بارت1

560 3 0
                                    

#سقف_الامنيات

الفصل الأول

صوت جرس الباب المتكرر قطع عليها إنهماكا في الرسم فختت الفي يدها بعصبية وهي بتنفخ بزهج، فتحت الباب واتفاجأت  لما ظهر قداما بي طلتو البتحبها وهو مبتسم وبقول : ساعة عشان تفتحي؟ مش قلت ليك جايي؟
قالت ليهو بي إرتباك : أسعد؟ جيت بدري لييه أعتقد قلت ليك أمي ماجات من برا لسة وانا براي ياأسعد أرجع من محل ماجيت
قال بعاتبا بي مزاح: وفرضاً براك حتخافي مني يانيڤين؟ بتبالغي ياخ إنتي الوحيدة في الدنيا دي الما ممكن اضرها في يوم
قالت بنفس الإرتباك: طيبون اتفضل أها وإنت المسؤول قدام أمي لو جات
دخلتو وقعدتو في الصالة وهي واضح مزعوجة
أسعد ضاحك: خلاص يابت مالك بتتراجفي كده؟ تعالي اقعدي طيب ممكن؟
قعدت وهي بتعاين ليهو ممحنة، قال وهو بضحك : أول حاجة مشتاق ليك وماقدرت أنتظر أهون عليك يعني؟ وعمتي لو في ماحتدينا فرقة برانا وتاني حاجة الرجفة الفي ملامحك دي بتزيدك حلاة فبحبك أكتر وأكتر فما تزيديها علي أرجوك
إبتسمت في الأخير وقالت : مشكلتي مابقدر عليك بتشلني بي كلام الحنك السنين كل مرة، بس ياأسعد أمي قالت لي أوعي تستقبلي أسعد أو أخوانو او اي زول في البيت ده وانا مافي
أسعد مبتسم : وليه حددتني أنا بالإسم يعني
نيڤين  : مابعرف شوف انت عامل شنو ياترى  اكيد شاكة فيك
أسعد: يمكن عشان  إني لمحت ليها إني دايرك؟ لكن قريب حااكلما بالواضح واقول ليها أنا بحب نيڤين عرسيها لي ياعمتي والا حموت نفسي
لحظتا ضحكت بخجل وحاولت تتمالك نفسها بس غلبا وقالت ليهو : أسعد أنا بحبك شديد بالجد أكتر مما تتخيل
غمض عيونو  بطريقة تدل على الاستمتاع بهذا التصريح واخد نفس عميق وزفر وقال : شكلي حاأمشي قبل ما تجي عمتي لأنو لو جات حتعقد لي عليك لأني ماحاأقعد عاقل كتير
نيڤين ضاحكة : أهااااا دي الحركات الما بتنفع معاي إنت عارف فقوم اتخارج أحسن وتاني ماتجي هنا براك يلا ورينا جمال خطوتك
أسعد: يعني فوق ماإنك بعدتي مني من سكنتو في البيت ده عايزاني مااجي ولا اتملى من ملامحك المطبوعة في قلبي  ومجنناني دي؟ يابت أنا كل يوم بفكر اخطفك ونهرب لمكان بعييد مافيه ناس غير أنا وأنتي بس
نيڤين: كده احسن شي ياأسعد عشان تفتقدني، ويلا عليك الله قوم أمشي وتعال بعدين
أسعد : حأمشي حسي لو بس تقولي لي تاني بحبك يا أسعد وتكون عميييقة كده
إتنفست بصوت مسموع واتنحنحت بعدها قالت : عيب يا أسعد تستدرج بت صغيرة مسكينة زي حالتي كده
طوالي قام على حيلو وإتحرك على الباب وهو بقول : اللهم الثبات اللهم الثبااات حأجن قريب لو ماعرستها
وقفت تضحك عليهو وهو طالع بالطريقة دي واتنهدت بعدها ومشت قفلت الباب.....
أسعد ونيڤين قرايب بت العمة وود الخال، حب الطفولة الكبر سنة بي سنة خصوصاً إنو نيڤين عاشت فترة من طفولتا وبدايا مراهقتا في بيت خالا وكبرت قدام عينو..
كانت البداية من سنين طويلة فاتت وقت رباب عمتو لي أسعد راجلا عادل طلقا وسط عركة كبيرة حصلت بينو وبين أخوها محمد والد أسعد الأكل قروش حصاد غربتو لي عادل راجلا بعد دخلو في مشروع فاشل وشيل الخسارة ليه كلها براهو، راجلا وقتها إنهار وفش غلو في رباب وهددا انو أخوها يرجع قروشو يا يرميها ويطلقا وطالت المشاكل  وماوعى إلا على إنو مطلق رباب مرتو وام بناتو الاتنين شيرين ونيڤين، طفلتين حياتهم وطفولتهم اتدمرت بدون ذنب.. رباب رجعت من الغربة وفي يدها الطفلتين  داخلة على المجهول، وقتها محمد سكنا في جزء صغير في بيتو كان فاصلو ومأجرنو لي ناس مرقهم وسكنها هي كونو عارف انو سبب دمار حياتا وفرقة أسرتا.. مرتو مارضت وقتها وماخلت كلمة ماقالتا وآخذتا بيها وهي ساكتة وصابرة عشان بناتا خصوصاً إنو عادل فاتهم وماسأل فيهم حتى، بي سببا هي يعني في رايو.. عاشو أيام مرة شديد ورباب مالقت في أخوانا السند الحقيقي يمكن عشان ضيق اليد وصعوبة الظروف ويمكن عشان سميعين لي نقة زوجاتهم المهم ماساعدوها في محنتا، محمد هو الكبير في الاسرة فرحبو بي إنها تفضل معاهو ويشيل مسؤوليتا، ياما نادية مرتو لمحمد عملت وقالت وماراعت للصغار المساكين بل إنها وصل بيها الحال تسمع الطفلتين كلام مؤلم جداً بدون مراعاة لي سنهم لما تقول قدامهم مرات :أبوهم جدعهم لينا ولا كأنهم بنات حرام..
رباب كانت بتتعب كتير عشان تصم آذانهم عن أي كلام سلبي يجرحهم بس ماقدرت..
محمد كان عندو من ناديا اربعة، تلاتة اولاد وبت أسعد كان الكبير وفي بعدو هيثم وهاني والبت الصغيرة هدى، أسعد اكبر من نيڤين بسبعة سنين فكان معتبر نفسو مسؤول عنها هي وشيرين أختها الأكبر منها، لكن لقى نفسو مهتم أكتر بيها هي وشوية شوية الحب سكن قلبو وقلبها.
كانت الحياة تعيسة على رباب وبناتا، والأمور عشان تسوء أكتر يقوم محمد يكلم رباب إنو لازم يطلعا من البيت لأنو محتاج قروش الإيجار وقال ليها تسكني معانا بي هناك بديك اوضة إنتي وبناتك، رغم إنو الموضوع مابجي كونو عندو أولاد صبيان في البيت تقعد هي بي بناتا وسط الأولاد كيف، إلا إنو أخوانا رضو وباركو الموضوع فماقدرت تعترض وقت قالو ليها ماتتفلهمي وارضي بي واقعك وبناتك امسكيهم عليك فييييي طرفك...
رحلو فعلاً وسطهم وناديا ماكانت راضية بالوضع ده وبدت حرب المطاعنات والمشاحنات مع رباب ، والمسكينة بتجاهد عشان تبعد بناتا عن الصبيان المراهقين وتحميهم من اي غلط ممكن يحصل..
الكان سعيد بالتغيير ده اولاد محمد خصوصاً أسعد وبسبب قربو من عمتو وبناتا حب نيڤين وعلقا هي فيهو وبقت تحبو كمان..
بعد مده من الزمن عادل رجع يتواصل مع بناتو بعد أمو لامتو واصرت عليهو يمشي ليهم ويجيبهم عندهم ومايخليهم بس لي أهل أمهم، لكن ماكان بصرف عليهم بحجة انو ماعندو قروش وتاكلهم لي أمهم وأهلها، بكده لقو البنات المتنفس الوحيد هو يوم يمشو يزورو حبوبتهم لأنها بتحبهم وبتعاملهم كويس  فما بعملو اي حاجة غير يتونسو ويضحكو عندها.. رباب حست بالقهر لأنها ماقادرة توفر ليهم اي شي وكمان ماقادرة تعيشهم مرتاحين البال..
كل القدرت تعملو تشجع بناتا يقرو وينجحو وفعلاً شيرين اجتهدت ونجحت وكانت عايزة تقرا في كلية الثقافة والإعلام  ودخلت الكلية  بمجهودا..
بعدها بمدة الاحوال إتغيرت للأحسن وقت عم رباب الفي أمريكا رأف بي حالا وقرر يدفع مصاريف الجامعة لي شيرين وكمان قرر يأجر ليها بيت ليها هي وبناتا وقد كان... محمد حاول يتحايل ويشيل قروش الإيجار ويرجع يقعدا في بيتو كمستأجرة لكن اخوانو رفضو وقالو ليهو القروش أمانة ولازم ننفذ كلام عمنا.. وبكده أجرو لي رباب شقة على قدرها هي وبناتا وده السبب البعد نيڤين عن أسعد بعد كانو ساكنين في نفس البيت.... أسعد في آخر يوم لي ناس عمتو في البيت قدر يلقى ليهو طريقة يتكلم بيها مع نيڤين وجاب ليها هدية، فتحتا لقتا دفتر رسم والوان خشب وألوان زيتية، فرحت شديد وهو برر ليها وقال : عارفك بتحبي الرسم شديد ودي هدية بسيطة تتزكريني بيها
نيڤين: الله ياسلااام، شكراً ياأسعد  جد فرحتني..
قال ليها مبتسم بحب: تتزكري وقت نجحت في إمتحان الشهادة وجبتي لي هدية القلم المزخرف بي رسومات؟ كان لازم ارد ليك الهدية بأجمل منها..
وقتها كانت صغيرة شديد وكانت فخورة بنفسها وقت جابت ليهو القلم بعد تعبت من التفكير تهدي شنو بمناسبة نجاحو، إبتسمت وقالت ليهو: هديتك أقيم مشكور يا الغالي..
رحلت رباب والبنات أخيراً في البيت الجديد وسعادتهم تفوق أي شعور ممكن تتخيلوه، شقة فيها غرفتين وصالة  ورغم ضيق المساحة إلا إنهم حاسينها قدر ميدان والوساع حاسينو في قلوبهم، شيرين اول شي عملتو لبست بجامتا القصيرة وفكت شعرها وبقت ترقص وتنطط وأمها تضحك عليها أما نيڤين بقت تحضن في الحيط والباب وتقول : بيتنا، بيتناااااا أخيراً بقينا في بيتنا...
أكبر شعور بي الوجع وقلة القيمة لما تحس روحك عالة على الناس وهم ماطايقينك وإنو مابتملك أي منفذ في الدنيا دي تتنفس منو براحة بدون ماتكون مراقب من الغير وكأنك واقف عريان وسط الخلق، بجد وجود بيت يلمهم حتى لو صغير ده إحساس مابعدو إحساس..
                                   & & &
نيڤين قفلت الباب كويس بعد فات أسعد وقلبها كان بدق وبقت تضحك تضحك، حبها لي أسعد كبير ماقادرة تتصور تحب زول قدرو ولازول يجي في مكانو.. وهي واقفة سرحانة تلفونا إتصل وبصوت عالي فزعا لمن ختت يدها على قلبها، جرت ترد وعاينت للمتصل كانت أمها : الو!
رباب: اهليين يانوڤا كيفك حبيبتي قيلتي كيف
نيڤين : أهليين ياأمي كيفك الحمد لله تمام بس زهجتا البيت صاني لا انتي لا شيرين موجودين
رباب: جاية خلال  ساعة ان شاء الله
نيڤين اتنحنحت وقالت ليها: أمي أسعد قال جايينا فماااا تتأخري
رباب محزرة: يابت نيڤين إياك يجي بي وراي ماتجيبي لي الكلامات
نيڤين: كويس كويس بس انتي ماتتأخري
رباب: مالك ما راكزة في الأرض يابت عادل ما تجننيني
نيڤين: غايتو انتي ياأمي، حسي أنا سويت شنو؟ رباب: لساك صغيرة على كلام الحب والغرام والكلام الفارغ ده
نيڤين :طيبون يأمي إنتي تأمري، خلاص مع السلامة مابأخرك
رباب : أضربي لي شيرين شوفيها وين مالا إتأخرت ماجات
نيڤين: طيب حاضر
قفلت منها واتصلت على شيرين، رن مسافة بعدين ردت: الو نوڤا!
نيڤين:  شيري وينك مالك مارجعتي كل دي محاضرات؟
شيرين: أنا مع سارية في مشوار لكن خلاص راجعين
نيڤين: تاااني سارية ياشيرين؟ إنتي مش امي منعتك تلاقيها
شيرين : سارية صاحبتي ياخ وماشفت منها حاجة تخليني اسيبا يعني
نيڤين : لو عرفتك حتبهدلك
شيرين : مابتعرف الا منك ومااظن تفتني أختك حبيبتك
نيڤين: مشيتو وين  طيب
شيرين: قابلنا جماعة اصحابا بس وراجعين
نيڤين: شيري سارية دي ساحباك وراها على قول امي وانتي وراها زي الهطلة ،حقو تركزي في قرايتك الحلمتي بيها سنين
شيرين: خلاص ماتتلايقي جاية جاية ولو أمي سألتك ضاري علي
نيڤين: إنتي لو بتخافي ماتسمعي الكلام طيب
شيرين: خلاص اقطعي وشك سارية جاية علي ماتسمع كلامك ده
قفلت منها وهي بتهز في راسا بأسف وقررت ترجع تكمل رسمتا أحسن شي..
بعد فترة طويلة رجعت شيرين للبيت وهي في غاية التعب وإستقبلتا اختها بي العتاب: بتبالغي يابت عادل ياخ كان تختي اعتبار لي أمك او أختك القاعدة براها دي وترجعي تقعدي معاي
شيرين: ماتبدي عليك الله ماقادرة اتنفس عدييل دايرة استحم أول واتهوى شوية بعدين صدعي راسي
نيڤين: سارية دي انتي عارفاها بتاعة أولاد وحركات ومرقات وأمي مادايراك تباريها، إنتي دخلتي كلية أحلامك ومحتاجة تركيز مش ده كلام امي ليكي؟
شيرين : سارية صاحبتي من نحن أطفال ياناس واقرب بت لي من بنات الفريق
نيڤين: شيري نحن اتواعدنا مافي شي يفرقنا ولا يدخل بيناتنا ابداً ومالينا غير بعضنا مادايرة يكون في زعل بينك وبين أمي أرجوووك
شيرين اتنهدت وقالت : طيب حاضريين ياستي، بقلل من احتكاكي بيها مابطلع معاها أي مكان والصحبة تبقى في حدود الفريق كده حلو؟
نيڤين :حلو جداً وبكده أمي بترتاح من الخوف عليك
قامت شيرين تغير هدوما وتمشي الحمام أما نيڤين قامت ترد على تلفونا الضرب تاني وفرحت لمن لقتو أسعد فردت بلهفة وقالت: الووووو! أسعد
هو رد قال : عيونو وقلبو وروحو
نيڤين : مالك في شي محتاج شي؟
أسعد: محتاج أشوفك كل دقيقة ولحظة وثانية في حياتي، آه بس لو اعرف لييه رحلتو من البيت وخليتيني معذب ببعدك كده
نيڤين: أمي بتقول البعد محنة
أسعد: لكن القرب أحن
نيڤين: كلها شارعين منكم ياقلب مامشينا بعيد
أسعد: وقت أجي داخل البيت المسا وماأشوفك مبتسمة لي ومرحبة زي كل يوم قلبي بوجعني
نيڤين: ولو قلت ليك أنا يادوب ارتحت وحسيت بالأمان في البيت ده ماحتفرح لي؟ أسعد أنا كنت حابة العيشة عندكم بس عشان وجودك انت لكن عمري ماكنت هناك مرتاحة ومبسوطة
أسعد: عارف ومبسوط عشانك انتي بس، لكن الوضع ككل ماكان مريحني، تطلعو تعيشو في بيت براكم وانتو ماعندكم راجل يحميكم ويضللكم
نيڤين: بس انت موجود ومافي أرجل منك أنت نعتمد عليه
أسعد صدم من الاجابة وضحك كتير بعدها قال: حناكة يابت عمتي لقيتك، مرات بشك في عمرك والله ماممكن الفصاحة دي كلها طالعة من بت مراهقة
كشرت مع نفسها وغيرت نبرتا وقالت: أنا مامراهقة  انا خلاص كبرت وعلى وشك ادخل الجامعة إذا كنت ناسي
قال ليها بمازحا: برضو مراهقة وشافعة لسة
قالت: وانت بتحب الشفع مالك مفروض تكبر انت ذاتك وتركز
ضحك تاني وقال : رااااكز ومالي المراكز إلا عندي واحدة بت عمتي كده ساحراني ومجنناني عندك لي دوا؟
قالت بعد اتجاهلت تعليقو عن عمد: شيري قاعدة في البيت لازم اقفل بعد كده
قال: تهربي ياجبانة! شيري اعتقد عارفة انو أنا بحبك وواقعة ليها فما تختيها حجة تهربي  بيها
اتنهدت وقالت: ماهو لو ما هربت منك مابضمن ممكن يحصل لي معاك شنو وانت بتدوخني بي كلامك المنمق ده
ضحك بي استمتاع خلاها تُحرج بينا وبين نفسها إنها بتتكلم بدون توزن كلاما قدامو مرات، بقت تحمحم وقالت : يلا سلام أنا كنت مشغولة وانت قاطعتني وأمي جات
أسعد: يازولة قولي والله ههههههههه
قالت بسرعة : باي يلا سلام
قفلت بسرعة وقلبها بدق دق الطبول
شيرين خلعتا لمن قالت من وراها: أعملي حسابك من أسعد ده بلحس مخك كلمتك والله ههههههههه
ضربتا نيڤين وقالت: بايخة دي ماعندك شغلة بي
وقبل مايزيدو حرف أمهم فتحت الباب ودخلت قالت: سلام عليكم يابنات........

سقف الأمنيات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن