.....-لا.. بأ-س ...."

تباطئت ربتاته واصبحت عيناه رطبتان اكثر فأكثر ، مع كل نفس يأخذه بدا صوته اجشا

'هل انا جشع ؟ هل ما اريده كثير علي ؟
لماذا ؟!  لماذا لست انا ؟! لماذا انا هكذا ؟! اريد القليل من الراحة ، فقط القليل منها حتى استطيع ان اغفو بسلام ، اريد النوم لفترة اطول في الصباح ، اريد الاستيقاظ عند الظهيرة ، اريد تناول اللحم ، الكثير من اللحم ، اريد ملابس جديدة ودافئة ، اريد ..... امي ، اريد ...،ابي ، اريد ان يحتضنني ابي بقوة وان يقول لي لا بأس ، اريد اخا يحميني ، واختا تواسيني ، وبيتا يؤيني في كل فصول السنة لا اهتم شتاءا كان ام صيفا ، ..... اري_ '

لم يكمل لي مين هو تنهداته لانه غفا اثناء ترديدها في قلبه كتعويذة سحرية يأمل تحققها في عالم بلا سحر

كان الغسق من اليوم التالي عندما استيقظ مرة اخرى ، حاول النهوض من على السرير لكنه لا يزال غير قادر على ذلك .

" يبدو اني غفوت لفترة طويلة ، سأفصل من العمل اذا لم اذهب . يجب علي النهوض  "

كان مستلقيا على السرير ومن وضعه كان يرى الاضواء من بعيد تخيل انه تحت تلك الاضواء كانت العائلات السعيدة تجلس معا ربما كان الاطفال يشتكون من المدرسة وكان الاباء يرتاحون بعد يوم متعب في تلك اللحظة كان الجميع يتمتعون بسلام وترف الاسرة كان هذا هو الدفئ الذي طالما اشتاق اليه لكن لم يتلقه ابدا

ايقظه من شروده صوت رنين الهاتف التقطه بصعوبة واغمض عينيه اثناء الرد بسبب الصداع الشديد

" م- احم ، مرحبا "

لكن ما استقبله كان صوت صراخ رئيسه بالعمل

" ايها الاعرج لماذا لم تأت للعمل بالامس ؟! هاا ، اتظن انني لن اقوم بطردك فقط لانك طفل ؟! ، الجميع يعملون ويتعبون هنا وانت تريد المجيئ والصعود على ظهورهم بوقاحة ! لا تأت للعمل بعد الان انت مطرود "

كان كمن يريد التخلص من حمل ثقيل واخيرا اتيحت له الفرصة

" ل-لكن " لم يستطع لي مين هو معالجة المعلومات بسرعة ، استغرق عدة ثواني قبل الرد لكن رئيسه كان قد اغلق الخط

فتى العصابات البريئ!!؟...ماذا!!!!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن